سر "زيارة المقابر ودار الضيافة".. حكاية وفاء "أحلام" الأم المثالية في سوهاج

سوهاج – عمار عبدالواحد:

أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي فوز "أحلام فتحي عبداللطيف" 55 عامًا حاصلة على بكالوريوس زراعة، بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة سوهاج.

وينشر "مصراوي" في السطور التالية قصة كفاح الفائزة بلقب الأم المثالية بسوهاج

توفى زوجها "رجب عبدالكريم" الموظف بالجمعية المصرية للتنمية الإنسانية عام 2009 في حادث انقلاب سيارة ملاكي داخل ترعة بمركز ساقلته، بعد 16 عامًا من زواجهما، وترك لها "أحمد" في الصف الأول الثانوي العام، "محمد" في الصف الأول الإعدادي، ليتخرج الأول من كلية الحاسبات والمعلومات جامعة أسيوط ويعمل معيدًا بالكلية، والثاني يتخرج من كلية تجارة إنجليزي جامعة سوهاج دفعة 2020 بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف.

عملت ذات الـ55 ربيعًا عقب وفاة زوجها في الجمعية المصرية للتنمية الإنسانية والتي كان يعمل بها زوجها بمقابل مادي ضعيف، لتنزل بذلك إلى ميدان العمل لتستطيع مواجهة متطلبات الأسرة وتعليم الأبناء، وذلك في ظل اندلاع ثورة 25 يناير 2011، رافضًة أي مساعدات من جهات أو جمعيات أو أشخاص، وتؤكد "أصبر واحتسب أجري فقط في الآخرة عند المولى سبحانه وتعالى"، وهو ما دفعها لتحويل ابنيها من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية.

وأضافت أنها كافحت كثيرًا من أجل الوصول بأبنائها إلى بر الأمان وتسليحهم بأعلى الشهادات العلمية، وتحفيظهم القرآن الكريم كاملًا، وساهمت الأم المثالية بسوهاج في العمل الاجتماعي مثل مشروع أسوأ أشكال عمالة الأطفال، والوقاية من أخطار الحريق، وتشغيل الفتيات.

وتضرب الفائزة بلقب الأم المثالية بسوهاج أروع أمثلة الوفاء والإخلاص للزوج بعد وفاته، إذ تذهب لزيارة قبره كل 15 يومًا، وتظل تقرأ القرآن الكريم وتتوجه إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة لزوجها من الساعة الرابعة عصرًا حتى آذان المغرب، وتحرص أن تكون الزيارة موافقة ليوم جمعة.

لم يقتصر وفاء الأم المثالية لزوجها عند هذا الحد بل أقامت له صدقة جارية لم تفصح عنها، كما أنها تكفل أيتامًا رغم ظروفها، ولا تخرج من بيتها إلا مرتدية ملابسًا سوداءً حزنًا على زوجها رغم وفاته منذ حوالي 11 عامًا.

سعت الفائزة بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة سوهاج بكل ما أُوتيت من قوة لاستكمال مسيرة زوجها الراحل في عمل الخير والذي خصص قطعة أرض لإنشاء دار الضيافة لخدمة مرضى السرطان المغتربين المترددين على معهد الأورام بسوهاج، حتى نجحت "أحلام عبداللطيف" بالتنسيق مع زملائها في العمل في إنشاء الصرح الخيري ليفتتح رسميًا نهاية عام 2019 بطاقة استيعابية تصل إلى 90 سريرًا ليصل إجمالي ما يستقبله المكان سنويًا حوالي 32 ألف مريض ومرافق، ويخدم المشروع مرضى الأورام المغتربين وذويهم من 6 محافظات مجاورة هي "الوادي الجديد، قنا، البحر الأحمر، أسيوط، أسوان، الأقصر" ممن لا تتوافر لهم إقامة داخل معهد الأورام بسوهاج.

وتتمنى الفائزة بلقب الأم المثالية بسوهاج والحافظة لكتاب الله تعالى وتعمل محفظة له في أحد المساجد بالمحافظة أن تؤدي فريضة الحج لتكمل رسالتها في الحياة الدنيا.