"رحلة الندامة".. قصة عصابة تتاجر في الشباب بين مصر وليبيا

كفر الشيخ – إسلام عمار:

شكّل مجموعة من الأشخاص تزعمتهم سيدة، بالاشتراك مع آخر يحمل الجنسية الليبية، عصابة تستقطب الشباب في محافظتي كفر الشيخ والدقهلية، بحجة تسفيرهم إلى الأراضي الليبية من أجل وجود فرص عمل لهم، ويتبين في النهاية تسليمهم لمسلحين بغرض اختطافهم طلبًا لفدية من ذويهم.

بداية كشف العصابة كانت بورود معلومات إلى الإدارة العامة لمكافحة الهجرة غير الشرعية مفادها تعرض 4 شباب مصريين هاجروا البلاد عن طريق هجرة غير الشرعية لدولة ليبيا بغية الحصول على فرصة عمل، وتعرضهم للاختطاف بالأراضي الليبية من قبل جماعة إجرامية.

ووفق المعلومات الواردة إلى الإدارة العامة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، تبين أن تلك العصابة تخصصت في اختطاف العمالة المصرية، والأفريقية، وإيداعهم في إحدى الشقق السكنية بناحية بني وليد بدولة ليبيا، ومساومة ذويهم بدفع مبالغ مالية تراوحت ما بين 100 و200 ألف جنيه عن كل شخص.

وأوضحت المعلومات أنه من بين تلك الجماعة أفراد بداخل البلاد، وخارجها يجرى تقسيم العمل بينهم على تحصيل المبالغ من أهالي الضحايا ومنهم من يجري توصيلها للقائمن على تلك الجماعة.

وبعد إجراء التحريات تبين أن وراء وقائع اختطاف الشباب عصابة مكونة من 19 شخصًا تتزعمهم سيدة في العقد الثالث من عمرها تدعى "ن.ل.أ"، وتقيم بمركز سيدي سالم في كفر الشيخ، بالاشتراك مع شخص آخر يحمل الجنسية الليبية ويدعى "ع.ع"، وشهرته اللينجي، غرضها استقطاب الشباب المصري من راغبي الهجرة غير الشرعية إلى دولة ليبيا وتسفيرهم إليها بالمخالفة للقانون، وضوابة سفر العمالة المصرية على دولة ليبيا.

وكشفت التحريات أن العصابة ذاتها بعدما تستقطب الشباب يجرى تنفيذ مخطط اختطافهم عقب وصولهم إلى الأراضي الليبية، وتعذيبهم، وبعد ذلك يجرى التواصل مع ذويهم ويخبروهم باختطافهم، ويطلبون فدية تتراوح ما بين 100 إلى 200 ألف جنيه.

وتبين أن السيدة التي تقود العصابة تصدر تكليفاتها إلى 6 متهمين ضمن أفراد التشكيل باستقطاب الشباب بشأن تسفيرهم إلى دولة ليبيا، وتتولى تدبير الأنتقال، والسفر من داخل البلاد إلى دولة الأمارات بزعم السياحة على خلاف الحقيقة، ومنها إلى دولة تونس، وصولًا إلى دولة ليبيا مقابل مبالغ مالية.

كما تصدر تكليفاتها إلى المتهم الثالث في القضية باصطحاب المجني عليهم بسيارة أجرة قيادته، وتوصيلهم إلى مجموعة الخاطفين بدولة ليبيا، ويعاونها في ذلك المتهم الثاني بتوصيل الضحايا إلى المتهم التاسع عشر الليبي الجنسية، ووفق ذلك يوجه مجموعة الخاطفين بدولة ليبيا إلى أماكن احتجازهم بناحية بني وليد بالأراضي الليبية، وممارسة أساليب التعذيب عليهم كوسيلة للضغط على ذويهم لدفع مبالغ الفدية.

ويجري تكليف المتهم الثامن عشر، بالتواصل مع أفراد العصابة لتحصيل مبالغ الفدية من أهالي المجني عليهم، لإطلاق سراحهم، ويجرى اقتسام مبالغ الفدية المحصلة بين أفراد العصابة.

وبعد صدور إذن من النيابة العامة جرى القاء القبض على 6 متهمين هم: زعيمة العصابة "ن.ل.أ"، 38 عام، وتقيم بمركز سيدي سالم، و"ط.ع.أ"، 46 عام، فلاح، ويقيم بمركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية، و"أ.إ.م"، 36 عام، عامل زراعي، ويقيم بمركز طلخا، بمحافظة الدقهلية، و"س.ج.م"، 38 عام، ويقيم بمركز سيدي سالم، و"أ.م.أ"، 28 عام، حلاق، ويقيم بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، و"س.م.ب.م"، 39 عام، فني تبريد وتكييف، ويقيم بمدينة كفر الشيخ.

وقضت محكمة جنايات طنطا "الدائرة الأولى"، المختصة بنظر قضايا الاتجار بالبشر، حضوريًا بمعاقبة 6 متهمين، وغيابيًا لـ 13 متهمًا آخرين، في قضية الاتجار بالبشر من خلال استقطابهم الشباب، واقناعهم بالتسفير إلى دولة ليبيا، وتسليمهم فيما بعد إلى عصابة مسلحة بغرض اختطافهم طلبًا لفدية مالية.