إعلان

"معهد الشورانية" الأزهري يتحول لـ"اسطبل حمير".. وأهالي سوهاج يستغيثون بـ"الطيب" – صور

12:07 م الأحد 07 نوفمبر 2021

سوهاج – عمار عبد الواحد

على الرغم من إنشائه بالجهود الذاتية للأهالي وتحملهم عناء الانتهاء من تشييده حتى أصبح مبنى مكون من 4 طوابق كاملة التشطيب، تحوَّل معهد الشورانية الأزهري بمركز المراغة شمالي محافظة سوهاج إلى اسطبل لتربية الحمير ومكان لتشوين مخلفات المحصول الصيفي خاصة الذرة الشامية "البوص" ومقلب لإلقاء القمامة والمخلفات الصلبة، بسبب إهمال الأزهر الشريف في إنشاء سور للمعهد وتشغيله، ليصبح منارة للتعليم الأزهري الوسطي في القرية التي بسبب موقعها الجغرافي "جزيرة وسط النيل"، ليمثل الانتقال منها وإليها معاناة يومية لسكانها الذي وصل عددهم لحوالي 50 ألف نسمة.

وطبقًا لمحضر معاينة واستلام مبنى معهد الشورانية الإعدادي الثانوي فتيات والمُمهور بختم منطقة سوهاج الأزهرية بتاريخ 17 من شهر أكتوبر 2018، والذي حصل "مصراوي" على نسخة منه فإن الأرض المُشيد عليها المعهد ومساحتها 2880 متر مربع مُخصصة بالقرار رقم 189 لسنة 2003، ويحتاج المعهد إلى سور يحيطه من جميع الجهات بإجمالي 288 متر طولي.

كما جاء في محضر الاستلام أن مبنى المعهد عبارة عن طابق أرضي وثلاثة طوابق عُلوية، وأن الطابق الأرضي عبارة عن دورات مياه للإدارة وأخرى للفتيات، وعدد معملين، وغرفة تحضير، والطابق الأول علوي عبارة عن عدد أربعة فصول، وثلاث حجرات للإدارة، والطابق الثاني علوي عبارة عن عدد ستة فصول دراسية، والطابق الثالث علوي عبارة عن ستة فصول دراسية، بإجمالي 22 حجرة ما بين دراسية وإدارية.

وتابع المحضر أن لجنة الأزهر الشريف التي تسلمت مبنى المعهد أوصت مدير إدارة بحوث المعاهد بمنطقة سوهاج الأزهرية "عضو اللجنة" بضرورة التنسيق مع إدارة الشئون الإدارية بالمنطقة، لاتخاذ ما يلزم نحو تعيين الحراسة اللازمة على هذا المعهد من عمال الخدمات المعاونة بمنطقة سوهاج الأزهرية حفاظًا على المبنى من التعديات.

ورصدت كاميرا "مصراوي" حجم التعديات التي شهدها مبنى المعهد والمستوى الذي وصل إليه من الإهمال، إذ احتلت الدواب "الحمير" فناء المعهد والمقرر أن تقف فيه الطالبات أثناء طابور الصباح، بل شيد صاحب هذه الدواب أماكن بالطوب الأحمر والطين لإطعامها، وانتشرت بالمعهد رائحة تزكم الأنوف لانتشار روث الدواب في الفناء، كما امتلئ فناء المعهد بمخلفات المحصول الصيفي والقمامة والمخلفات الصلبة، كما استغل بعض الخارجين عن القانون مبنى المعهد في الأعمال المنافية للآداب، وانتشر الغائط في طرقات المعهد بصورة مزرية.

كما رصدت كاميرا "مصراوي" سرقة لمبات الإنارة من طرقات المعهد والمقابض من الأبواب والأسلاك من الحوائط، وانتشار الطيور المهاجرة والبوم في حجرات الطابق الأرضي، وتحطيم زجاج الحجرات في محاولة من الخارجين عن القانون الدخول لحجرات المعهد.

محمد كاظم، أحد أعضاء مبادرة شباب الخير بقرية الشورانية قال إنه جرى تشييد المعهد بالجهود الذاتية لتخفيف المعاناة عن فتيات القرية اللاتي يذهبن لمدينة المراغة لاستكمال تعليمهن الأزهري، خاصة أن القرية لا يوجد بها معاهد إعدادي ثانوي للفتيات، وهو ما يدفع الكثير من أولياء الأمور لعدم استكمال تعليم بناتهن والاكتفاء بمرحلة التعليم الابتدائي فقط، بسبب المعاناة اليومية لسكان قرية جزيرة الشورانية من الانتقال للمدينة بسبب العبارة النهرية وكثرة تعطلها وجنوحها شمالًا لبضع ساعات، بسبب تعطل محركاتها.

وأضاف "كاظم" أن أهالي القرية خاطبوا منطقة سوهاج الأزهرية ومشيخة الأزهر الشريف بتشغيل المعهد وفتحه أمام الفتيات خاصة بعد إقبال العديد من أولياء الأمور بالقرية على التعليم الأزهري، لكن دون جدوى رغم كثرة المكاتبات والمخاطبات.

فيما قال المهندس على محمود، أحد أعضاء لجنة الجهود الذاتية المُسلمة للمعهد للأزهر الشريف وأحد أبناء قرية الشورانية، إنه أغلق كافة أبواب المعهد بالمفاتيح بعد تشيده حفاظًا عليه من العبث، مضيفًا أن بعض الأشخاص الذين لا يعلمهم أحد حطموا زجاج بعض نوافذ المبنى وسرقوا المقابض ولمبات الإنارة والأسلاك الكهربائية، وهو ما جعل المعهد أشبه بالخرابة وأصبح مكان تسكنه الأشباح ومأوى للطيور المهاجرة.

وناشد عضو لجنة الجهود الذاتية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر بإصدار تعليماته وتوجيهاته للاهتمام بتشغيل معهد فتيات الشورانية الإعدادي الثانوي، هذا العام، مؤكدًا أن إنشاء المعهد تكلف 3 ملايين و620 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف ساهم في هذا المبلغ بـ 525 ألف جنيه على أربع دفعات من خلال لجنة الإعانات المختصة.

وأعرب إبراهيم ناصر، عضو مبادرة شباب الخير وأحد أهالي قرية جزيرة الشورانية عن استيائهم من عدم جدية قيادات الأزهر سواء بالقاهرة أو سوهاج من بناء سور للمعهد وتشغيله، مضيفًا أن أولياء أمور الفتيات بعضهم يُحَول لابنته للتعليم العام بسبب عدم وجود معاهد إعدادي ثانوي فتيات بالقرية، والبعض الآخر يرفض استكمال ابنته التعليم ويكتفي بمرحلة التعليم الابتدائي.

من جانبه رفض الدكتور محمد حسانين، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية الرد على هاتفه المحمول، رغم محاولات "مصراوي" التواصل معه عدة مرات في أوقات متفاوتة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان