12 ساعة بين الحياة والموت.. كيف أنقذت مكالمة "آمال" تحت أنقاض عقار أسيوط
أسيوط - محمود عجمي:
ظلام دامس وأصوات متداخلة لم تستوعبها السيدة "آمال" في البداية لتظنها كابوسًا أطبق عليها في ليلة شتوية حالكة السواد، قبل أن تستفيق على الحقيقة المرعبة وتجد نفسها محاصرة تحت أنقاض منزلها المنهار، حتى هداها تفكيرها لاستخدام هاتف ساقته إليها الصدفة، فكان سببًا في نجاتها.المشهد لم يكن من خيال مؤلف أبدع في سرد الأحداث المتسارعة على مدار 12 ساعة أو يزيد، لكنها حقيقة مرعبة عاشتها السيدة تحت أنقاض عقار أسيوط المنهار في منطقة قلتة.
قالت آمال عبدالخالق صالح، أحد الناجيات من أسفل أنقاض المنزل المنكوب بمنطقة قلته التابعة لحى غرب مدينة أسيوط، إن سبب الانهيار إلى بناء برج للطابق الحادي عشر بالمخالفة لشروط التراخيص مما أثر على المنزل وأدى إلى حدوث تشققات وتصدع؛ مشيرة إلى أن شقيقها "كمال" أحد الضحايا الحادث قام بإرسال عدة شكاوى على موقع مجلس الوزراء بسبب بناء العقار الحديث 7 أدوار في أقل من شهر ونصف دون النظر للعقار المجاور له".
وأوضحت آمال: "جرى إبلاغ شقيقي بتحويل الشكوى إلى محافظة أسيوط لفحص العقار أو اتخاذ قرار بالإزالة الأدوار المخالفة من البرج؛ مشيرة إلى أن الأجهزة المعنية تجاهلت الشكوى؛ مؤكدة أن أصحاب البرج ليلية الحادث كانوا يواصلون الليل بالنهار في أعمال البناء وتعلية الأدوار من الطابق الرابع حتى أعمدة الطابق الثاني عشر".
وتابعت: "شقيقى تحدث مرارًا وتكرارًا مع ملاك البرج عن تعرض المنزل لتصدع وتشقق مطالبًا بأن يأتي استشاري هندسي لفحص العقار للوقوف على حالته الإنشائية حفاظًا على أرواح قاطنيها ولكن كان الرد بكرا.. وبكرا يقول بعده على الرغم من استمراره في البناء المخالف".
وأكملت: "ليلة الحادث كان فيه مقاول يجرى أعمال ترميم للعقار في الطابق الأرضي بعد حدوث التصدع والتشققات به وكل ما يرمم يقع الترميم ويزداد الشروخ والتصدع حتى السلالم؛ مضيفة في تمام الساعة 12 مساءً دخل المنزل مهندس برفقة المقاول وأخبره أنه آيل للسقوط".
وأوضحت: "تلقي شقيقي رسالة هاتفية في تمام الساعة الثانية فجرًا تخبره بالخروج من المنزل بسرعة لأنه معرض للسقوط؛ وقام شقيقي بالاتصال بأصحاب البرج بأن المنزل هيقع وأنت مستمر في البناء؛ بعدها حاولنا ارتداء الملابس والخروج من المنزل في تمام الساعة الثالثة فجرًا ولكن كان المنزل وقع فوق رؤوسنا جميعًا".
ونجحت قوات الإنقاذ السريع والبري في إنقاذ سيدة على قيد الحياة تدعى "آمال عبد الخالق صالح" من أسفل أنقاض المنزل المنكوب والتي كانت تتحدث مع قوات الإنقاذ عبر التليفون لتحديد موقعها أسفل الأنقاض.
وكانت السيدة آمال عبد الخالق صالح تواصلت مع أحد أقاربها من أسفل أنقاض المنزل المنهار، ونجحت قوات الإنقاذ في تحديد موقعها ورفع الأنقاض عنها واستخراجها وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
فيديو قد يعجبك: