"بسافر 12 مرة شهريًا".. "حلمي" طفل كفيف بالمنوفية ختم القرآن.. وهدية والدته أطباق رز باللبن للجيران

المنوفية - أحمد الباهي:

على صوت الزغاريد بدأت الأم تملأ الأطباق من إناء كبير به "أرز باللبن"، سعادة وفرحة بابنها "حلمي" ابن الـ16 بعدما اجتاز الاختبار الأخير في حفظ القرآن الكريم وختمه من معهد الطاروطي بالزقازيق، وجهزت صواني كبيرة تحمل عليها الأطباق لتوزعها على جيرانها بقرية الجزيرة الشرقية التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية.

حلمي أدهم حلمي عمار 16 عامًا، طفل ولد كفيفًا لم يستطع تعلم القراءة والكتابة لكن والدته دفعته دفعًا لحفظ وتجويد القرآن الكريم، فتتلمذ على يد شاب في ظروفه ذاتها في قريته يسمع منه ويُسجل ذلك على هاتفه المحمول، وحين يعود لمنزله يُراجع ما أمكن تحصيله في يومه، وظل كذلك يحفظ جزءً وراء جزء حتى التحق بمعهد "الطاروطي لإعداد القراء والمُبتهلين" في مدينة الزقازيق بالشرقية.

يقول الطفل لـ"مصراوي" أنه أحب القرآن ويريد أن يتميز أكثر في القراءة وحفظ القراءات العشر، فإن كان فقد البصر فالقرآن بصيرته وداعمه الدائم في الحياة، مُتابعًا بالقول: "نفسي أسعد أبويا وأمي وأخليهم فرحانين بيا، هما أكتر ناس تعبوا معايا ودايمًا سندي وجيشي في دنيتي".

وأكد "حلمي" أن والدته ترافقه 3 مرات أسبوعيًا للذهاب والإياب من معهد الطاروطي، متنقلين بين السيارات والمواقف ومحطات القطارات في رحلة شاقة تهون في سبيل تعلم القرآن، وختم حديثه بالإفصاح عن حلمه أن يكون قارئًا شهيرًا للقرآن وأن تطلبه إذاعة القرآن الكريم.