إعلان

بالفيديو والصور.. العفن يضرب المحصول.. المانجو السويسي محاصر بالطقس والأمراض

11:39 م الثلاثاء 22 يونيو 2021

السويس - حسام الدين أحمد:

تتصدر فاكهة المانجو قائمة أكثر محاصيل السويس تصديرًا سواء للمحافظات المجاورة، أو لخارج البلاد، خاصة دول الخليج العربي، إلا أن الفاكهة الموسمية ربما لن تكفي حاجة أسواق السويس هذا الموسم ولن تُحمل بصناديق الشحن للمحافظات المجاورة، بسبب تقلبات الطقس في فصل الربيع والعفن الهبابي الذي قضى على غالبية أشجارها.

ملوحة الأرض

في شمال محافظة السويس تنتشر زراعة المانجو، خاصة بقرى شباب الخريجين، ومنها قرية الرائد التي تصل مساحتها 1600 فدان، تغطي أشجار المانجو نحو 770 فدان منها وتليها أشجار الزيتون، نظرًا لملوحة التربة، تلك الصفة التي تمنح الفاكهة الاستوائية طعمًا مميزًا.

تحدث المهندس الزراعي الضو فكري رئيس جمعية القرية في بث مباشر نشره موقع مصراوي على "فيسبوك"، عن سبب تراجع الإنتاج هذا العام، وأرجع ذلك لأمرين؛ الأول التقلبات الجوية في فصل الربيع، والثاني هو مرض العفن الهبابي.

تقلبات الطقس

قال المهندس الضو إن الفاكهة الاستوائية تنمو وتزهر بشكل طبيعي في الطقس الحار، إلا أن الشهور الثلاثة الماضية مارس وأبريل ومايو شهدت تقلبات جوية وطقس حار نهارًا وبارد ليلاً تسبب في سقوط الأزهار التي بدأت في النمو مع العام الجديد، وهو ما وصفة بإجهاض الثمار إذ يتغير لون الأزهار والثمار الصغيرة وتسقط.

أضاف الضو أن التقلبات الجوية ساهمت أيضًا في انتشار أمراض "البياض الدقيقي" والعفن الهبابي، والثاني هو الأسوأ، إذ عرف طريقة إلى أشجار المانجو قبل 7 سنوات وفي كل عام يتفشى بصورة أكبر، ويؤثر سلبًا على المحصول فتراجع الإنتاجية من متوسط 5 - 8 طن للفدان، إلى 2 طن أو طن واحد فقط للفدان.

العفن الأسود أو الهبابي يبدأ بالحشرة القشرية التي تتجمع على ظهر ورقة المانجو، ثم مرحلة ما يصفونه بـ "العسلية"، وهو تكون مادة لزجة خفيفة على الأوراق تتحول فيها بعد إلى اللون الأسود، ثم ينتشر على الثمار نفسها، وفق الضو.

هذا العفن يؤثر بشكل كبير على الشجرة المصابة، فتتوقف فيها عملية "التشليح" أو التزهير، ويقضى على 80% من الإنتاج، فلا يتكون العنقود الزهور من الأصل.

وفق الضو، هناك أشجار يزداد طولها عن 5 أمتار أصيبت بالعفن ولم تحمل هذا الموسم ثمرة واحدة.

تطعيم بالأجنبي

نصح رئيس جمعية الرائد المزارعين بالتوجه لزراعة الأصناف الأجنبية، وإحلالها مكان الأصناف البلدية التي يصيبها المرض، وهو الحل الأكثر قسوة إذ يضطر المزارع للاستغناء عن الأشجار سواء بقطع فروع رئيسية وتطعيم الشجرة بفروع صغيرة من تلك الأصناف الأجنبية، أو قطعها بالكامل وزراعة شجرة مكانها، وذلك حسب مدى الضرر، وفي الحالتين سيضطر المزارع للانتظار عامين على الأقل لتنتج الأشجار والفروع محصول يمكن تسويقه وبيعه.

كشف الضو أن المرض ينتقل بالعدوى بين الأشجار، فإذا أجرى مزارع عملية رش وتظهير واسعة، ولم يتخذ جاره نفس الإجراء في مزرعته، فإن المرض ينتقل بسهولة مع الرياح، لذلك فعملية التطهير والرش لتؤدي المرجو منها لابد أن تجرى على نطاق واسع وتغطي أكبر مساحة مزروعة.

تمتاز الأشجار الأجنبية بكونها أكثر مقاومة للأمراض، وأشهرها الكيت والكنت والناعومي وهي أشجار أحجامها صغيرة نسبيًا مقارنة بالأصناف البلدي، وعمرها في الأرض يتراوح بين 10 إلى 12 سنة، أما البلدي فهي معمرة ويزداد حجمها عامًا بعد عام، ويبلغ متوسط إنتاج الأشجار الأجنبية بين 12 إلى 15 طن، أما البلدية فإنتاجها من 5 إلى 8 أطنان.

البلدي أكثر طلبًا

رغم أن الحل الذي طرحه الضو هو المتاح في ظل ضعف مقاومة الأصناف البلدية للأمراض، إلا أنه عَقّب على تمسك المزارعين بهذا النوع، قائلاً إنها تنتج مبكرًا وذروة الموسم يكون في شهري يوليو وأغسطس وتلقى إقبالاً، بينما الأصناف الأجنبية فثمارها تخرج للأسواق في أكتوبر ونوفمبر ويكون الطلب عليها أقل إذ يكتفي المواطنين بما تناولوه في الموسم خلال الصيف.

"كل نوع مطلوب في مكان"؛ يقول رئيس جمعية الرائد ويوضح أن أغلب أصناف المانجو مطلوبة للتصدير إلى الخارج باستثناء السكري، فهي رغم جودتها وطعمها المميز إلا أنها ثمرة رقيقة لا تتحمل التخزين في البرادات والشحن للخارج، بينما العويس والفص والزبدة والتيمور والهندي والصديقة فتتحمل التخزين، وكذلك أنواع الجولوك والكيت والكنت والناعومي المصنفة كأصناف أجنبية.

"بعد أمشير الزهر وقع في الأرض"؛ يبدأ سليمان فرج مزارع بالقرية الحديث عن المرض الذي ضرب رأس ماله، وهو يتفق مع الضور في أن تقلبات الطقس بين الحرارة نهارًا والبرودة ليلاً السبب في أزمته.

البيع للمصانع

يوضح فرج أن الإنتاج عادة يباع للتاجر على الشجر، إذ يعاين المحصول وعندما يجد الأشجار مصابة بذلك الشكل فإن قيمة الكيلو تتراجع من 10 جنيهات إلى 3 جنيهات، وتجمع لحساب المصانع، فهي لا تصلح للعرض في الأسواق فضلاً عن التصدير.

يقول فرج إن المرض ضرب مزرعته البالغة مساحتها فدانين، اعتاد أن يجني منها 6 أطنان مانجو كل عام، إلا أن أشجارها في الموسم الحالي لا تحمل أكثر من 400 كيلو.

"الدوا بنجيبه ونرشه لكن مفيش نتيجة"؛ يصف صاحب المزرعة المصابة التأثير الضعيف للمبيدات على العفن، ويتابع أن "الثمار يتغير شكلها ويغطي اللون الأسود ممزوجًا بمادة لزجة جزء من الثمرة وبذلك لا يمكن طرحها في السوق، فيحولها التاجر للمصانع التي تجرى لها عملية غسيل وتنظيف قبل التخلص من القشرة وعصرها".

غير ضار بالصحة

ينصح المهندس الزراعي محمد راشد المزارعي بتكثيف المقاومة ومواجهة المرض مع بداية انتشار المرض قبل أن يصل للثمار، ويوضح أن العفن الهبابي لا يسبب ضررًا على من يتناول ثمار المانجو بعد غسلها وتنظيفها جيدًا، لا سيما أن القشرة لا تؤكل؛ فالعفن يؤثر على إنتاجية الشجرة نفسها وحجم الثمرة أيضًا إذ لا يتجاوز وزن الثمرة المصابة 150 جرامًا، ومستقبلاً لا تطرح الشجرة أي ثمار بعد إصابتها في المواسم السابقة، وتصبح رغم حجمها الكبير لا قيمة لها.

مصنع النبات

يضرب العفن في الأساس الأوراق، وهي مصنع النبات وتغذي الثمار وتتنفس منها الأشجار، إذ تغطيها من جهة بالحشرات القشرية ومن الجهة الأخرى بالمادة اللزجة التي تنتجها الحشرات، والتي يطلق عليها المزارعين "عسلية" وسرعان ما تتحول إلى اللون الأسود.

المهندس محمد راشد يقول إن من أسباب انتشار المرض في الشجرة زيادة مياه الري فهي تسبب رطوبة وتساعد على انتشار المرض، ولذلك الشجر الذي يروى على فترات متباعده تكون إصابته أقل.

وهو يطالب المسؤولين بوزارة الزراعة بمد يد العون لمزارعي المانجو في محافظات مصر، وحماية المحصول من التلف ودعمهم بمبيدات أكثر قدرة على مواجهة العفن الهبابي، خاصة أن زراعة المانجو مكلفة وينتظر كل مزارع بيع المحصول ليغطي نفقات الزراعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان