"منازل تشبه مقابر الفراعنة بجوار جبل موسى".. ماذا تعرف عن وادي "شريج" في سانت كاترين؟

جنوب سيناء - رضا السيد:

مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء محمية طبيعية تحيط بها جبال شاهقة الارتفاع ولا تطل على بحار، وتكثر بها الأودية التي جعلتها منطقة سياحية مميزة، وقبلة لسياحة السفاري والتجول بين الجبال للتأمل الطبيعة الخلابة التي حبى الله بها المدينة، ومنها وداي "شريج" أحد أهم أودية المدينة، والذي يشهد توافد آلاف السائحين من محبي السياحة الطبيعية والاسترخاء وسط طبيعة جبلية خضراء، كما أن له قيمة دينية وأثرية.

سليمان الجبالي، الدليل البدوي في المدينة، قال إن وادي "شريج" يعد واحة خضراء وسط الجبال لكونه يتعرض للأمطار والسيول على مدار العام، ويتميز بتربة خصبة تصلح لزراعة كافة المحاصيل الزراعية، إضافة إلى النباتات الطبيعية الطبية والعطرية التي تنمو فيه بكميات كبيرة، ويحرص كافة السياح المترددين على المدينة على زيارة هذا الوادي، للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة به، وما يضيفه الوادي من روحانيات للمدينة الدينية.

وأكد "الجبالي" في تصريح اليوم الجمعة، إن وادي "شريج" يعد امتدادًا لمنطقة وادي الدير، لكونه يقع بين الوادي المقدس وجبل موسى وجبل الصفصاف، وموقعه هذا أضاف له قيمة روحانية ودينية، ويقبل على زيارته آلاف السائحين من مختلف جنسيات العالم كل عام.

وأوضح أن الوادي يبلغ طوله نحو 3 كيلومترات في عمق جبال المدينة، وتكثر فيه المزارع الخضراء التي حولته إلى واحة داخل الصحراء، ويوجد به العديد من المخيمات البدوية التي أعدت لاستقبال السائحين، والخيام البدوية التي يفضل السياح الجلوس فيها لتناول الشاي بالزعتر والفراشيح "الخبز البدوي"، ومعايشة الحياة البدوية البسيطة.

وعن أهمية الوادي الدينية والأثرية، قال الدكتور محمود عثمان، مفتش آثار سانت كاترين، إن وادي "شريج" له قيمة دينية وأثرية كبيرة، وتكمن أهميته الدينية في أن الرهبان اتخذوا منه أماكن للتعبد قبل بناء الدير من خلال إنشاء أديرة صغيرة وصوامع فردية للتعبد، ثم تحولت هذه الصوامع إلى قلالي للعبادة الجماعية، وحتى الآن توجد كنائس صغيرة بالوادي في حول محيط دير سانت كاترين، يذهب إليها بعض الرهبان للتعبد ثم يعودون للدير مرة أخرى.

وأوضح مفتش آثار سانت كاترين، أن وادي "شريج" من أقدم وديان المدينة وكان يطلق عليه اسم "وادي الأديرة" لكثرة الأديرة الصغيرة به، كما توجد به منازل على هيئة قباب وتشبه مقابر الفراعنة.