أشلاء وملابس تفوح منها رائحة الدم.. "مصراوي" في موقع "حادث السويس" - فيديو
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
السويس- حسام الدين أحمد:
رائحة الدم تفوح في المكان، رياح الصحراء تنقلها إلى أنوف مستقلي السيارات المسرعة على طريق محور 30 يونيو، بينما تنبعث من حطام وقطع المعدن متعلقات نثرها اصطدام أتوبيس ركاب بسيارة نقل على طريق محور 30 يونيو، على مسافة 60 كيلو من مدينة السويس.
حادث مروع أسفر عن مصرع 9 ركاب. بذل رجال الإسعاف والحماية المدنية جهودا لإخراج جثامينهم سليمة قدر الإمكان من الحافلة التي تهشم نصفها، و6 مصابين بينهم 4 أطفال 3 منهم أشقاء فقدوا والديهم في الحادث.
موقف شرم الشيخ
في العاشرة مساء أمس الجمعة، وقف مشرف موقف شرم الشيخ ينادي في مكبر الصوت "طنطا كفر الزيات دمنهور هيطلع من المحطة" ليتحرك بعض الركاب من الكافيتريا قاصدين حافلة "أتوبيس أزرق اللون يحمل لوحات 8217 ط ي ر" يتبع شركة وادي النيل للنقل البري.
15 راكبًا
يغادر الأتوبيس المحطة يستقله 15 راكبا بين رجال ونساء وأطفال عائدين إلى البحيرة بلدتهم الأم، كانت أكثر من نصف مقاعد الأتوبيس خالية، لذلك لم يلتزم أغلب الركاب بمقاعدهم، وفضل بعضهم الرجوع للمقاعد الخلفية أو الاستلقاء على "الكنبة" وقضاء ساعات الرحلة في النوم، هكذا تخبرنا آثار الدماء والأشلاء على مقاعد الخلفية، وكنبة الأتوبيس التي تضم 5 مقاعد.
يتبع السائق خط سير الرحلة، يصل إلى نفق الشهيد أحمد حمدي، وبعد إجراءات التفتيش المتبع يغادر المنفذ الغربي قرب الواحدة والنصف صباحا، يستكمل الرحلة باتجاه الغرب، قاصدا طريق النفق – الكيلو 109 طريق القاهرة السويس، أو كما يعرفه السائقون بطريق "الوردة البيضاء".
قبل الحادث
عند منتصف الطريق تقريبا يخرج السائق يمينا يسلك حارة النقل، قاصدًا محور 30 يونيو، الذي يمثل طريق العودة إلى إقليم الدلتا وأولى محطات التوقف بمدينة طنطا بالغربية، ثم كفر الزيات وإيتاي البارود، وصولا إلى مدينة دمنهور محطة الوصول الأخيرة في رحلة العودة.
دخان أسود
قبل ساعات من انطلاق الأتوبيس تعطلت سيارة نقل بمقطورة محملة بمواد محجرية، لوحاتها 2299 نقل سويس/ جرار 458- 28، إذ تعرضت لكسر في آلة الجر الخلفي، ما أعاق الشاحنة عن التحرك، فقرر سائقها التوقف يسار الطريق في المنطقة الترابية، وأشعل النار في إطار لتنبيه السائقين القادمين على الطريق.
في الظلام الدامس على المحور، الممتد يشق صحراء السويس، بمنطقة تفتقد أدنى مسببات الحياة سلك السائق طريقه المعتاد، مرت قرابة ثلث الساعة، شاهد أدخنة سوداء كثيفة تنبعث من الإطار المحترق أعاقت الرؤية أمامه.
فزع السائق فانحرفت عجلة القيادة في يديه، ليصطدم بسرعته في مؤخرة المقطورة ليكون جسمه أول ما يدخل في الشاحنة بعد الزجاج الأمامي فيتحول هو و8 آخرين كانوا في المقاعد خلفه إلى جثث بعضها خرجت قطعة واحدة وأخرى مزقها التصادم.
في الثانية والربع صباحا، تتلقى شرطة النجدة بلاغا عن الحادث من قائدي السيارات المارة بالطريق، على الفور وجه الدكتور محمد طنطاوي مدير مرفق الإسعاف 15 سيارة لموقع الحادث، لحقت بها سيارات الدفاع المدني بقيادة العميد سامح بسيم مدير إدارة الحماية المدنية.
الأطفال يمينا
على أضواء المصابيح، استطاع رجال الإسعاف نقل 6 مصابين بينهم 4 أطفال 3 منهم أشقاء، عمر أصغرهم 9 أشهر كانوا يجلسون في مقاعد الجانب الأيمن، لحقت بهم إصابات بين كسور وجروح سطحية وما بعد الارتجاج، كانت تلك المهمة أسهل ما يواجهه رجال الإسعاف لاحقا.
زميل العمل
شرع المسعفون في نقل جثامين المتوفين، أخرجوا 3 منهم فقط، لأن الاصطدام تسبب في تطاير بعض المقاعد بالجانب الأيسر، وحُشر 6 ركاب بين الأجزاء المعدنية وما تبقى من مقاعد بفعل الضغط، بينما الأشلاء والدماء غطت حواف المقاعد والأجزاء المعدنية المتطايرة.
الموقف سيئ جدا على رجال الإسعاف فمن بين الضحايا مسعف بجنوب سيناء، سبق له العمل في السويس، رآه زملاءه ينكرون حقيقة ما شاهدته أعينهم، لكن هي آجال كتبت في مقادير الخلق قبل أن نولد.
استطاع رجال الحماية المدنية إخراج الجثامين الـ6 الأخرى، بعد استخدام معدات وقواطع كبيرة لفصل أجزاء الأتوبيس المتداخلة في بعضها.
في السادسة والنصف صباحا أشرقت الشمس مفصحة عن مشهد لم تكشفه مصابيح سيارات الإسعاف، فواضح للعيان نقطة التصادم إذ تراكمت قطع الزجاج الأمامي كالملح مخضبة بدماء الركاب، تمتد غربا مسافة تزيد عن 50 مترا في مسار رسمه حطام الأتوبيس معلق على بعضها قطع صغيرة من بقايا الجثث، وتركت الدماء آثارها في القطع الأخرى.
في المسافة من نقطة التصادم، وصولا للأتوبيس تحكي متعلقات الركاب عنهم، زجاجات دواء شراب للأطفال، وملابس غيرت الدماء وما طالها من زيت المحرك لونها، طبق أرز وقطعة دجاج أبقاها صاحبها ليأكلها بعد استيقاظه، أحذية مختلفة المقاسات لكبار وأطفال، فرشاة شعر، ولافتة بيضاء دون عليها السائق خط السير ومحطات التوقف، وعبوة معجون أسنان سقطت من حقيبة واستقرت في مخزن الحقائب بالحافلة.
في موقع الحادث كان 3 رجال وسيدة يقلبون في الحطام، يجمعون بعض الأدوات والمعدات الخاصة بصيانة الشاحنات، "أنا صاحبة العربية السواق كان محمل نقلة ظلط وجاي، الدفرانس اتكسر، روحنا جبنا واحد بداله وجايين نركبه لقينا الأتوبيس داخل فيه" تتحدث السيدة الخمسينية ثم تعاود البحث مع ابنها وشاب ورجل آخر عن قطع الغيار والبراغي التي تناثرت في موقع الحادث.
بينما فر سائق السيارة النقل، وطلبت النيابة في التحقيقات سرعة ضبطه وإحضاره، كما صرحت بدفن جثامين المتوفين وتسليمهم ومتعلقاتهم لأسرهم.
فيديو قد يعجبك: