نطق الشهادتين وودّع الجميع.. صيدلي يلحق بوالديه وشقيقه بسبب كورونا

دمياط - محمد إبراهيم:

توفي الصيدلي الشاب محمد الفنجري، بعد أن نطق الشهادتين، وترك تدوينة عبر حسابه الشخصي بـ"فيسبوك" يقول فيها: "ادعولي.. أنا بموت"، ليلحق بوالدته ووالده وأخيه الذين توفوا جميعًا قبل أيام، بسبب إصابتهم بفيروس "كورونا" في محافظة دمياط.

يملك محمد الفنجري صيدلية بقرية كفر الغاب، التابعة لمركز كفر سعد في محافظة دمياط، وهو في العقد الثالث من العمر، كان ضحية الجائحة التي جعلته يفقد أسرته واحدًا تلو الآخر، بعد أن تعرضت والدته للإصابة بعد حضورها حفل زفاف، قبل أن تنتقل العدوى إلى جميع أفراد العائلة.

قال الفنجري، في تدوينة: "إنها المرة الوحيدة التي خرجت فيها والدتي- رحمها الله- منذ ظهور جائحة كورونا ملتزمين بالبقاء في المنزل"، وتوفي والده بعد والدته بأيام قليلة، قبل أن يلحق بهما شقيقه "ود" مطلع الشهر الجاري.

ووفق ما دونه الصيدلي الشهيد عبر حسابه، فإنه منذ ظهور حالات في منزل عائلته لم يخرج أي من أفراد الأسرة "لم نتعامل مع أحد وقفلنا على نفسنا وتم عزل المصابين والتعامل بطريقة ترضي الله حتى لا نظلم أحدا كما ظلمنا".

وقبل أسبوعين، دخل الفنجري العناية المركزة متأثرًا بإصابته بالفيروس، وظل على تواصل مع الكثيرين من زملائه من الأطقم الطبية، كما طلب الدعوات من الجميع، خصوصًا بعد أن نعى شقيقه "ود"، الذي رحل بكلمات مؤثرة "الابتسامة الحلوة دي عمري ما هنساها مواقفك معايا، اللي كانت كلها تعليم وقيادة وتوجيه ونصح ورشد عمري ما هنساها كنت دايما داعم ليا في مواقف كتير".

ونعت الدكتورة شيماء البشبيشي، أمين صندوق نقابة الصيادلة بدمياط، الصيدلي محمد الفنجري الذي توفي اليوم الثلاثاء، مؤكدةً أنه كان مثالاً يحتذى به في العمل والمهنية وكان دائمًا بشوشًا وخدومًا.

كما نعاه الدكتور خالد النجدي، نقيب صيادلة دمياط، مشيرًا إلى أنه قدم مشوارًا مهنيًا عنوانه العطاء والإخلاص في المهنة، ولم يتأخر عن خدمة الناس في أي مكان.