تعددت البيانات الرسمية.. كيف وصل المصطافون لشاطئ الموت في الإسكندرية؟

الإسكندرية – محمد عامر:

تعددت البيانات الصادرة عن جهات عدة في محافظة الإسكندرية، مثل المحافظة والجمعية التي كانت تدير شاطئ النخيل، وغيرهما، بخصوص ما حدث أمس الجمعة في الشاطئ، المعروف إعلاميًا بـ"شاطئ الموت".

"الشط ده كل سنة تحصل فيه مصيبة".. هكذا علق اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، على كارثة غرق 11 شخصا، بشاطئ النخيل بحي العجمي غربي الإسكندرية.

تكرار حالات الغرق في شاطئ النخيل بات أمرًا معتادًا كل صيف، لكثرة الدوامات بين أمواجه ووجود عيوب فنية بالحواجز المائية، ما جعله يعرف بـ"شاطئ الموت".

لكن هذا العام بدا الأمر أكثر غرابة، فمع ورود الأنباء عن أكثر من 10 غرقى، معظمهم من المحافظات المجاورة، تساءل البعض: كيف وصل هؤلاء الضحايا للشاطئ المغلق؟.

4 شواطئ بلا أسوار

في 28 مارس الماضي، أي منذ نحو 105 أيام، أغلقت شواطئ الإسكندرية، البالغ عددها 61 شاطئا، أمام الجمهور لأجل غير مسمى، ضمن إجراءات مواجهة جائحة كورونا.

"جميع الشواطئ بدءا من أبو قير وحتى أبو تلات مغلقة ويجري إحكام السيطرة على معظمها من خلال بوابات وأسوار"، يقول مصدر بالإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية.

ويضيف المصدر: "هناك بعض الشواطئ لا يوجد بها بوابات أو أسوار ما يصعب السيطرة عليها ومنع المصطافين من دخولها ومنها أبو قير والنخيل والأنفوشي ورأس التين".

37 شارعًا مفتوحًا

ومن جانبه، قال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، إنه سيجري البدء الفوري في تركيب بوابات وأسوار لشاطئ النخيل الممتد بطول كيلو و600 مترا لمنع دخول المواطنين.

وأوضح المحافظ أنه يوجد 37 شارعا مفتوحا بمدينة 6 أكتوبر تؤدى جميعها إلى شاطئ النخيل دون بوابات، مشيرا إلى تعيين حراسة على الشاطئ على مدار اليوم.

وأضاف الشريف، أن ضحايا شاطئ النخيل نزلوا البحر عقب صلاة فجر الجمعة مباشرة في ظل عدم وجود فرق إنقاذ أو مسئولين، ما حال دون إنقاذهم.

وأعرب المحافظ عن استياءه، قائلا: "ما حدث أمر مرفوض تماما ولن نسمح بتكراره مرة أخرى.. ولابد من أحكام السيطرة النهائية على الشاطئ".

وطالب المواطنين بالامتناع عن مخالفة قرارات إغلاق الشواطئ، والإصرار على ارتياد الشاطئ فجرًا في غياب المسئولين والمنقذين ما يعرض حياتهم للخطر والغرق.

من المسئول؟

أكدت جمعية ٦ أكتوبر – المسئولة عن إدارة مدينة 6 أكتوبر بحي العجمي بالإسكندرية، أن الإدارة المركزية للسياحة والمصايف هي المسئولة عن شاطئ النخيل، والجمعية لا تدير الشاطئ حاليا.

وأوضحت الجمعية في بيان لها، اليوم، أن الشاطئ جرى سحبه من الجمعية منذ أكثر من ٥ أشهر، وذلك بموجب محضر رسمي تحرر بمعرفة الإدارة المركزية للسياحة والمصايف.

وأوضحت الجمعية أنها لم تُخطر رسميا حتى الآن بقرارات المجلس التنفيذي لمحافظة الإسكندرية والتي تتضمن إعادة تخصيص الشاطئ للجمعية مرة أخرى.

ولفتت إلى أن الشاطئ الممتد علي مسافة أكثر من ١٦٠٠ متر بلا أسوار والمدينة بلا بوابات، ولا يمكن التحكم في دخول الشاطئ خاصة من رحلات اليوم الواحد.

تحذير هام

وحذرت محافظة الإسكندرية المواطنين من خطورة ارتياد الشواطئ والنزول للبحر فجرا أو ليلا، لاسيما مع عدم وجود مسئولي الإنقاذ داخل الشواطئ.

وأوضح بيان صادر عن المحافظة، أن البعض يلجأ للتسلل فجرا إلى الشواطئ المفتوحة بأطراف المدينة الشرقية والغربية، لاسيما من أبناء المحافظات المجاورة.