خرجت منه ألسنة اللهب.. لجنة جامعية توضح رأي العلم في بئر مياه جرجا - صور

سوهاج - عمار عبد الواحد:

تفقدت لجنة من أساتذة كلية العلوم جامعة سوهاج، اليوم السبت، موقع بئر المياه الذي استمر اشتعال النيران فيه حوالي 40 ساعة بالمنطقة الصحراوية في قرية بيت خلاف دائرة مركز جرجا جنوبي المحافظة، للمعاينة وإعداد تقرير مفصل.

وجاء في التقرير أن المنطقة التي يقع فيها البئر تحتوي على نوعين من التكوينات الصخرية تتراوح أعمارها بين "العصر الثالث الأيوسين"، ويتكون هذا التتابع من منطقة درنكة بأسيوط ويتألف من صخور الحجر الجيري الأحفوري، وهي رسوبيات من أصل بحري وتتكون من رواسب جيرية سميكة تحوي العديد من الشقوق والكسور، ويتراوح سمكها ما بين 130 و200 متر.

وأوضح التقرير أنه يتكون أيضًا من تتابع "الزمن الرابع البليو- بليستوسين"، ويتألف من فتاتيات سليسية دقيقة (الرمل، الغرين، الطين)، ويتداخل معها رواسب رملية متوسطة إلى خشنة الحبيبات تزداد في السمك إلى أسفل، ويعلوها غطاء من الحجر الجيري الكيميائي (الترافرتين)، وهى رسوبيات تكونت في بحيرات ضحلة أثناء مراحل تكون نهر النيل، ويتراوح سمكها ما بين 100 و200 متر.

وأوضح تقرير اللجنة أن دراسة أجريت سنة 2001 على منطقة غرب سوهاج ابتداء من الكوامل شمالًا حتى أولاد سلامة جنوبًا عن طريق فريق عمل من قسم الجيولوجيا، وتبين من هذه الدراسة احتمالية تواجد خزانات بترولية نظرًا لوجود حوض ترسيبي عميق، كما أن سمك الغطاء الرسوبي يتراوح ما بين 1200 متر إلى 1500 متر، وكذلك وجود تراكيب جيولوجية تحت سطحية مثل الفوالق العادية والطيات المحدبة التي تعتبر من أهم المصايد البترولية.

وذكرت اللجنة أنه تبين أن النيران اشتعلت في غاز كان متواجدًا تحت ضغط مع وجود كميات من المياه المحيطة به.

كما أوضحت اللجنة أن هناك احتمالين لوجود هذا الغاز:

الاحتمال الأول:

هو تسرب غازي من مكمن هيدروكربونات احتمالية تواجده في صخور الطفلة الزيتية التي تتبع متكون الداخلة التابعة للزمن الطباشيري العلوي، والتي تقع على عمق 600 إلى 800 متر تقريبًا، ويحدث تسرب إلى أعلى خلال الشقوق والفواصل في الصخور التي تعلوه وتتجمع في طبقات الحجر الرملي الخاصة بالزمن الرابع إلى أن وصل إلى الموقع المشار إليه، وهو بالتالي غاز من أصل بترولي ولا بد أن يتكون من الغازات البترولية الطبيعية.

الاحتمال الثاني:

هو غاز ناتج عن تحلل مواد نباتية وأشجار دفنت من ملايين السنين على عمق حوالي 200 متر تحت سطح الأرض، وهو غاز الميثان "CH4" المصاحب للرواسب الفحمية، وهو غاز سريع الاشتعال، وعندما كانت البريمة تحفر وصلت درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، فضلًا عن الحرارة الناتجة عن الاحتكاك، أدت إلى انفجار هذا الغاز، كما يحدث في مناجم الفحم، ما أدى إلى طرد المياه الموجودة معه بمجرد وصول ثقب الحفار إليه، وهذا الغاز ليس من الغازات البترولية الطبيعية.

وأوصت اللجنة المشكلة من أساتذة الجيولوجيا والكيمياء بكلية العلوم جامعة سوهاج وبتكليف من الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسرعة حفر بئرين اختباريين باتجاه الجنوب الموازي له واتجاه الغرب ناحية الهضبة من البئر المشار إليه، وذلك لوصف العينات الصخرية اللبية وصفًا دقيقًا ومراقبة احتمالية تواجد الغاز بها وعمل مسوحات سيزمية انعكاسية عميقة من خلال شركات البترول لدراسة التتابع الطبقي بدقة، وكذلك التراكيب الجيولوجية تحت السطحية وإمكانية تواجد الهيدروكربونات بها.

جدير بالذكر أن اللجنة ضمت كل من الدكتور أحمد عزيز عبد المنعم أستاذ المياه الجوفية بقسم الجيولوجيا ورئيس الجامعة، الدكتور كمال محمد السيد خليل أستاذ الكيمياء الغير عضوية بقسم الكيمياء وعميد كلية العلوم، الدكتور عبد الباسط محمد أبو ضيف أستاذ الجيوفيزياء بقسم الجيولوجيا ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتور فاروق عبدالرحمن محمود أستاذ الجيوفيزياء المتفرغ بقسم الجيولوجيا، الدكتور توفيق محمد مهران أستاذ الرسوبيات المتفرغ بقسم الجيولوجيا.

كانت المنطقة الصحراوية في قرية بيت خلاف دائرة مركز شرطة جرجا جنوبي محافظة سوهاج، شهدت الخميس الماضي، اشتعال نيران في بئر مياه، وتصاعد ألسنة اللهب بارتفاع حوالي 7 أمتار، واستمرارها مشتعلة حوالي 40 ساعة، وبعدها نجحت قوات الحماية المدنية في إخمادها.

اقرأ أيضًا:

"لسان لهب 7 أمتار يخرج من بئر مياه".. ومصدر في سوهاج يكشف السبب

"المياه تحولت إلى نار في سوهاج".. قصة "لسان لهب 7 أمتار في بئر الغازات" -صور

لتحديد القرار الأفضل.. فريق فني يصل لموقع "بئر المياه المشتعل" في سوهاج

"بترول أسيوط" تنتهي من معاينة بئر المياه المشتعل في سوهاج

بعد 40 ساعة.. السيطرة على حريق بئر المياه المشتعلة بسوهاج