"أنا الشيطان ومعايا صوركم عرايا".. قصة رسائل تهديد تسببت في انتحار طالبة بالمنوفية

المنوفية- أحمد الباهي:

حالة من الارتباك والقلق أصابت عدد من الأسر بقرية زاوية الناعورة التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية بعدما فوجئوا بصور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لإحدى لفتيات بجسد عارٍ، ورغم وضوح كذب تلك الصور وعدم حرفيتها، لكنه أمر جلل يضرب أعراض الناس في مقتل ويثير الرعب في نفوس ممن لم تطاله المشكلة بعد.

أسرة إحدى الفتيات لم تدفن رأسها في الرمال، بل ناقشت ابنتها وفحصت الصورة وتأكدوا من وجود متهم فبرك الصور لتشويه سُمعتهم، ليس ذلك فحسب بل أرسل رسائل تهديد قابلة للتنفيذ حال عدم تنفيذ طلباته، بعضها قال "أنا الشيطان ومعايا صوركم عرايا"، ما دفع الأسرة للبحث عن مصدر الأزمة ومحاولة تحجيمه.

أسرة الطالبة "د.س.م" 18 عامًا، اكتشفت أن الصيدلي الذي وثقوا به كي يشرح لابنتهم إحدى المواد الدراسية وراء كل ما يجري، إذ أعاد الشخص الذي يهدد عبر الرسائل، معلومات لا يعلمها سوى الصيدلي، كما تثبّتوا من استخدامه تطبيقات "واتساب" أجنبية ليرسل عبرها رسائله التهديدية للفتيات والمحتوية على ألفاظ خادشة للحياء، يريد من خلالها استخداهم أو ابتزازهم جنسيًا وماديًا، مُرفِقًا برسالته: "لو عَرفتي حد بالكلام دا، هنشر صور تانية ليكي عارية في كل مكان في النت وأفضحك".

أجبرت الأسرة الصيدلي على الحضور في جلسة عرفية واستقدموا مهندسين متخصصين، لفحص هاتف الصيدلي، وتبينوا استخدامه برامج وتطبيقات تتوافق تمامًا مع نظيراتها التي أرسلت منها الرسائل بأرقام غير معروفة، لذا حكمت الجلسة عليه بتوقيع وصل أمانة قدره 300 ألف جنيه.

يقول "محمد المغربي" خال الفتاة "د.س.م"، إن الصيدلي بدأ حيلته باستغلال أن والده مصاب بالسرطان، ويريد أن يساعد نفسه بتقديم دروس خصوصية في مادة الكيمياء ووجه أوائل طلابه بتكوين "مجموعات"، وبدأ يذهب لمنازل بعض الأسر في إطار تقديم "الدرس الخصوصي"، حتى حصل على الرقم السري للانترنت الهوائي "الواي فاي" بمنزل إحدى الفتيات ونفذ بعض الإجراءات على هاتفه وحاسوبه الشخصي، مكّنته من الحصول على صور نساء ذاك المنزل من خلال هواتفهم، حتى صعقوا بها منشورة على موقع "فيسبوك".

يُضيف "المغربي" لموقع "مصراوي" أن الصيدلي أوقع في شباكه كثيرين، منهم شباب أيضًا وجعلهم جميعًا تحت يده يحركهم كالدُمى ينفذون طلباته في إطار إسقاط فتيات آخريات، وبالفعل سقطت ضحية جراء تلك التهديدات، كانت فتاة حافظة لكتاب الله وقررت تناول حبة الغلة حتى لا تتسبب في الفضيحة لأهلها البسطاء.

من جانبه، أوضح "هلال رمضان فاضل"، محامي الفتيات أنه بعد تحرير العديد من المحاضر عقدت محكمة طنطا أولى جلسات تلك القضية وقررت إحالتها لمحكمة الجنايات الاقتصادية لعدم الاختصاص، مؤكدًا أن ذلك الإجراء جيد جدًا، لكون الجريمة مركبة وتتعدد بها الجرائم، لافتًا إلى وجود 4 متهمين آخرين ساعدوا الصيدلي وهم: "ع.خ"، و"أ.م.ا"، وفتاة تُدعى"هـ.ع.ا"، إضافة لموظف بخدمة عملاء إحدى شركات الاتصالات، والذي ساهم في حصول الصيدلي على بيانات أحد خطوط الفتيات ومن خلاله اخترق حسابها على "فيسبوك" وحصل على صور خاصة لها.

وتواصل وحدة مباحث مركز الشهداء جهودها للقبض على المتهم الهارب، لاستكمال إجراءات القضية.