ذبحها وسط المرضى.. قصة قتل زوج لحماته داخل مستشفى بالزقازيق
الشرقية – فاطمة الديب:
لم تكُن تدري "فردوس" ربة المنزل صاحبة الـ60 عامًا، أن من وافقت عليه يومًا ما ليكون زوجًا لابنتها سيكون هو من يُنهي حياتها بطريقة بشعة؛ لا لشيء إلا لأنها رفضت اعتدائه المتكرر على ابنتها والتعدي عليها بالضرب مرارًا وتكرارًا.
على بُعد أمتار من مدخل قرية كفر الحصري، التابعة لمركز ههيا بالشرقية، يكسو الحزن وجوه الجميع ويُخيم عليهم بعد رحيل الأم وذبحها على يد زوج ابنتها، فيما عاش الجميع ليلة عصيبة عقب وقوع الحادث ظهر الجمعة، حتى أُلقي القبض على المتهم الهارب خلال 24 ساعة.
المتهم، والذي يمتلك ورشة لإصلاح كاوتش السيارات، دبت الخلافات بينه وبين زوجته قبل أسابيع عدة، اعتاد خلالها التطاول عليها باليد وضربها بقسوة، حتى تسبب في المرة الأخيرة في إصابتها إصابة بالغة بالأنف، استلزمت إجراء عملية لها في مستشفى الزقازيق الجامعي، فيما رافقتها والدتها بعدما رفضت مرارًا توسلات الزوج واستعطافه لها بعودة زوجته "الغاضبة".
مع صبيحة يوم الجمعة الماضية، وبينما يعُم السكون مستشفى الزقازيق الجامعي حيث تمكُث الزوجة فرح توفيق، 33 عامًا، وترافقها والدتها، انتظارًا لتحديد موعد العملية اللازمة لعلاج ما تسبب فيه زوج ابنتها، حضر الأخير إلى المستشفى محاولًا رد زوجته إلى منزل الزوجية من جديد، لكن وجود "حماته" ورفضها لاستعطافه ومحاولات عودة زوجته حال دون تحقيق ما كان يأمله.
الأم كانت واضحة في رفضها عودة ابنتها إلى منزل الزوجية مرةً أخرى، وهو ما أكدت عليه ابنتها هي الأخرى، على الأقل لحين إجراء العملية في الأنف والاطمئنان على الشفاء من إصابتها التي تسبب فيها الزوج، إلا أن الأخير كانت نيته واضحة من قبل حتى أن يحضر إلى المستشفى؛ إذ خبأ سلاحًا أبيض في طيات ملابسه، ومع استمرار الرفض من جانب حماته استل سلاحه وأنهى حياتها.
في لحظات شق السلاح رقبة الأم وكأنها أُضحية، قبل أن تسقط مُضرجة وسط دمائها مذبوحة، فيما أخذ المتهم يلوح بالسكين الذي كان يحمله يمينًا ويسارًا يُهدد الجميع حتى تمكن من الفرار لنحو 24 ساعة، قبل ضبطه وحبسه بتهمة القتل العمد.
كان اللواء إبراهيم عبدالغفار، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود إشارة من مستشفى الزقازيق الجامعي، بمقتل فردوس عبدالجليل، 60 عامًا، ربة منزل، مُقيمة بقرية كفر الخضيري، التابعة لمركز ههيا.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج المجني عليها، 37 عامًا، صاحب ورشة كاوتش، مُقيم بمنشاة أبوعمر، وذلك إثر خلافات بينه وبين زوجته "فرح توفيق" 33 عامًا، منذ فترة وتعديه عليها بالضرب والتسبب في إصابتها إصابة خطيرة بالأنف، غادرت على إثرها منزل الزوجية وأقامت مع أسرتها.
تبين أن المتهم توجه أكثر من مرة لإعادة زوجته دون جدوى، وأثناء تواجد الزوجة بقسم الأنف والأذن بمستشفى الزقازيق الجامعى، لإجراء عملية جراحية بالأنف على خلفية إصابتها التى ألحقها بها زوجها، وكانت والدتها مرافقة لها بالمستشفى، فيما توجه زوجها لزيارتها يوم الجمعة الماضي، في محاولة جديدة منه لإعادتها، إلا أنها رفضت هي ووالدتها عودتها معه إلا بعد إجراء العملية وعلاجها، فاستشاط غضبًا وأخرج سكينًا من طيات ملابسه وذبح والدة زوجته، وسط ذهول باقي المرضى، وتمكن من الفرار.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، بعد ساعات من الحادث، من ضبط المتهم، وبالعرض على النيابة العامة صرحت بدفن جثة المجني عليها عقب انتداب الطب الشرعي لتشريحها وبيان سبب الوفاة، وقررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.
فيديو قد يعجبك: