لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هنا اختفت جثة الطفلة سما.. أسرتها تروي التفاصيل أمام محطة رفع المياه بالمنوفية - صور

04:57 م الجمعة 24 سبتمبر 2021

المنوفية- أحمد الباهي:

بدموع لا تجف وقلب مُنفطر وعيون مُحدقة لا تتوقف عن النظر في المياه المتحركة أمام محطة رفع المياه بكفر داود في مركز السادات بالمنوفية، تجلس "صفاء عبد الصادق" 27 عامًا، في رحلة بحث عن جسد طفلتها "سما" بنت الـ4 أعوام، والذي ابتلعته المياه منذ يوم الاثنين الماضي في تمام السادسة والنصف مساءً، لم تبرح مكانها من وقتها أملاً في ظهور الجثمان واحتضانه للمرة الأخيرة في حياتها.

وتسبب الحادث في حالة حزن كبيرة بين أهالي وسكان مركز ومدينة السادات بمحافظة المنوفية، عقب سقوط الطفلة في بيارة شركة مياه الشرب، والتي تُضخ منها المياه إلى شبكات آخرى لمنازل أهالي المركز، وانتشرت واقعة الطفلة على منصات التواصل الاجتماعي، بينما أصدرت أسرتها صرخات استغاثة بالمسؤولين، حتى وجه وزير الإسكان، المهندس رجب سالمان رئيس تنمية مدينة السادات بوقف ضخ المياه للمنازل اليوم؛ لتسهيل عملية البحث عنها.

بداية القصة المؤلمة يحكيها "شعبان الفرجاني" عم الطفلة سما بنت الأربعة أعوام، لـ"مصراوي" ويقول إن شقيقه "هاني الفرجاني" والد الطفلة اصطحبها مع أشقائها "محمد" 6 أعوام، و"سامي" 8 أعوام، وبينما يلهون بالمكان الذي يتنزه به الأهالي أمام محطة الشرب بكفر داوود المُطلة على الرياح الناصري، كانت الطفلة "سما" تلعب بأزرار هاتف والدها أعلى "بيارة" أسمنتية، ولم تنتبه لتلك الفتحة على سطح البيارة، وأثناء تحركها سقطت في لمح البصر، وسمع والدها ارتطام جسدها مُحدثًا صوتًا بالمياه.

يضيف "شعبان" أن المياه داخل البيارة متجمعة جراء سحب المياه بماسورة طولها نحو 600 متر من الرياح المنوفي، وتتواصل عملية الشفط على مدار الساعة لداخل المحطة، والتي بدورها تضخ المياه عبر المواسير المنطقة ومدينة السادات، وأكد أن فور السقوط أسرع نجل عمه "محمد صلاح" والذي كان متواجدًا أيضًا مع أطفاله للتنزه، وقفز في المياه من الجهة الآخرى ليدخل إلى البيارة، وبينما يتفقد المكان بحثًا عن الطفلة المختفية في المياه، لاحظ عملية سحب شديد تجذبه نحو ماسورة الشفط للمحطة، فأمسك بعمود خرساني وخرج بشكل عاجل لخطورة المكان.

وتابع أن حالة الأب والأم مُحزنة، ولم يتركا المكان منذ سقوط طفلتهم سما يوم الاثنين الماضي، مستغيثين بكل من له قلب للبحث عنها ودفنها، فهما يواصلان البحث مع الأهالي والعائلات بالمكان في انتظار خبر العثور على جثمان "سما".
وأشار إلى تحرير محضر بالواقعة مساء الاثنين الماضي، وقدوم فريق غطس من الحماية المدنية لكنهم لم يجدوها، وتوقف البحث منذ ذلك الحين، بسبب استمرار عمل محطة الشرب وتواصل سحب المياه من البيارة، واليوم الجمعة وبعد استجابة المسؤولين، سمحوا بإيقاف المحطة لبعض الوقت كي يتثنى البحث، لكن لم يُعثر على جسد الطفل بعد، وعُادوا للمربع صفر، بالبحث بأنفسهم داخل المياه.

المهندس رجب سالمان، رئيس جهاز تنمية مدينة السادات، قال في تصريحات خاصة لموقع "مصراوي"، إن إيقاف عمل المحطة ليس بالأمر السهل، حيث تغذي مدينة السادات ومصانع المدينة الصناعية، وقد وجه أوامره اليوم بإيقاف عملها مؤقتًا تضامنًا مع أسرة الطفلة، فالواقعة إنسانية في المقام الأول.
وأكد الأهالي أنه حتى هذه اللحظة لا تزال أسرة الطفلة في بحث مستمر، وأعينهم لا تفارق تفقد المياه والمكان الذي سقط فيه ابنتهم "سما"، مشددين على أنهم سيظلوا بالمكان حتى استخراج جثة ابنتهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان