صيدها مجرم إلا في هذه الحالة.. القروش طبق شهي في السويس (فيديو وصور)

السويس - حسام الدين أحمد:

تتنوع ألوان وأشكال الأسماك داخل حلقة السمك في السويس، إلا أن أكثر ما يلفت أنظار الوافدين لشراء الأسماك نهاية كل أسبوع هو أسماك القرش الصغيرة، يسألون عنها باسمها وكيف تؤكل، بينما يسميها التجار وأهل المدينة بالقطط أو "الخُنت" نظرا لشكل عينها المشابه للقط، وكونها تلد ولا تبيض مثل باقي الأسماك.

تتربع أسماك القرش وتخطف الأنظار على طاولة العرض، يراها الزائر بفهما وعينها اللامعة، لا يخطئ عقله صورتها الذهنية المستمدة من الأفلام ومقاطع الفيديو تبعث على القلق والخوف، إلا أن لحمها الأبيض الشهي يُذهب كل ذلك، ويغير صورتها عند من تناولها.

يقول محمد زغلول تاجر أسماك بالحلقة، إنه يعرف إذا كان الزبون من السويس، أو وافد من محافظة أخرى، هنا نطلق عليها القطة، والصغيرة منها باسم الخُنت، أما زائر المدينة يسميها كما عرفها من التلفاز سمكة قرش.

ويضيف محمد زغلول، أن السمكة موجودة طوال العام، إلا أن أعدادها تزداد في فصل الصيف، ومع نهاية فصل الشتاء، وهي تقع في شباك مراكب الجر، أو فريسة لصيد السنانير وفي تلك الحالة تكون كبيرة الحجم وفرص صيدها نادرة ولا تتحقق إلا إذا كان الُطعم المستخدم كبير الحجم.

وأشار تاجر الأسماك، إلى أن هناك عدة أنواع للسمكة أشهرها المطرقة، وهو برأس كبيرة ومفلطحه، وعينيه في أبعد نقطتين، وتشبه رأسه المطرقة، وقرش النمر ويكون لونه رمادي داكن، وفكه كبير، وقرش أبو دقة وتوجد على ذيله نقطه كبيره سوداء ولونه رمادي غامق.

ويقول عمرو عمارة شيخ الصيادين في السويس إن خليج السويس يضم 15 نوعا من أسماك القرش، وتخرج كصيد عارض، ولا يستهدفها الصيادين خاصة الكبيرة، حيث لا تقع في النطاق المكاني للسروح والصيد.

وأوضح أن صغار القروش تنتشر في فصل الصيف، وفي أيام الشتاء يزداد بحثها عن الطعام فتهاجم الأسماك الصغيرة في شباك مراكب الجر، وتدخل بالخطأ في الشباك ولا يمكنها الخروج مرة أخرى وعند رفع "الغزل" وافراغه على ظهر المركب تكون بين الأسماك وفقدت الحياة، وهي تمثل نسبة لا تزيد عن 5 % من حصة الصيد، واحجامها صغيرة يتراوح وزنها من 1.25 وحتى 3 كيلو لكل سمكة.

وأكد أن مراكب الصيد التي تعمل بحرفة الجر أو السنار لا تصطاد أسماك القرش الكبيرة، والتي يعرفها الصيادين باسم الوحوش، خاصة أن مزاق لحمها ليس الأفضل لاحتوائها على كمية أكبر من النشادر مقارنة بالصغيرة، وانما تخرج معها كصيد عارض وبصورة نادرة، ويزداد وزنها عن 10 كيلو لذلك تسمي وحوش وتكون بالمياه العميقة، ولا تقترب من الشاطئ فهي تفضل التواجد في المناطق التي تتمتع بعامود مياه طويل.

قبل 7 سنوات أصدرت وزارة البيئة قرارًا بمنع صيد أسماك القرش، وجاء ذلك في أعقاب قرارات المنظمات البيئية العالمية التي جرمت صيده دوليا، بهدف الحفاظ على ذلك النوع من الانقراض.

ويوضح أحمد عيد، عضو جمعية أصحاب مراكب الصيد لحرفتي الجر والشانشولا، أن صيادين السنار منذ ذلك القرار توقفوا عن صيد القروش، وإذ شاهدها وتعرفوا عليها مع سحب خيط السنار يحرروها ويعيدوها للمياه مرة أخرى، وبالرغم من عدائية السمكة بطبعها خاصة في حالة وقوعها في فريسة إلا أنها لا تتعرض للصيادين.

وكشف أن أسماك القرش تظهر أيضا حول فُلك الصيد التي تجمع شباك مراكب الشانشولا، ولا تفوت فرصة تتناول هذا القدر من الأسماك، فتدخل بالخطأ مع الأسماك المحاصرة بالشباك، وتكون ضمن الصيد العارض.

وتباع أسماك القرش في حلقة السمك بالكيلو، ويتراوح سعر الكيلو من 50 إلى 70 جنيه حسب الحجم وكلما كانت طازة وأصغر حجما وارتفع السعر.

تختلف طرق اعداد سمكة القرش عن الأسماك الأخرى، وتسلخ أولا ليظهر لحم وردي خالي من الشوك باستثناء عدة فقرات وغضاريف مفصلية تمتد في خط واحد من الرأس للزيل.

وعن طريقة إعدادها يقول أحمد شعره صاحب محل لشوي وتجهيز الأسماك أن سمك القطة يسلخ لان جلده سميك، ثم يقطع ويتبل جيدا ويقلى في الزيت، وعقب ذلك يجهز في طاجن.

ويضيف شعره أن السمكة تملك فقط سلسلة فقارية لحمها طري، وغنية بالبروتين والمعادن، إلا أنه حذر من كثرة تناولها الأحجام الكبيرة التي يزداد وزنها عن 5 كيلو لاحتوائها تحتوي على كمية من الزئبق.

وكشف أن أغلى ما يخرج من القرش، هو الزعانف والتي تستخدم في اعداد شوربة في بعض الدول الأسيوية المطلة على المحيط الهادي، وهناك يصطادون القروش فقط من أجل إعداد شوربة الزعانف، ويصل سعر الطبق إلى 100 دولار، بينما في السويس تلقى مع الجلد وبطن السمكة، إلا إذا كان الزبون صاحب السمكة من الصينيين العاملين بمشروعات ومصانع منطقة السخنة، فهم يجمعونها لإعداد طبق شوربة الزعانف ولاستخدامات أخرى.