أكثر من عام دون كهرباء.. معاناة سكان "الأندلس" أحدث أحياء العاشر من رمضان

الشرقية – فاطمة الديب:

يعيش سكان حي الأندلس، أحدث أحياء مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، معاناة حقيقية، بعدما سلم جهاز المدينة بإشراف المهندس خالد شاهين، رئيس الجهاز، لهم الوحدات السكنية بالحي، على أساس أنها كاملة المرافق، بحسب العقد، إلا أن منذ بداية التسليم قبل نحو عام لا يوجد بالحي كهرباء، ما جعل المتضررين يُطلقون عليه "الحي الجميل المُظلم".

تجولت عدسة "مصراوي" داخل الحي الموجود على بُعد دقائق من قلب المدينة، في محاولة لرصد معاناة الأهالي وشاغلي الوحدات السكنية، وكانت بداية الحديث مع "إيهاب"، أحد المستحقين، والذي أفاد بأنه من سكان المنطقة منذ استلامه العقود الخاصة بوحدته السكنية قبل أكثر من 5 أشهر "مستلمين من شهر 8 اللي فات ومفيش كهربا، ولما المهندسة مي عبدالحميد، مديرة الصندوق، جت من شهرين وصلوا كهربا من شركة المباني ونوروا الحي كله على أساس إن الكهربا موجودة، لكنهم بعدها فصلوها تاني ومن وقتها وإحنا عايشين في ظلام".

وتابع: "فيه ناس مستلمة من سنة ونص ومفيش نور، وأنا بقيت عاوز أنقل وأعيش هنا علشان الحي جميل جدًا وكلنا محتاجين ننقل بدل ما بندفع إيجار وبندفع أقساط، واشتكينا أكتر من مرة ومفيش أي جديد، الجهاز يقول مشكلة في الكهربا والكهربا تقول المشكلة في الجهاز، مع العلم إننا قدمنا على كهربا من وقت ما استلمنا ودفعنا، وفي بند في العقد إن الجهاز علشان يسلم لازم تكون الوحدات كاملة المرافق، ليه لما هيا مش كاملة سلمونا، على أساس إيه يعملوا فينا كده، والله عاوزين نقدم على مياه وغاز مش عارفين".

من جانبه، يقول شحتة السيد، أحد المستحقين لوحدة إسكان اجتماعي في الإعلان العاشر، والذي جرى البدء في تسليمه بالحي، إنه تسلم عقود وحدته السكنية وبدأ في نقل أثاثه إلى الحي الجديد بعد معاناة عاشها لسنوات في ظل التنقل بين عدد من الوحدات بنظام الإيجار، لكن الحي الجديد أصبح بمثابة "تُربة" على حد وصفه، بعدما قرر المسؤولين قطع الكهرباء بالكامل عنهم على الرغم من سداد المستحقات اللازمة لتشغيل عداد التيار الكهربائي.

وأضاف لـ"مصراوي"، أنه والمئات غيره بدأوا في شغل وحداتهم السكنية فور علمهم ببدء التسليم، لكن ما حدث مأساة لا تصفها الكلمات: "إحنا ما صدقنا ننقل ويبقى لنا باب يتقفل علينا من غير بهدلة ولا نقل عفش تاني، لكن يا فرحة ما تمت، المسؤولين شكلهم مش عاوزين لنا راحة وأمروا بقطع الكهرباء رغم إننا دافعين فلوس العددات ومفيش علينا جنيه واحد متأخر".

في سياق متصل، يقول المهندس أشرف قطب، رئيس قطاع الكهرباء بالمدن الجديدة، إنه لم يتم توصيل التيار الكهربائي حتى الأن لأنهم في مرحلة الاختبارات، لافتًا إلى أن من تسلم وحدته السكنية تسلمها من جهاز المدينة ولا علاقة لقطاع الكهرباء بذلك، قبل أن يشير إلى أن هناك أكشاك كهرباء جرى تغيير المواصفات القياسية لها وذلك يتطلب توفير اعتمادات مالية جديدة: "تواصلنا مع المهندس أسامة ندا مدير عام الكهرباء بجهاز المدينة، من أجل توفير الاعتمادات والموافقات، لكنه لم يأتي إلى إدارة الكهرباء حتى الأن، ولا يمكن إطلاق التيار دون تنفيذ ذلك بتعليمات من شركة الكهرباء".

ومن جانبه، أوضح المهندس أسامة ندا، مدير عام قطاع الكهرباء بجهاز مدينة العاشر من رمضان، إنه جار تنفيذ اختبارات للأكشاك المشار إليها قبل إطلاق التيار الكهربائي، وأنه سيتم الانتهاء منها خلال أيام: "إجراءات عادية وهنبدأ نوصل الكهرباء الأسبوع الجاي".

"مصراوي" حاول التواصل مع المهندس خالد شاهين، رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، للوقوف على أسباب وتداعيات تأخير الموافقات والاعتمادات اللازمة حتى الأن، إلا أنه لم يجيب على الهاتف لعدة مرات.