"كورونا أنعشت المهنة والموسم".. حكايات "الإسكافي" وصراع البقاء في طنطا - صور

الغربية - مروة شاهين:

داخل أحد الشوارع الضيقة بمنطقة الأثرية بمدينة طنطا جلس أحمد النادي، الإسكافي، خلف ماكينة تصليح الجلود يعمل على إصلاح حقيبة مدرسية مهلهلة في محاولة منه لاعادتها سليمة كما كانت العام الماضي ليتمكن صاحبها من استخدامها العام الدراسي المقبل دون أن يضطر لشراء أخرى جديدة.

تعتبر منطقة الأثرية بمدينة طنطا أكبر الأسواق الشعبية لبيع الشنط والملابس المدرسية في ذلك الوقت من كل عام مع بداية العد التنازلي لبداية عام دراسي جديد، ويتردد عليه المواطنون من مدينة طنطا وأجوارها لشهرته الواسعة.

تشتهر تلك المنطقة أيضا باحتوائها على الكثير من الاسكافيين الذين يحرصون على التواجد بجانب محلات الجلود لتصليح الأحذية والشنط ويعتبر ذلك الوقت موسم تلك المهنة حيث يقدم الأهالي على إصلاح شنط المدارس وإعادته كما كانت لاستخدامها لعام دراسي جديد خاصة مع ارتفاع أسعار الشنط الدراسية الجديدة.

يقول أحمد النادي، إنه يعمل في تلك المهنة منذ أكثر من ٢٥ عاما، داخل محل ورثه بتلك المنطقة عن والده، وهذا الوقت من كل عام "موسم" يتردد كثير من الأهالي فيه لتصليح شنط المدارس والأحذية أيضا، فوجود العديد من ورش الجلود بالمنطقة جعلها تشتهر بتلك الصنعة وتتقنها، ولكن اختلف الأمر في السنوات الماضية بعد زيادة نسب العرض من المستورد وضعف جودة الخامات، أصبح المواطنون يقبلون على شراء شنطة جديدة، وتراجع الإقبال في الموسم بنسبة كبيرة.

التقط عبدلله سيد، اسكافي، أطراف الحديث من جاره وقال: "احنا هنا كنا أكثر من 15 ورشة في الشارع وكان المدينة بأجوارها يترددون علينا في هذا الوقت من كل سنة، كان الشارع بيكون زحمة موت من كتر الناس وكنا بنشتغل ورديات عشان نخلص ورغم أن الأجرة كانت بسيطة إلا أن الوقت بيكون موسم بالنسبة لنا، لكن دلوقتي قليل لما حد يجي يصلح ويعتبر السنة دي أفضل كتير من كل سنة".

واستكمل محمد السيد، اسكافي: "هذا العام يعتبر أفضل من الأعوام الماضية بسبب انتشار فيروس كورونا العام الماضي وعدم ذهاب الطلاب معظم السنة للمدرسة فاقبل أولياء الأمور على إصلاح الشنط المدرسية للعام الماضي واستخدامها العام الجديد أيضا، ما أدى إلى زيادة نسب الإقبال على التصليح، وانتعاش مهنة الاسكافي.

وقالت سامية الشامي، موظفة، إن ارتفاع أسعار الشنط هذا العام وعدم ذهاب الطلاب العام الماضي للمدرسة جعلها تقوم بإعادة إصلاح الشنط المدرسية للعام الماضي واستخدمها فضلا عن شراء شنط جديدة.