لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أنا طمعانة في الجنة".. قصة متطوعة لـ"غُسل ضحايا كورونا" بكفر الشيخ

02:45 م الإثنين 18 يناير 2021

كفر الشيخ - إسلام عمار:

وهبت نفسها للعمل الخيري من خلال تطوعها في غُسل ضحايا فيروس كورونا، وبناء على وصية زوجها ترفض "فتحية" قبول أي مقابل مالي جراء ذلك العمل، خلال الأزمة التي تمر بها مصر والعالم بشأن ذلك الوباء.

"باشتغل مغسلة للموتى بقالي 9 سنين..ووهبت عملي لله تعالى وكمان جوزي وصاني إني ما أخد حاجة من حد..كلنا في أزمة ولازم نساعد بعض عشان نطلع منها على خير"، بتلك الكلمات تحدثت فتحية مصطفى سليمان، في العقد الخامس من عمرها، وتقيم بقرية الزعفران، التابعة لمركز الحامول في كفر الشيخ، لـ"مصراوي"، لترصد كيفية عملها الخيري.

أكدت فتحية أنها تعمل مغسلة موتى منذ 9 أعوام، وتحديدًا منذ عام 2012، عندما قُتلت شقيقتها، وإبنتها، فقررت تفعيل عمل خيري على روحها، فاتجهت لتغسيل الموتى، وتعلمت على يد سيدة تدعى "بهانة"، من نفس القرية مسقط رأسها الزعفران، ووفق ذلك اكتسبت منها ذلك العمل، عندما كانت ترافقها في غُسل الموتى، حتى يعرفها الأهالي جيدًا ليثقوا فيها.

وأوضحت أنها أصبحت تعمل لوحدها، في تغسيل الموتى بعدما ذاع صيتها في حرفية وإتقان عملها، وتبرعها لبعض الاحتياجات الواجب توافرها في غسل الموتى.."الناس لما وثقت فيا وبقوا يعرفوني بقيت بطلع لوحدي ومعايا كفن كمان لو الحاله غير قادره بتبرع بيه لله تعالى".

ولفتت إلى أن أول متوفية غسلتها كانت أمها، ويليها شقيقتها التي توفيت في نفس شهر وفاة الأم، وبعد ذلك أصبحت مسئولة عن تغسيل موتى 14 قرية وتوابع حول مسقط رأسها قرية الزعفران، وبعد مشاورات مع زوجها حول ذلك العمل أوصاها بعدم الحصول على مقابل ذلك العمل ابتغاء لوجه الله، ومع الأستمرار سنوات في نفس العمل قرر زوجها التطوع هو الآخر بشأن تغسيل الموتى.

وكشفت عن تطوعها للعمل في تغسيل ضحايا فيروس كورونا، ومعها زوجها الذي احترف نفس العمل، بعد هروب بعض المغسلين من تغسيلهم خوفًا من نقل العدوى لهم، فقررا عمل إعلانات ورقية عن تطوعهما في غُسل ضحايا كورونا، ووفق ذلك تواصلت مع الممرضات في مستشفى الحامول المركزي، وابغلتهن بالتواصل معها لتغسيل أي ضحية لكورونا ومعها كفن تمنحه ابتغاء لوجه الله.

وأكدت الحاجة فتحية أنه لا توجد لديها خوف، أو رهبة من تغسيل ضحايا فيروس كورونا، إيمانًا بقضاء الله وقدره، ولم تتراجع يومًا حول تغسيل أي ضحية، ومع ذلك تعرضت لموقف صعب كان له تأثير نفسي عليها، عندما ابلغها التمريض بوجود ضحية لكورونا، وأثناء ممارسة عملها اكتشفت أنها معلمة تدعى شيماء عبداللطيف "الله يرحمها دايما انسانة محترمة والكل بيحترمها وبيحبها وأول ما شوفتها بكى قلبي عليها قبل عينيا".

واختتمت حديثها لـ"مصراوي"، قائلة:"أنا معايا 3 أولاد وبنت واحدة ..بنتي معيده في جامعة الإسكندرية وحاليا تقيم خارج البلاد مع زوجها وعيالي التلاتة في الجامعات..وجوزي اللي بافتخر به يعمل مراجع عام بمرور الحامول..الحمد لله حجيت بيت الله وعملت عمرة..وأنا تحت أمر أي حد في كل وقت لوجه الله.. ومش عاوزه غير المكافأة والشكر في الآخرة.لأني باعمل لآخرتي وليس لدنيتي وطمعانة في الجنة حتى لو نص شبر منها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان