القدر يسوق غطاس لإنقاذ طفلة من الغرق وانتشال أخيها
السويس - حسام الدين أحمد:
كانت الحركة في المنطقة المؤدية إلى ريف السويس هادئة كعادتها في ليالي الصيف، الأطفال يلعبون في الطرقات أمام منازلهم، بينما تضفي الترعة التي ارتفع فيها منسوب المياه نسمات تحد من نسبة الرطوبة العالية، وفجأة تغير المشهد عندما انفجر إطار سيارة تبعته صرخات انقطعت بسقوط السيارة في المياه.
محمد حلمي كان يقود سيارته رفقة طفليه كريم 5 سنوات، ورحمة 7 سنوات، متجهًا إلى إحدى قرى القطاع الريفي، يسير بالطريق المتاخم للترعة بقرية جبلاية الفار، انفجر إطار سيارته فجأة فاختلت عجلة القيادة في يديه حتى انحرفت رغمًا عنه في الممر المائي.
تجمع الأهالي على صيحات الاستغاثة، إلا أن وضع السيارة التي انقلبت رأسًا على عقب في المياه، جعل من الصعوبة إنقاذ الطفلين، بالكاد تمكن الأب من الخروج.
على مسافة 200 متر، كان محمود سالم 32 سنه، يقود سيارته رفقة طفليه مالك 5 سنوات وحمزة 3 سنوات، متجهًا إلى منطقة الألبان الواقعة على امتداد طريق الهويس، في زيارة عائلية، قبل أن يقرر تغيير مساره استجابة لطلب ابنه الذي قدره الله سببًا في إنقاذ الطفلة.
"مالك ابني طلب أجيب له آيس كريم، فتوجهت لمنطقة الجبلاية عشان اشتريه من محل يصنعه من فواكة طازجة"؛ يحكي الأب الذي يعمل غطاس في إحدى شركات صيانة وإصلاح السفن بمنطقة الأدبية، ويضيف: "المحل في مدخل القرية كان زحمه وقفت مستني دوري وفجأة سمعت طفل بيجري ويقول الحقوا عربية وقعت في الترعة".
هرول محمود لتقديم المساعدة، ما إن وصل وجد الأب تغرق المياه ملابسه، علم من الأهالي أن هناك طفلين في السيارة.
"العربية كانت على سقفها وبحكم خبرتي في شغلي وضع صعب للخروج"، ويوضح قائلاً: " الشخص الموجود في العربية اللي غرقت محتاج يغطس تاني عشان يخرج من الزجاج لو كان مفتوح ويقاوم الجاذبية إلى بتشد العربية لتحت".
ويشير إلى أن فتح الباب من الداخل ليس سهلاً إذ يحتاج مقاومة لكتلة المياه وتتعطل بعض الأبواب في تلك الحالة، يشرح الغطاس الوضع في الترعة المملوءة بالمياه.
همّ محمود بالغطس، غاب داخل الترعة لدقائق، واستطاع مقاومة المياه وفتح الباب وأخرج الطفلة رحمة بمساعدة أحد المواطنين، والذي تناولها منه، قبل أن يرفع قدميه من المياه استغاث به الأب "ابني لسه تحت".
غطس والد مالك مرة أخرى في المياه وغاب طويلاً، حتى استطاع أن يخرج الطفل كريم: " كنت شايله على أيدي وكان دون حركة" يحدد وضع الطفل، ويقول إن سيارة الإسعاف نقلته إلى المستشفى العام، لافتًا إلى أنه علم عقب ذلك أن الطفل فارق الحياة قبل وصوله بعد امتلاء رئتيه بالمياه، وعجزه عن التنفس.
يقول محمود إن تيار المياه كان شديد ولولا فضل الله ورحمته لسحبت المياه جثمان الطفل، في اتجاه الشمال.
فيديو قد يعجبك: