من النحاس للألومنيوم.. عم حمدي 55 عامًا في طرق المعادن بكفر الشيخ (صور)

كفر الشيخ - إسلام عمار:

محل متوسط المساحة بمدينة فوه في محافظة كفر الشيخ، يجلس رجل ستيني ممسكًا بيده اليمنى مطرقة صغيرة الحجم "جاكوش" حديد، طارقًا به مؤخرة إناء ذا حجم كبير من الألومنيوم "قدرة فول"، ليصلح ما بها من خلال طرقه عليها ليعيدها من جديد مكتملة الإصلاح إلى صاحبها.

على مدار 55 عامًا امتزج عمل حمدي محمد عطوة، صاحب الـ65 عامًا، ما بين حرفة طرق النحاس والألومنيوم، وعمل تشكيلات منهم من الأواني المنزلية، بداية من عمله فيها وهو ابن 10 أعوام حتى الآن كواحد من أبناء مدينة فوه وحرفييها في نفس المجال.

رحلة عم حمدي في عمله طرق المعادن بدأت بطرقه النحاس، إذ كان أكثر أنواع المعادن توفرًا خلال فترة الستينيات، في الشركات المتخصصة في إنتاج النحاس بسعر 3 جنيهات للكيلو، وكان يشتريه على شكل أقراص ويحوله إلى تشكيلات مختلفة منه للأواني المنزلية على شكل إبريق، وصواني منزلية، وطشت، وغيرها من تشكيلات الأواني المنزلية.

فترات زمنية قديمة تذكرها عند انتشار بيع الأواني المنزلية المصنوعة من النحاس، في المحال كان الإقبال عليها مأهولًا خاصة من المقبلين على الزواج، والأثرياء في القرى المجاورة لمراكز فوه، ودسوق، ومطوبس، وأحيانًا من قرى مدن ومراكز محافظة البحيرة الفاصل بينها ومدينة فوه نهر النيل فرع رشيد.

"والله يا ابني الدنيا بتتغير والشغل اتغير.. يعني النحاس اتقلب لشغل الألومنيوم"، يتذكر عم حمدي، ففي فترة السبعينيات تراجعت مهنة صناعة النحاس في مصر، وظهرت صناعة الألمونيوم، ومع ذلك لم تنتهي رحلة عم حمدي في طرق المعادن بمجرد تراجع صناعة النحاس، بل استمر كما هو في طرق المعادن، وحفاظًا على لقمة العيش عمل في طرق الألومنيوم.

وتابع: العمل في طرق الألمونيوم أسهل بكثير من النحاس، يعني العمل في طرق النحاس كان عبارة عن عمل أواني منزلية تكون اختيارية وفق رؤية ومتطلبات الزبون، موضحًا "فيه زبون بيجي عايز يعمل صواني وإبريق.. وزبونة بتيجي عايزة أجهز لها صينية وإبريق وطشت عشان جهاز بنتها"، أما العمل في طرق الألمونيوم يكون صناعة تشكيلات مختلفة من الأواني، وتكون جاهزة للبيع.

وأضاف أن كيلو الألومنيوم عندما كان يجرى توفيره من مصنع نجمع حمادي في محافظة قنا خلال فترة السبعينيات كان ثمنه 15 جنيهًا، ومع مرور السنوات، ترتفع أسعاره تدريجيًا حتى وصل كيلو الألمونيوم في الوقت الحالي إلى 65 جنيهًا.

يختتم أقدم حرفيين طرق المعادن في مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، قوله لـ"مصراوي" بتراجع الحرفة بعد انتشار مصانع الأواني الجاهزة، وطرح منتجاتها في الأسواق مثل الصاج، والتيفال، برؤية وتكنولوجيا مختلفة جرى استخدامها لجذب الزبون، ليقتصر عمله حاليًا على إصلاح الثقوب، في المعدات، والأواني المصنوعة من الألومنيوم.

يذكر أن مدينة فوه في كفر الشيخ، تشتهر بوجود حرفيين في دق المعادن النحاس، والألومنيوم، ويوجد شارع شهير فيها يعرف بشارع دقاقين النحاس، نظرًا لما يضم ذلك الشارع سابقًا ورش ومحال حرفيين متخصصين في طرق المعادن.