"دستورك يا محلي".. قوانين جلوس قبائل البدو حول حلقة النار في جنوب سيناء -صور

جنوب سيناء - رضا السيد:

الجلوس حول "حلقة النار" من أهم العادات الاجتماعية عند القبائل البدوية بجنوب سيناء، ولهذه الجلسة قواعد وقوانين حرص الأجداد والآباء على تعليمها وتوريثها للصغار، إذ تختلف هذه القواعد من قبيلة لأخرى.

قال الشيخ أحمد أبوراشد من قبيلة الجبالية، إن الجلسة في حلقة النار لها مدلول عند أبناء البادية، وتعبر عن العديد من القواعد والأصول التي يتميز بها أبناء القبيلة الواحدة، وهذه القواعد والأصول نحرص على غرسها في نفوس الأطفال منذ الصغر.

وأوضح الشيخ أحمد أبو راشد، أنه يجري تخصيص شخص واحد ليكون مسئولًا عن حلقة النار ونطلق عليه مصطلح "محلي" ومن أهم أعماله ترتيب حطب النار والمحافظة على بقاء الجمر مشتعلًا، وهو الذي يقوم بإعداد وتجهيز القهوة والشاي للجلوس.

وأضاف أن "المحلي لابد أن يبدأ توزيع القهوة أو الشاي على الجالس على يمينه، وغير مسموح له أن يتجاهل أو يسهو عن أحد الجالسين، ولا يقدم قهوة للأطفال لكن من الممكن أن يتناولون الشاي فقط".

وأكد "أبوراشد" أنه في حالة تجاهل "المحلي" لأحد الجالسين على الحلقة وعدم تقديم المشروب الساخن له يقع عليه "الحق" أي لابد وأن يعتذر للشخص الذي تجاهله، ولا يجوز لأي شخص آخر أن يستخدم النار أو يصب المشروب إلا بعد طلب "الدستور" أي الإذن من الشخص "المحلى" بأن يقول له "دستورك".

كما لا يسمح لأي شخص أن يضع حطبًا على النار إلا بعد استئذان صاحب الحلقة، ويفضل بعض القبائل أن يكون الشخص "المحلي" ثقيل السمع أو أصم تمامًا، لكون جميع أسرار القبيلة تعرض خلال الحلقة في حضوره.

وأشار راشد الجبالي، إلى أن عدد "الأدوار" أي مرات صب القهوة، تختلف باختلاف المناطق، وعندما يكتفى الضيف من القهوة يقوم بهز الفنجان الفارغ، أو يرجع الفنجان الفارغ وقد وضع أصابع يده ليغطي فوهة الفنجان.