عبده مباشر: أهالي السويس ضربوا نموذجًا في التحدي والصمود أمام العدو الإسرائيلي
السويس_ حسام الدين أحمد:
قال الكاتب الصحفي عبده مباشر، شيخ المحررين العسكريين، إن أهالي مدينة السويس ضربوا نموذجًا في التحدي والصمود أمام قوات العدو، ولقنوه خسائر فادحة عندما دخل المدينة التي كان يظن أنها خالية وأن دخولها سهلًا ولن يكلفه سوى بعض الذخيرة.
وأضاف، خلال الندوة التثقيفية الأولى التي عقدتها جامعة السويس، اليوم الأربعاء، ضمن برامج الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والعيد القومي للمحافظة، أن القوات الإسرائيلية كانت تريد العبور للضفة الغربية للقناة، وكان سبيلهم في ذلك إما العبور من منطقة البلاح، أو الدفرسوار، وخسروا في معركة الفردان محاولة العبور الأولى، فاستداروا وعبروا من الدفرسوار والتي يطلق عليها منطقة "التنصل" بين الجيشين الثاني والثالث.
وتابع، في يوم 22 أكتوبر أدرك العدو أنه لن يتمكن من احتلال الإسماعيلية، والوجود في ظهر الجيش الثاني، إذ تصدت له الفرقة 23 مشاة وكانت الفرقة الوحيدة المتماسكة، ولذلك استدار العدو للسويس لدخولها وكانت بمثابة جائزة بالنسبة له، وفي نفس اليوم صدر قرار وقف إطلاق النار من مجلس الأمن حمل رقم 838، لكن إسرائيل لم تحترمه وواصلت التقدم نحو السويس، ووصلت منطقة الزيتية واحتلت الأدبية وقطعت كل الطرق المؤدية للسويس، وادعت القيادات الإسرائيلية أنها دخلت السويس قبل وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن قوات العدو سرعان ما وصلت إلى مشارف المدينة ليلة 23 أكتوبر، وأحاطت المدينة من طريق "السويس القاهرة" وطريق المعاهدة الممتد إلى الإسماعيلية، وطريق الزيتية والطريق المؤدي إلى حي الجناين، وتمكنت هذه القوات من الاستيلاء على ميناء الأدبية، واحتلت منطقة مصانع تكرير البترول بالزيتية ووصلت طائرة هليكوبتر تقل جولدا مائير، رئيسة الوزراء، وموشي ديان، وزير الدفاع، ودافيد اليعازر، رئيس الأركان، إلى المنطقة المحيطة بالسويس، وهبطت في الزيتية.
وأوضح، بعد أن وطأت أقدام المسئولين الإسرائيليين الكبار أرض منطقة الهبوط بعد تأمينها تمامًا، بدأت كاميرات المصورين تدور وتلتقط الأفلام التليفزيونية وآلاف الصور، ونشر الإعلام الإسرائيلي عن سقوط السويس في أيدي القوات الإسرائيلية كذبًا، فهم جغرافيًا داخل السويس، إلا أنهم يقفون بالزيتية، ولكن الزيتية ليست السويس، فالمدينة كانت خالية تمامًا من الوجود الإسرائيلي.
وأكد أن إسرائيل أرادت أن توحي للعالم كذبًا أنها استولت على المدينة التي تمثل هدفًا استراتيجيًا، كما أنها تعني استكمال حصار وتطويق الجيش الثالث، وبما يساعد على إقامة نوع من التوازن الاستراتيجي الذي افتقدته بعد نجاح الهجوم المصري، وبصورة أخرى كانت تسعى للإيحاء بقدرتها على نجاح هجومها المضاد ووصولها إلى غرب القناة وحصار جيش ميداني مصري.
وتابع، في اليوم التالي 24 أكتوبر، سطر رجال المقاومة وأبناء السويس ملحمة وطنية، فبعد دخول القوات الإسرائيلية إلى المدينة ظنًا منهم أنها خالية، هاجمهم رجال المقاومة، وكانت الضربة الأولى بيد الشهيد إبراهيم سليمان البطل الذي دمر أول دبابة في اللواء المدرع بقذيفة آر بي جي، فأوقف من خلفها طابور من المدرعات والمجنزرات، وفي ثوان معدودة خرج أبناء المدينة من الحواري والشوارع والمنازل في هجوم بالأسلحة الخفيفة والحجارة وقذائف الآر بي جي لتدمير العدو والمعدات، حتى أن الجنود احتموا داخل قسم شرطة الأربعين القديم هربًا من بطش الأهالي، وفقدت إسرائيل 33 دبابة و80 قتيلًا دون أن تتمكن من دخول مدينة السويس، فالرجال تصدوا للعدو في ملحمة شعبية شارك فيها أبناء السويس ورجال الدفاع الشعبي وأعضاء منظمة سيناء العربية ورجال الجيش المصري.
فيديو قد يعجبك: