لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هجرت سويسرا وعاشت في الفيوم.. تشييع جثمان "إيفلين" عاشقة الفخار بقرية تونس- صور

01:01 م الأربعاء 02 يونيو 2021

الفيوم– حسين فتحي:

بكى الآلاف من أبناء قرية تونس بالفيوم، السيدة إيفلين بوريه السويسرية الجنسية، والتي حولت القرية من منطقة بدائية إلى قطعة من الريف الأوروبي.

وفارقت "إيفلين" الحياة أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 82 عامًا بقرية تونس في الفيوم.

وشيع المئات من الأهالي جثمان الراحلة إلى مثواها الأخير بمقابر المسيحيين بالقرية الثانية بجنوب الفيوم بمركز يوسف الصديق، بحضور العديد من الأجانب المقيمين بالقرية.

وحضرت الراحلة إلى مصر فى بداية الستينات من القرن الماضى، وتزوجت من الشاعر الغنائي المعروف سيد حجاب، والذي جاء بها إلى جنوب محافظة الفيوم، وتحديدًا إلى قرية "تونس" بدعوة من أحد أبناء المنطقة الذي كان يلقي الشعر أمام حجاب، وأحبت إيفلين القرية وتعلقت بها، فقررت بناء منزل والإقامة بها، وإدخال صناعة الخزف والفخار بشكل حرفي إلى القرية.

وبعد طلاقها من حجاب نهاية الستينات تزوجت من السويسري ميشيل بيستور والذي يقيم معها فى الفيوم، وأنجبت منه فتاة تدعى "ماريا".

عشقت "إيفلين" مصر، وهجرت من أجلها سويسرا، وعاشت حياة الفلاحة المصرية البسيطة ترتدي العباءة الفلاحي وتسير حافية القدمين وتأكل " المش، و الفول المدمس والطعمية" وتشرب مياه الآبار الإرتوازية حتى دخلت المياه إلى القرية.

استلهمت إيفلين فكرة صنع العرائس الفخار من أهالي القرية، وأصبحت واحدة من نجوم هذه الصناعة فى مصر والعالم، وأسست أكثر من 50 مدرسة لصناعة الفخار تستوعب أطفال وشباب القرية للعمل فى هذا المجال، حتى أصبحت القرية بدون عاطل واحد.

وترجع حكاية قرية تونس إلى أربعينات القرن الماضى، عندما كان يقيم بالمنطقة خواجة يدعى "كرم" وكان يمتلك مساحات شاسعة من الأراضي، وكان قد ذهب إلى دولة تونس للاستشفاء من عملية جراحية، ثم عاد بصحبة صديقة التونسي والذي أكد له أن المنطقة بجمالها تشبه المقاطعات التونسية، ومن يومها وأطلق عليها قرية تونس.

ويرى محمود عبد العليم، المشرف على مدرسة الفخار بالقرية، أن إيفلين ساهمت فى القضاء على نسبة البطالة بنسبة 100% بعد انتشار مدارس الفخار والتي زادت عن الـ 50 مدرسة، إلى جانب تحسين المستوى الاقتصادي للأهالي، حتى أصبح متوسط دخل الفرد يزيد عن ثلاثة آلاف جنيه شهريًا، بعد أن كان أبناء القرية لا يعرفون سوى الزراعة وصيد الأسماك من بحيرة قارون.

واستكمل عبدالعليم، أنها ساهمت في تطوير مباني القرية، والتي تحولت إلى ملتقى للمثقفين وعشاق الإبداع، حيث يقيم فيها حاليا الفنان محمد عبلة إلى جانب كثير من المبدعين.

وقال عبد العليم أنه جرى تشييع جثمان "إيفلين" من إحدى الكنائس لتدفن بمقابر المسيحيين بالقرية الثانية التابعة لقارون بمركز يوسف الصديق حسب وصيتها، مؤكدًا أنها أصيبت بكسر في الحوض منذ أكثر من شهرين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان