رحلة الدواء انتهت بكارثة.. مقطورة الأخشاب تنهي حياة عريس "كمشوش" (صور)

المنوفية - أحمد الباهي:

بعد سنوات من الشقاء، قرر "مصطفى" العودة من دولة الإمارات إلى قريته "كمشوش" بمركز منوف في المنوفية، حاملاً جملة من الأحلام، بدأها بوضع استعدادات حفل زفاف حدد له موعدًا بعد شهرين فقط. لم يكن يدري أن عودته تلك تحمل له موعدًا آخر وأخير مع الموت اصطدامًا بمقطورة.

ليلة الحادث وبعد أذان المغرب، انطلق الشاب "مصطفى سعيد الشبراوي" 25 عامًا، بدراجته النارية مُتجهًا إلى مدينة منوف، مُصطحبًا ابن عمته "إسلام عبد السميع يوسف - طالب بالصف الأول ثانوي دبلوم صناعي" 16 عامًا، لجلب أشعة وفحوصات من مستشفى منوف العام تخص والدته المريضة.

وبينما هو يسير على الطريق الأسفلتي في مدخل قريته كان جرارًا زراعيًا أمامه بمقطورة تحمل أخشاب بارزة خارج جسد المقطورة بنحو متر.

مع مرور الشاب بدراجته النارية مُسرعًا من يمين الجرار، لم ينتبه لتلك الأخشاب المُختفية معالمها وسط ظلام الليل، فارتطمت بجسده وجسد ابن عمته الصغير، ليسقطا سويًا على الأسفلت غارقين في دمائهما.

"السيد رمضان"، أحد أهالي القرية، قال لـ "مصراوي"، إن صاحب الجرار الزراعي أراد الهرب بعدما تأكد من وفاة "مصطفى وإسلام"، لكن أحد الأشخاص رصد ما جرى وتتبع الجرار بدراجة نارية، وتوقف أمام الجرار مباشرة ليغلق عليه الطريق، واصطحبه إلى مركز شرطة منوف، والتي بدورها استدعت المرور وتم التحفظ على الجرار بالمقطورة.

من جانبها، حررت شرطة مركز منوف محضرًا بالواقعة، بعد انتهاء التحقيقات مع المتهم ومناقشة شهود العيان، وتقرر عرضه على النيابة العامة، والتي تباشر مهامها في قضية الشاب، وقررت التصريح بدفن الجثة عقب عرضها على الطب الشرعي بمستشفى منوف العام.

وفي تمام الساعة الواحد والنصف من صباح اليوم الإثنين، حضرت سيارة إلى مقابر قرية كمشوش وبها الجثمانين، وسط حزن الأهالي الذين خرجوا بالمئات للمشاركة في تشييع "مصطفى وإسلام" إلى مثواهما الأخير.