"عشان مقولش لحد هات".. شاب مبتور الذراع يعمل بـ"القصعة" لكسب رزقه بالمنوفية (صور)

المنوفية - أحمد الباهي:

"أنا بتحمل الآلم على دراعي، بس ماليش حيلة تانية أجيب بيها فلوس".. بهذه الجملة بدأ شاب يُدعى "سعيد" حديثه لموقع مصراوي عن رحلة شقاء طويلة ربما بدايتها الحقيقة كانت بعد تعرضه لحادث آليم فقد فيه ذراعه الأيسر، وواجه صعوبة العيش مع والدته المريضة والتي طُلقت قبل سنوات ولم يعُد لها دخلاً سوى 300 جنيه شهريًا.

يقول "سعيد إبراهيم" 27 عامًا، ابن قرية طلبوها التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، أن والدته تبلغ من العُمر 61 عامًا، تلازم المنزل بسبب مرضها، ومعاشها لا يكفي العلاج، فاضطر منذ صغره أن يسعى على رزقه ورزق أمّه، وسافر للعمل في مخبز بلدي بمدينة شرم الشيخ، ولم يكُن القدر رحيمًا به، فسحبت إحدى الماكينات يده وتعرض ذراعه للبتر.

يؤكد الشاب أن الحياة كانت منذ تلك اللحظة مُظلمة، لكنه لا يستطيع الجلوس للتحسّر على فقدانه مصدر قوته، فتواصل بأصدقائه، وقرر العمل معهم في البناء باستخدام الذراع الأيمن فقط - مُستعينًا بالله- حيث يمسك بها جاروفًا لتقليب "المونة" ويحمل بها القصعة وينقل بها الطوب على كتفه، وكل ما يحتاجه البناء يفعله بذراعٍ واحد فقط، متجاهلاً شدة الوجع لينتظر 100 جنيه نهاية كل يوم.

وتابع الشاب: "أنا بشتغل 9 ساعات يوميًا، أحضر لمكان العمل 8 الصبح وبمشي 5 المغرب، وأوقات بيكون فيه شغل وأوقات لئه، لأن دي مش شغلانة ثابتة وحسب رزقنا بنروح لو فين، وأنا مضطر للشغل عشان معنديش وظيفة تكون مصدر رزق، وبضطر أشتغل الشغلانة دي ورزقي على الله أحسن ما أقول لحد هات أو ساعدني".

الأسطى "محمد صلاح" هو صاحب العمل الخاص بالشاب "سعيد"، أوضح أن الحادث الذي تعرض له كان قبل سنوات، ولكن الشاب يعرف مهنتهم جيدًا واشتغلها مُسبقًا، وحين فقد ذراعه عاد إليهم في البناء، وأشار إلى أن ذراع (سعيد)، باتت لا تتحمل مشقة العمل ولا الأحمال التي ترفعها، إذ اشتكى مؤخرًا من "رعشة وتنميل"، وهو ما يهدد استمراره بها، مُطالبًا أي مسؤول يساعده في توفير وظيفة تراعي حالته.