نهاية حزينة لقصة "رودينا" حافظة القرآن مع مرضها النادر.. شقيقها أصيب به ووالدها تبرع لها بفص كبد

المنوفية - أحمد الباهي:

انتهت قصة الطفلة رودينا في محافظة المنوفية، عقب وفاتها متأثرة بإصابتها بمرض "ويلسون" النادر، الذي أصاب شقيقها الأصغر أيضًا.

"الحمدلله على كل حال.. دعوات الناس لابنتي رودينا تربط على قلبي أنا ووالدتها".. بهذه الجملة عبر الدكتور عبدالسلام شرف والد الطفلة رودينا عن حزنه من فقد ابنته الحافظة لكتاب الله مطلع الشهر الماضي، والتي توفاها الله بمرض نادر، وما زاد الأمور آلمًا هو علمه مؤخرًا بإصابة نجله الأصغر بالمرض ذاته.

يقول الدكتور "عبد السلام شرف" طبيب بيطري، ووالد الطفلة "رودينا"، إنهم عاشوا رحلة علاج طويلة مع ابنتهم عقب إصابتها بمرض "ويلسون" في الكبد، ورغم ذلك كان الاهتمام بتعليمها وحفظها القرآن الكريم غاية أسمى لم تتوقف، فتفوقت "رودينا" طول فترة دراستها بالمراحل التعليمية المختلفة، حتى في العام الأخير بالصف الثالث الإعدادي كانت ضمن العشرة الأوائل بمدرستها في قرية جريس بأشمون المنوفية للترم الأول، وفي الترم الثاني حصلت على مجموع 272 من 280، مُضيفًا: "آخر أسبوع مذاكرتش لما اشتد عليها المرض".

موضحًا أنه تبرع لابنته بجزء من جسده "فص كبد" إلا أن قدر الله جاء بوفاتها، لتختم حياتها وتلقى الله سبحانه وتعالى حافظة لكتابه.

أضاف الأب المكلوم في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن رودينا دأبت على حفظ القرآن الكريم وختمته، كانت فتاة ملتزمة مطيعة وهادئة الطباع، أحبت القرآن والدراسة لكن قدر الله نافذ لا محالة، والحمد لله رضينا بأمر الله ونحتسب ابنتنا من الشهداء، وما أسعدنا مؤخرًا هو دعوات الناس لـ"رودينا" على مواقع التواصل الاجتماعي.

أشار "شرف" أنه تفاجئ مؤخرًا بإصابة نجله "أحمد" 9 سنوات بالمرض ذاته (ويلسون)، ولا يزال يتابع مع زوجته مراحل علاج الطفل وتقديم العلاج المناسب له من خلال معهد الكبد القومي بشبين الكوم.

واسترسل: "ذلك المرض لا يشترط أن يُصاب به أحد بسبب صلة قرابة الوالدين، فأنا وزوجتى لسنا بأقارب، كما لا يشترط أن يكون أحد الوالدين مُصابين به، ونفذنا الفحوصات الطبية ولم يظهر إصابة أحد سوى رودينا -رحمها الله- وأحمد".

جدير بالذكر أن الطبيب "عبد السلام شرف" لديه من الأبناء أربعة عقب وفاة "رودينا" ولد و3 فتيات، وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي رواج صورة ابنته مع دعوات لها ولوالديها بالصبر على البلاء، داعين الله أن تكون زُخرًا لوالديها.