لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"من عقوق الابن للنجاة في قطار سوهاج".. "سمرة" تروي التفاصيل - صور

06:02 م السبت 27 مارس 2021

سوهاج – عمار عبدالواحد:

بنظرات منكسرة، وعينين تترقب، ترقد الحاجة سمرة الراوي سالم إبراهيم ابنة مركز نجع حمادي بمحافظة قنا بين مصابي حادث تصادم قطاري سوهاج، بالطابق الثاني بمستشفى طهطا العام، مكلومة تبحث في وجوه المواطنين المترددين على ذويهم المصابين في الحادث علها تجد أحدًا من أقاربها وذويها، جاء ليسأل عليها بعد سماعهم عن الحادث.

بصوت اختلط في الألم بالدموع قالت السيدة الخمسينية إنها ركبت القطار المميز الذي شهد الحادث من محطة سكة حديد نجع حمادي، بسبب عقوق ابنها لها وطردها منذ حوالي أسبوعين من المنزل، وترددها على الأقارب والجيران للإقامة لديهم.

وأضافت السيدة المصابة في حديثها أنه بعد طرد ابنها لها من المنزل سمعت من الجيران أنه باع بعضًا من منقولات المنزل، و"توجهت له وطلبت منه إعطائي منقولاتي المنزلية لاستفيد بها وأعيش عليها باقي أيام عمري"، موضحًة أن ابنها قال لها لو حضرتي مرة أخرى للمنزل وطلبتي أي شيء من عفش أو منقولات سأشعل النيران فيها، وليس لكي أي شيء عندي أو في المنزل.

وتابعت الناجية من حادث تصادم قطاري سوهاج والذي راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين أنه بعد حديث ابنها معها وعقوقه الشديد لها وجحوده فضلها عليه، اسودت الدنيا أمامها فلم تجد سوى استقلال سيارة سرفيس دون أن يكون لديها أي أموال ولم تصطحب أي مأكولات تتناولها في الطريق، متجهة إلى محطة سكة حديد نجع حمادي.

وقفت السيدة الخمسينية بملابسها المتواضعة والتي ظهرت عليها علامات الشقاء والعوز أمام شباك التذاكر تقلب أعينها في المواطنين الذين حضروا لحجز تذاكر، لعلها تجد أحدًا من بين الركاب يفهم نظرات الاحتياج وأنها لا تملك ثمن التذكرة، لتفاجأ بشاب يقول لها: "عاوزة أيه يا أمي.. محتاجة حاجة يا أمي"، لتقول له عاوزة تذكرة علشان أسافر مصر، وليس لدي فلوس.

حجز الشاب التذكرة للسيدة قائلًا لها اتفضلي يا أمي عاوز حاجة تانية، لتنهال السيدة التي فقدت عطف ابنها عليها رغم كًبر سنها بالدعاء بالصحة والعافية، واستقلت القطار" 157 مميز" متوجهًة إلى محافظة القاهرة، وجلست بجوار الشباك من الجهة الشرقية في العربة الأخيرة من القطار ووضعت يدها على رأسها تفكر كيف سيكون مصير حياتها خلال الأيام المقبلة والمتبقية في حياتها خاصة أنها قررت عدم العودة لمحافظة قنا مرة أخرى بسبب عقوق ابنها.

وتابعت السيدة سمرة حديثها لـ "مصراوي" لتروي لحظات الرعب والخوف التي عاشتها بسبب حادث تصادم القطارين وهي محشورة بين حديد وكراسي عربة القطار التي كانت تستقلها، مضيفًة أنها بعد استقلال القطار من نجع حمادي أخذت تفكر فيما هو مجهول بالنسبة لها خلال الأيام المقبلة حتى تجد من يحتويها بجوار مقام السيدة زينب التي رأت الراحة في مجاورتها، لتفاجأ بعد ذلك بصوت ارتطام شديد أخذ القطار للأمام والخلف ليختل توازن جميع الركاب الذين كانوا معها في العربة وتسقط على الأرض وينقلب مقعد القطار بها.

"غبت شوية عن الوعي من شدة الحادث، ولقيت نفسي محشورة بين المقاعد والحديد، ليأتي شاب يطلب مني مد يدي ومساعدتي له لإنقاذ حياتي وإخراجي من القطار، ليجري إخراجي من شباك القطار، وأخذي على سيارة إسعاف للمستشفى الذي أرقد به.

وتمنت السيدة الناجية من حادث تصادم قطاري سوهاج أداء العمرة وزيارة قبر الرسول – صلي الله وعليه وسلم -، كما أنها تمنت أن يرعاها أحد من أهل الخير والصلاح داخل شقة تكمل فيها ما تبقى من حياتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان