لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحج إلى جبل موسى في سيناء.. كيف أعاد الشباب إحياء الرحلة القديمة؟ – صور

03:11 م الأحد 31 يوليو 2022

جنوب سيناء – رضا السيد :

أعادت مجموعة من الرهبان والراهبات الفرنسيسكان، وعدد من الشباب إحياء رحلة الحج القديمة إلى جبل موسى بمدينة سانت كاترين، والمعروفة منذ القرن الرابع الميلادي ، والتي تستغرق 5 أيام من 26 حتى 30 يوليو الجاري، بهدف التأكيد أن هذا المكان هو الموقع الحقيقي للوادي المقدس، والذي يضم جبل موسى، وجبل التجلي الأعظم، وشجرة العليقة.

وصرح الأب ميلاد الفرنسيسكاني، مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني بالقاهرة، أنهم يقومون بهذه الرحلة للأماكن المباركة الطاهرة في مصر منذ عدة سنوات، وجرى اختيار الحج إلى جبل موسى ودير سانت كاترين هذا العام لمباركة المشروع القومي "التجلي الأعظم"، والذي يقام بتوجيهات الرئيس السيسى، لتعظيم قيمة هذا الموقع المقدس الطاهر الاستثنائي في مصر، وتأكيدًا للعالم أن مصر وجهة الحجاج المسيحيين منذ القرن الرابع الميلادي وحتى الآن.

وأضاف الأب ميلاد الفرنسيسكاني، أن الرحلة جسّدت فترة صمت وتأمل لاكتشاف إرادة الله في حياة الإنسان، والتي تتضمن صلوات وتأملات، وكانت فرصة حقيقية للتأمل في هذه البقاع الطاهرة بأودية سيناء المباركة حول الجبل وداخل دير سانت كاترين، كما كان يفعل الحجاج منذ نشأة الحج إلى البقاع المقدسة بسيناء.

وأشار إلى أن الرحلة القادمة ستضم مسيحيين ومسلمين للتبرك بمسار العائلة المقدسة إلى مصر بالتعاون مع جمعية تراث مصر، وستكون البداية زيارة وادي النطرون والمواقع التي باركته العائلة المقدسة بمصر القديمة، والمعادى، والمطرية.

ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، نشأة رحلة الحج المسيحي، وأهميتها لمصر وللعالم أجمع، مؤكدًا أن مسيحيين القرن الثالث الميلادي عرفوا الكهف الذي ولد فيه السيد المسيح "عليه السلام" في بيت لحم معرفة جيدة، وبدأ ارتحالهم إلى هناك وإلى جبل الزيتون، وكان الهدف من زيارة هذه البقاع المقدسة هو الصلاة واكتساب الفضائل الروحانية، إلا أن التطور البارز في فكرة الحج إلى القدس حدث في عهد الإمبراطور قسطنطين، أول الأباطرة المسيحيين، والذي أوقف الاضطهاد الذي لحق بالمسيحية.

وقال "ريحان" أن أمه الإمبراطورة هيلانة قامت بزيارة القدس في القرن الرابع الميلادي، وبنت كنيسة القبر المقدس ثم جاءت إلى سيناء وبنت كنيسة في حضن العليقة المشتعلة مسار نبي الله موسى، لتؤكد أنها الشجرة الحقيقية بالوادي المقدس طوى، ومن يدخل هذه الكنيسة حتى الآن يخلع نعليه تبركًا بنبي الله موسى، ومنذ ذلك الحين صارت الرحلة المقدسة إلى تلك البقاع تقليدًا قائمًا لدى الحجاج المسيحيين لتكون وجهتهم سيناء والقدس.

وأكد أن أغلب المسيحيين الذين يذهبون إلى القدس كانوا يضعون سيناء في برنامجهم، وتدفق الحجاج على سيناء عبر العصور بين أعوام "381– 384"، وجاءت الراهبة إجيريا أو إثيرى "كما ذكرت بعض المراجع " قادمة من أوروبا إلى منطقة الجبل المقدس بسيناء عازمة على اتخاذ نفس الطريق الذي سلكه نبي الله موسى في رحلة الخروج من مصر إلى فلسطين عبر سيناء ، وتطلق "إثيرى" تسمية سيناء على مجموعة من الجبال من بينها جبل الشريعة أو جبل سيناء وهو جبل موسى الحالي.

وتابع : ووصفت "إثيرى" صعودها إلى جبل موسى فقالت إنها وجدت على قمته كنيسة صغيرة، وأقيم قداس تلاه توزيع خيرات الله على شكل فواكه من إنتاج منطقة الجبل المقدس، وشاهدت هناك كنيسة ومغارة سكن فيها النبي إيليا، ويستدل من كتابات "إثيرى" على أن هذه الرحلة كانت شاقة وكثيرة التكاليف لا يقدم عليها إلا الشخصيات الكبيرة ذو النفوذ الواسع والمال الوفير

وأشار "ريحان" إلى مجئ بوستوميان، وهو من أهالي ناريون بجنوب فرنسا إلى مصر عام 400 ميلادية، بعد أن عبر البحر المتوسط في أربعين يومًا إلى الإسكندرية، ثم توجه إلى القدس عن طريق سيناء، وكان معه عدة مرافقين ووصف لنا رحلته، كما جاء القديس أنطونين من إيطاليا إلى الجبل المقدس، وذكر أن عددًا هائلًا من النساك جاءوا لمقابلته ينشدون التراتيل، وأنه كان لكل دير ثلاثة رؤساء أحدهم يجيد اللاتينية والثاني الإغريقية، والثالث القبطية.

وتابع : أن الحجاج المسيحيون جاءوا من كل بقاع العالم للحج إلى سيناء، وهم آمنين مطمئنين في ظل التسامح الإسلامي التي سارت عليه الحكومات الإسلامية في المنطقة، وقد زار سيناء عددًا من الحجاج لا يمكن حصرهم وكثير منهم كانوا من شخصيات ورتب عالية، وشهد بذلك الرّحالة الأوروبيين الذين زاروا سيناء أمثال "بورخارت" الذي جاء من سويسرا مرتين وشاهد ثمانمائة من الحجاج الأرمن جاءوا من القدس، وعددًا من الحجاج الروس، و5 حجاج مسيحيين من أقباط مصر.

وأشار "ريحان" إلى وجود طريقين شهيرين للحج عبر سيناء، أحدهما طريق شرقي وآخر طريق غربي، ويعد الطريق الشرقي للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء، ويبدأ من القدس إلى آيلة "العقبة حاليًا" منها إلى النقب ثم وادي الحسي إلى وادي وتير بجنوب سيناء الذي تتوفر فيه المياه من بئر الحسي وبئر صويرا، كما يجاور وادي وتير أيضًا عين فرتاقة وبها جدول صغير يفيض بالماء طوال العام، ثم يسير الطريق في وادي غزالة إلى عين حضرة ثم وادي حجاج وبه تلال من الحجر الرملي بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية، ثم يسير إلى سفح جبل جونة ومنه إلى وادي مارة ثم يدخل سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق نحو 200 كيلو متر، بداية من آيلة إلى الجبل المقدس الذي أطلق عليه عدة أسماء منها جبل موسى، وجبل سيناء، وجبل المناجاة وجبل طور سيناء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان