إعلان

عمدة موائد الصعيد.. "أم بدر" ورثت صناعة "البتاو" عن جدودها- صور

03:29 م السبت 17 ديسمبر 2022

المنيا- جمال محمد:

في الخامسة من فجر كل يوم أربعاء، اعتادت العديد من سيدات ريف المنيا على التجمع في أحد المنازل بقريتهن لممارسة عملهن المفضل، والذي ورثنه وتعلمنه من أمهاتهن على مدار عقود طويلة لمساعدة رب الأسرة تارة في توفير طعام للمنزل، أو بيعه وتحقيق الكسب تارة أخرى، ألا وهو خبز العيش "البتاو".

تشتهر محافظة المنيا بإنتاج عيش الذرة والذي يُطلق عليه اسم "البتاو"، والذي ينتج من الذرة الشامية البيضاء أو الصفراء، ويباع كل أسبوع بالقرب من أسواق الخضار سواء يومي الاثنين أو الأربعاء بحسب كل مدينة.

وتميزت سيدات الريف في الصعيد عامة والمنيا على وجه الخصوص بإنتاج وخبيز العيش البتاو، إذ تنتشر عملية إنتاجه في كل القرى تقريباً، وتفضل السيدات التجمع في أحد المنازل بساحة الطابق الأول الواسعة التي يوجد بها فرن بلدي مبني من الطوب اللبن، ويبدأن في خبزه في رحلة تستغرق نحو 12 ساعة تبدأ من الخامسة صباحاً وحتى قبل المغرب بقليل، وتأخذ كل منهن حصتها التي دخلت بها من الذرة المطحونة، وتنطلق إلى منزلها مرة أخرى.

أم بدر سيدة خمسينية اعتادت على صنع العيش البتاو في قريتها بمركز المنيا، تقول إنها تعلمت طريقة خبزه منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، فكانت تجلس بجوار والدتها التي اعتادت على استدعاء 4 سيدات مرتين أو ثلاثة أسبوعياً إلى منزلها الذي يوجد به الفرن البلدي وكميات من البوص، ويبدأن في التجهيز لعمل البتاو، فالمرحلة الأولى يتم تفصيص الذرة الشامية، ثم طحنها، وخلطها بالحلبة الحصى وتجهيز العجين، وفي صباح باكر اليوم التالي تبدأ عملية الخبز.

"رزق حلال وأكل بيتي وصحي".. هكذا تضيف أم بدر، مشيرةً إلى أن العيش البتاو يشتريه منها الجميع بدون تفرقة فالبسطاء يعشقونه، والأغنياء أيضاً سواء في القرى أو المدن يقومون بحجزه بكميات تكفيهم عدة أسابيع، نظراً لعدم تأثره بدرجات الطقس مثل باقي الخبز البلدي أو الفينو، مؤكدة أنه يمثل أيضاً باب رزق لها ولأسرتها لمعاونة زوجها وأبنائها الثلاثة في أعباء الحياة، وكذلك يدر دخل جيد للسيدات اللاتي يعملن معها.

وعن توزيع مهام العمل أثناء الخبز، قالت أم بدر، إن إحدى السيدات تبدأ في تقطيع العجين الذي تم تحضيره من الليل، والأخرى تقوم بعملية فرده على مطرحه خشبية صغيرة وأخرى كبيرة، والثالثة تستلمه ليدخل إلى الفرن البلدي ومراعاته في التقليب لمدة لا تتجاوز السبعة دقائق، وتقوم الأخيرة باستلامه ووضع في الترصيص بدون تكسير، ليباع بعد ذلك مقابل جنيهين ونصف للزبائن.

اختتمت منتجة العيش البتاو حديثها، أن السبب وراء تراجع إنتاج العيش البتاو في السنوات الأخيرة هو غلاء أسعار الذرة الشامية والتي وصل الكيلو منها لـ 18 جنيها، فضلاً عن باقي الطلبات، مما يؤثر على حجم إنتاجيتهم عن الأعوام السابقة، ومع رفع أسعار البتاو بدأ الزبائن في الشراء بشكل أقل، معربة عن أمنيتها لرجوع الأسعار لسابق عهدها وألا يزيد سعر الكيلو من الذرة عن 10 جنيهات ليخبزن البتاو بكميات كبيرة ويتم بيعه بأسعار لا تتجاوز الجنيه والنصف للمشتري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان