"الحنطور" يُقاوم الزمن في المنوفية: "مهنة جدودنا" (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
المنوفية- أحمد الباهي:
على وقع أقدام الخيول انتبه المارة لعربات الحنطور المتمركزة بميدان مصر قرب محطة القطارات الشهيرة بمدينة منوف في محافظة المنوفية، إذ وضع العربجية بعض النباتات على الأرض لتغذية الأحصنة في انتظار قدوم أيٍ من الزبائن لكسر حالة الركود المُحيطة بتلك الوسيلة مؤخرًا.
"عم خميس" رجل ستيني صاحب حنطور، عقد ذراعيه وأراح ظهره على سور حديدي بميدان مصر، وبنبرة ملأها اليأس تحدث لـ"مصراوي" عن معاناته اليومية مع تلك المهنة، لافتًا إلى قلة زبائنها وزيادة تكاليف صيانة عربته وغذاء حِصانه، مؤكدًا أن الوضع تغير عن الماضي، فالزبون كان متوفرًا والرزق أيسر وتكاليف العربة والحصان بسيطة.
يضيف "عم خميس": "أنا بشتري ذرة ودشيش للحصان بستين وسبعين جنيه في اليوم.. طيب هرّكب أنا كام زبون عشان أصرف كل ده؟"، مُشيرًا إلى أن عدد الحناطير بمدينة منوف يصل إلى 30 حنطور لكن كثير منها تعمل من حين لآخر وبدأ أصحابها في امتهان أعمال آخرى بسبب قلة العوائد رغم أنهم ورثوا تلك المهنة عن الأباء والأجداد.
أثناء الحوار، أقبل حنطور آخر واصطحب محرر "مصراوي" في جولة بالمدينة، وتحدث السائق عن رغبته في ترك المهنة قائلاً: "ياريت ألاقي شغلانة تناسبني وأنا كنت سبت الحنطور بس للأسف مش لاقي غيرها وأحسن بردو من القعدة"، ونوّه إلى غلاء أسعار عجلات الحنطور فهي لا تأتي إلا من مدينة طنطا، ومن يعمل على صيانتها يُحمل أصحاب الحناطير تلك التكلفة مُضافًا لها هوامش الربح والتي باتت تقسم ظهورهم.
وأوضح أن سعر التوصيلة داخل مدينة منوف تساوي 10 جنيهات تقريبًا وهي ذاتها المُساوية للسيارة الأجرة (التاكسي)، أما خارج منوف فتختلف حسب المسافة، وختم حديثه بـ"نفسنا ظروف الشغلانة دي تتحسن لأن عندنا عيال وزوجات في البيوت محتاجين يصرفوا في وقت الغلاء طال فيه كل حاجة".
وحيد عبدربه رئيس مركز ومدينة منوف قال لمصراوي، إن عدد الحناطير التي تعمل حاليًا بزمام مدينة منوف يبلغ حوالي 5 حناطير فقط، وأماكن تواجدهم دائمًا بميدان مصر وميدان عرابي، منوهًا إلى إلغاء قسم التراخيص الخاص بالحناطير مؤخرًا لذا عدد منهم كام مُرخصًا وحاصل على رقم لكنه لم يُجدد.
فيديو قد يعجبك: