إعلان

ودعته البحيرة بالأمس.. حكاية "عادل نصيف" أيقونة الفن القبطي

02:01 م الأحد 21 مارس 2021

البحيرة - أحمد نصرة:

تمامًا كأعمال الفسيفساء التي برع في تشكيلها، نبت الفنان الراحل عادل نصيف في أسرة يتمايز أفرادها في إبداعاتهم، بين 10 أشقاء تنوعت مشاربهم ومساراتهم المهنية ما بين طبيب، عمدة، راهب، محامي وبرلماني، اختار نصيف الفن طريقًا له، فأعطاه حياته وأبدع فيه ليصبح أيقونة بارزة وعلامة من علامات الفن القبطي المعاصر.

ولد نصيف فى 20 أكتوبر 1962 في قرية أبوحنا بمحافظة البحيرة، وبدأ مسيرته الفنية بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة، عام 1985 بتقدير عام جيد جدًا، فسافر إلى أوروبا، ونفذ أعمال وأيقونات فنية بمساحات كبيرة داخل عدد كبير من الكنائس الأرثوذكسية، حتى أطلق عليه لقب سفير الفن القبطي.

يتحدث الأنبا أرساني أسقف إيبارشية هولندا عن الفقيد قائلًا: "نذكر له إيمانه وإخلاصه وسعيه الدؤوب في إحياء الفن القبطي مما يعضد المحافظة على الحضارة القبطية العظيمة وإبراز شخصية الكنيسة القبطية."

وأضاف: "تعاون نصيف معنا على مدار أكثر من 30 عامًا في تأسيس كنائسنا القبطية في هولندا وسوف تظل هذه الكنائس تشهد بأعماله وإنجازاته من الأيقونات والرسوم الحائطية "الفريسكو والموازاييك" على أعلى وأرق مستوي فني".

تخصص نصيف فى تنفيذ أعمال الفسيفساء والفريسكو والأيقونات، وكان حريصًا على إحياء الأسلوب المصري القديم ودمجه بالفن القبطي.

يقول سامي عازر المهتم بالفن القبطي: استخدم نصيف تكنيك في رسم الأيقونة وفقا للطريقة المصرية التقليدية، من خلال استخدام سطح من الخشب بخامة "التمبرا" ، والرسم بالأكاسيد الطبيعية المخلوطة بصفار البيض وهذه الطريقة استخدمها الفراعنة ثم الأقباط ، ولأن كل الخامات المستخدمة فى الأيقونة طبيعية فإنها تكون قادرة على مواجهة الزمن.

ويرى نصيف أن صناعة الأيقونة فن فطري شعبي بامتياز، وهناك فارق بين الأيقونة القبطية ونظيرتها الأوروبية، فالفن القبطي فن التعبير عن الروح ، هو فن الرمز لا الواقع، وهو عكس الفن الغربي الذي يجسد الواقع ويفتقد روحانية فنوننا القبطية.

وأشار الراحل في تصريحات سابقة له إلى أن الفنان القبطي تأثر بالتراث المصري القديم، فاقتبس بعض المشاهد المصرية القديمة وأهمها مشهدان الأول : السيدة مريم وهي ترضع السيد المسيح عليهما السلام ، وهو استنساخ لصورة إيزيس وهي ترضع حورس ، وهناك صورة القديس مارجرجس على الحصان وهو يقتل التمساح تشبه صورة حورس وهو يقتل ست إله الشر عند المصريين القدماء .

وبين أنه تظهر فى الأيقونات الكثير من زخارف الفن المصري القديم كاستخدام علامة عنخ أو مفتاح الحياة والسمكة التى كانت رمزا للخصوبة عند المصري القديم .وفى الفن القبطى استخدمت رمزا للسيد المسيح، وبعد الفتح العربي دخلت على الأيقونة بعض الكلمات العربية مثل "عوض عبدك يا رب ".

حصل نصيف على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، منها درع مركز الإبداع بالاسكندرية 2003، درع المهرجان الثقافى الأول بهولندا 2014، درع جامعة الاسكندرية على مجمل أعماله في معرض جيل الثمانينات 2014، كما نال عضوية جمعية فناني الموزاييك الدولية بإيطغ، و كتب عن أعماله العديد من المقالات بالمجلات والصحف بمصر وهولندا وأمريكا.

في عام 2012 أدرجت وزارة الثقافة الفرنسية أعماله من الموزاييك والأيقونات القبطية والفريسك كتراث ثقافي مميز يستحق الزيارة السياحية بكنيسة الملاك ميخائيل بفيلجويف، باريس، وفي عام 2017 اختير لتحكيم المسابقة العالمية لفن الأيقونة الارثوذكسية بمشاركه 18 دولة و70 فنان بأثينا اليونان.

وشهدت كنيسة مريم العذراء بقرية أبو حنا في شبراخيت بمحافظة البحيرة، أمس السبت، أداء صلاة الجنازة على الفنان التشكيلي العالمي، عادل نصيف رائد فن الأيقونات والجداريات القبطية.

نعت الكنيسة القبطية الفنان العالمي وقالت في بيان لها: "نذكر له بكل الحب والتقدير مجهوداته المخلصة في خدمة الكنيسة من خلال أعماله الفنية في الأيقونات القبطية، ومشاركته في المعارض العالمية في الفن المصري والفن القبطي الأصيل، ومشاركته القيمة في مجلة الكرازة على مدى سنوات كثيرة".

كما ألقى الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، كلمة في وداع الفقيد، خلال العزاء الذي أقيم بكنيسة مارمرقس بدمنهور.

فيديو قد يعجبك: