إعلان

"أسرنا 15 إسرائيليا بعلبة سلامون".. أحد أبطال أكتوبر بالمنيا يروي ذكريات النصر- فيديو وصور

04:05 م الخميس 05 أكتوبر 2023

المنيا- جمال محمد:

"جيش العدو مكنش فيه أجبن منه.. كنا بنصطادهم بأقل مجهود وأسرنا منهم 15 جندي بعلبة سلامون بعد ما اعتقدوا أنها قنبلة يدوية واستسلموا أمام جندي واحد من كتيبتنا".. بتلك الكلمات التي يملؤها الفخر والعزة، استرجع المحارب المنياوي محمد أمين محمد ابن مركز ملوي، ذكرياته في نصر أكتوبر العظيم، والتي لم تغب عن ذهنه لحظة رغم مرور نصف قرن من الزمان.

بطل حرب أكتوبر روى لمصراوي تفاصيل النصر العظيم قائلا: التحقت في الجيش عام 1972، وكنت متأكدا أنني لن التحق نظرًا لقصر قامتي وطولي الذي لا يتعدى 153 سنتيمترا، وقضيت فترة تدريبية مدتها 3 أشهر بالجبل الأحمر، وبعدها انتقلت للسويس ثم الإسماعيلية، وبالتحديد إلى الكتيبة 109 إشارة، وحصلت حينها على تدريبات مكثفة بدون إجازات لمدة 4 أشهر نظرًا لحالة البلاد، ونظرا لكفائتي تم اختياري بعدها لأحصل على فرقة حرب كيماوية في شهر رمضان، ثم ألغيت، ودخلنا بعدها فيما يسمى بمشروع حرب، وهو المحاكاة الأقرب للحقيقة لخوض حرب قتالية، والتي علمنا بعدها أننا بالفعل على أعتاب الحرب ولكن في أي لحظة لا ندري.

يستكمل أمين حديثه: في يوم الحرب كنت جالسا مع القيادات في إحدى الغرف لأخذ الأوامر النهائية لإرسال واستلام الإشارات والتي تعتبر من أهم خطوات الحرب فهي بين جميع القيادات وبعضها، وأبلغوني بالفعل بساعة الصفر قبل الحرب بوقت قصير لا يتعدى الساعة تقريبًا، وكان هذا من ذكاء الرئيس البطل محمد السادات، وبالفعل وجدنا نسور جيشنا سلاح الجو المصري يعبر بطائراته من فوقنا ويضرب صفوف العدو ومراكز قيادته، وسط صيحات الله أكبر، وبدأت قوات المشاة في العبور والطائرات تغطيها من أعلى، وأقوم أنا بربط قادة الكباين وتوصيل القيادات لاسلكيًا ببعضهم وإبلاغ جميع المهندسين بخطط عمل الثغرة في خط بارليف لعبور باقي المعدات للقناة.

"البعض لا يفهم كيف كان خط بارليف ويعتقدون أنه ساتر بسيط وده مش حقيقي"، هكذا يستطرد البطل حديثه قائلا: "الجندي المصري أثبت أنه لا يعرف المستحيل، وظهر ذلك في تدمير أكذوبة الصهاينة بخط بارليف والذي كان يضم قطع ضخمة من الحديد والقضبان والخرسانات وليس الرمال فقط، ولكننا بذكاء المهندسين في جيشنا تمكنا من تدميره وعبوره بالمياه، وقطع الأذرع الطويلة بعد أن كانت إسرائيل تخيف بها العالم وأثبتنا أنهم أضعف جنود الأرض وتركوا مراكزهم وهربوا أمامنا مثل الفئران".

ومن المواقف التي لا ينساها على الجبهة قال "أمين" : في يوم وبالتحديد في منتصف الليل كان هناك مجند مصري يقوم بعملية استطلاع، ومر بالقرب من فرقة لجنود إسرائيليين عددهم 15 جنديا، وكان بحوزته علبة "سلامون" ، فقرر القضاء عليهم أو أسرهم، فبدأ الجندي المصري بشد القطعة الحديدية التي تفتح العلبة عدة مرات على غرار ما نقوم به في القنابل اليدوية، وتوجه نحو الأعداء على فجأة، إلا أنه وجدهم يخرجون في حالة هلع وخوف في وضع استسلام سريعًا معتقدين أن ما يمسكه في يده هي قنبلة يدوية وسيقوم بتفجيرهم ومعه مزيد من الجنود، وقام بأسرهم بتلك العلبة، وهذه أكثر القصص التي تدل على جبن الجندي الاسرائيلي .

وحكي بطل الحرب قصة أخرى قائلاً: إنهم بعد أيام من الحرب كان هناك صعوبة في وصول المؤن إلى كتيبتهم، فقرر مع مجموعة من زملائه أن يذهبوا إلى عيون موسى والتي كانت تسيطر عليها قوات العدو الإسرائيلي، والوصول إلى هناك كان أمر شاق، ونجحوا بالفعل في الوصول لهناك وملأ المياه والعودة مرة أخرى، ما يؤكد شجاعة الجندي المصري وعزيمته والمثابرة في الحرب.

وقبل أن ينهي حديثه الذي أعاد له شبابه وفرحته التي تكتمل بالحديث عن ذكري نصر الحرب المجيدة قال أمين إن له من الأبناء 4 من بينهم طبيب ومدرس وحاصل على حقوق وآخر كلية زراعية، وله من الأحفاد 6 ، ويجلس معهم ليروي ذكريات ذلك النصر العظيم كل عام، وكذلك أبناء قريته كل عام يجلسون معه ويستمعون لقصص الحرب ومعاناته وحلاوة النصر، وتلك الانتصارات التي لم تغب عن مخيلته يوما واحدا، ويجب الجميع أن يظل يحكيها للأجيال المتتالية، مختممًا حديثه بأنه يعشق أي جندي أو ضابط مصري عندما يراه بعينيه، ومتمنيا أن يحفظ الله الجيش والبلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان