حلم مات في بطن سمكة.. حكايات ضحايا الغيرة والسراب في تطون الفيوم
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
الفيوم – حسين فتحى:
حلم مات في قاع البحر وبطون الأسماك.. هكذا كان الحال لـ8 من أبناء قرية تطون وتوابعها في محافظة الفيوم الطاردة للعمالة، ليقضوا نحبهم باحثين عن سراب الثراء السريع أو مدفوعين بغيرة من جيران وأقارب صادفهم حظ في بلاد الغربة.
على بعد 22 كيلو متر من مدينة الفيوم تقع قرية تطون التابعة لمركز إطسا وتتبعها قرى السعدة، وروفان وسلام وإدريس, وهى واحدة من القرى الكبرى على مستوى المحافظة وتعتبر واحدة من القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية في مصر.
عرف أبناء القرية طريق السفر لدولة إيطاليا منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي حيث سافر العديد من شباب القرية عن طريق دولة العراق، حيث كانوا يعملون هناك ثم يتوجهون إلى دول النمسا وسويسرا وبلجيكا ومنها إلى إيطاليا، خاصة أن أغلبهم يعملون فى طائفة المعمار والبعض الآخر يعمل فى المطاعم وقلة منهم سلكت طرقًا ملتوية في التهريب والتجارة المشبوهة وهو ما جعل هناك تنافسًا وغيرة بين شباب القرية وتوابعها الذين فضلوا أن يتركوا مدارسهم وجامعاتهم والسعى وراء السفر إلى إيطاليا عن طريق بعض الصيادين بقرية برج مغيزل التابعة لمحافظة كفر الشيخ.
بعدما فرضت أجهزة الأمن رقابة شديدة على السفر عبر مراكب الصيد غير المجهزة عن طريق سماسرة الهجرة غير الشرعية بمحافظة كفر الشيخ، اتجه هؤلاء من أبناء قرية تطون، للسفر عبر الدروب الصحراوية المنتشرة على الحدود الغربية بين مصر وليبيا عن طريق سماسرة من محافظة الفيوم، وبعض المحافظات الآخرى،حيث يجرى نقل الشباب والأطفال إلى الحدود الليبية عبر سيارات ميكروباص، وهناك يتم نقلهم إلى مدن مصراته وطبرق وغيرهما من المدن الليبية الواقعة على ساحل المتوسط، حيث يتم تخزينهم لأسابيع وأشهر حتى تجرى عملية، نقلهم الى قوارب مطاطية ومراكب غير جاهزة للسير فى البحار والمحيطات ليلقوا مصيرهم ويعود البعض لأهاليهم جثثا والبعض الآخر تلتهمه الأسماك.
مأساة غرق 8 من شباب وأطفال قرى تطون والسعدة، وروفان وإدربس يرويها عادل عبد الله "مدرس" ومن أبناء قرية تطون والتى تعتبر واحدة من قرى تصدير الشباب والأطفال للموت عبر المتوسط، يرى أن أهالى قرية تطون وتوابعها استيقظوا خلال الأيام الماضية على خبر غرق مركب صيد كان على متنه العشرات من أبناء القرية ووفاة 8 من شباب قرية تطون وتوابعها.
يشير مصطفى سعيد من أبناء قرية السعدة، أن هناك 4 من شباب القرية راحوا ضحية سماسرة الهجرة غير الشرعية، ومنهم الطفل مصطفى أنس عبد القوى ابن الـ14 عاما، والذي حصل على الشهادة الإعدادية، وسافر للعمل للقاهرة بموافقة والده، لكن بعد أيام فوجئ والده أن ابنه يخبره أنه وصل إلى دولة ليبيا وأنه يريد السفر الى إيطاليا وألا يلقى بنفسه فى مياه البحر فى حالة عدم تدبير نفقات السفر عبر البحر.
يضيف: والده يمتلك 6 قراريط باع منهم قيراطين، وأرسل لابنه نفقات السفر عبر وسيط، حيث كانت نهايته وسط مياه البحر المتوسط.
يقول عبد العال محمود "فلاح" أن المأساة الأخرى للطفل أحمد محمد البحيرى ابن 16 عاما والذي أرغم والده على الاستدانة من المواطنين لتدبير نفقات سفر ابنه لدولة إيطاليا عبر الأراضى الليبية وذلك بسبب غيرته من أقاربه وأبناء قريته، الذين شيدوا المنازل وامتلكوا السيارات الفارهة.
وأوضح أن الضحية الثالث لشاب يدعى وسيم خميس الشاذلى والذي يبلغ من العمر 26 عاما، متزوج ولديه أطفال، إذ أصر على السفر رغم حالته المادية المستقرة، ولكنه أراد اللحاق بأولاد عمومته الذين يعملون بإيطاليا منذ سنوات. أما الحالة الأخرى للشاب محمد نادى سعيد والذي ترك والده الذي يعمل خفيرًا بالقاهرة وسافر إلى ليبيا مع أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية لينال مصيره مثل باقى أبناء القرية.
لافتًا إلى أن باقي الضحايا من قرى تطون هم شعبان محمود عبد الله، ومصطفى أحمد توفيق من قرية تطون، ومجاهد محمد على نصر من نجع روفان.
من جانبه قال الدكتور ديهوم الباسل إن حادث غرق شباب قرية تطون بدأ منذ ثمانيات القرن الماضى، حيث ابتلعت مياه البحر المتوسط المئات ومنهم من ابتلعته أسماك القرش المفترسة.
وتابع أن الغيرة وجمع المال وراء تلك المآسى، ويطالب بالقبض على سماسرة الهجرة غير الشرعية ومحاكمتهم جنائيًا على اصطحاب الشباب الصغير بعيدا عن أهاليهم ودفعهم لأعالى البحار بدعوى الحاقهم بمدارس الصليب الأحمر بإيطاليا والتي تمنحهم الإقامة بعد بلوغهم السن القانونية.
فيديو قد يعجبك: