أول تعليق من المصري الفائز في مسابقة نيكون: استغرقت سنة ونصف لالتقاط صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
الغربية- مروة شاهين:
ربما تستهويك مشاهد الحياة البرية، ثعبان ينفث سمه، أو مفترس يطارد فريسة حتى ينقض عليها، تشاهدها في ثواني أو دقائق لا تتجاوز أصابع يدك لكن تصوير تلك المشاهد بذلك الترتيب أو حتى التقاط صور لها يستغرق شهور أو سنوات، وهي قائمة على علم ومجهود وكثير من الصبر والدقة وأحيانا الحظ أيضًا.
إحدى تلك الصور التي رصدها الباحث "شريف عبدلله" كانت سببا في فوزه بالمركز الثاني عشر في مسابقة التصوير المجهري Nikon Small World 2023، بصورة لدبور الوقواق ذو اللون الأخضر الزمردي (Chrysididae) وهو يجلس على كتلة من الزهور الأرجوانية.
بحكم عمله كباحث في علم الحيوان عليه أن يرصد بنفسه ويصور ويدون ملاحظاته، لكن ما ميزه وجعله في قائمة الفائزين إنه أحب عمله وأصبح التصوير وسيلة وهواية لتحقيق الشغف وتحدي ذاته، لكشف الكثير من أسرار الحشرات والكائنات الصغيرة، بجانب تخصصه في تصوير الطيور.
يقول الباحث شريف عبدلله في حديثه لموقع "مصراوي" إنه تخرج من كلية العلوم جامعة الأزهر وتخصص في علم الحيوان وحصل على الماجستير من جامعة طنطا، وهو حاليا باحث في رسالة الدكتوره، مضيفا إنه بحكم عمله يهتم بتصوير الكائنات الحية التي يجري عليها البحث العلمي، بينما بدأ اهتمامه بتصوير الحياة البرية منذ عام 2016.
"بدأ شغفي بتصوير الحياة البرية وتعمقي فيها بعيدا عن مجال الدراسة كهواية منذ 8 سنوات تقريبا" يروي شريف كيف كانت البداية، وتابع "سافرت إلى عدة دول، رصدت الحياة برا وبحرا، توغلت في الغابات المفتوحة لتصوير الحيوانات والطيور والعديد من الحشرات، وفي البحار والمحيطات لتسجيل لحظات نادرة للكائنات البحرية.
تطور مهارات شريف عبدالله حتى أصبح متخصصا في التصوير المجهري الذي يبرز تفاصيل صغيرة لا ترى بالعين المجردة، ويقوم من خلالها الباحثون بتصنيف الحشرات والكائنات المختلفة التي تبرز تفاصيلها تلك الصور.
وأضاف إنه مدرج ضمن قائمة تضم عدد محدود من المتخصصين في التصوير المجهري الاحترافي بمصر، لافتا إلى أن العدد المحدود بتلك القائمة وراءه قلة الاهتمام بالتصوير المجهري بجانب نقص التقنيات المساعدة التي يطلبها التقاط تلك الصور، لذلك بات مضطرا إلى استخدام تقنيات بسيطة ولكن بطرق شاقة حتى يتمكن من التقاط الصور بالتفاصيل الكاملة.
واستكمل المصور المحترف شريف عبدلله أن التصوير المجهري يحتاج لاستخدام أنواع معينة من العدسات تساعد في ظهور تفاصيل صغيرة جدا بالصورة لا يمكن رؤيتها بالعين بالإضافة إلى صغر حجم الكائن أو الحشرة التي يتم تصويرها.
وكشف شريف أنه مهتم في رسالة الدكتوراه بأنواع من السموم يمكن استخدامها في علاج السرطانات، وكان يحتاج لصورة تفصيلة معينة من الثعابين، ليستنبط منها ما يحتاج من معلومات، واستغرق التقاط الصورة تقريبا سنة ونصف حتى تمكن من التقاطها لثعبان فمه مفتوح ويخرج سمه منه بطريقة معينه، ونجح في التقطها بنفس التقنية اليدوية.
وعن الصورة الفائزة في المسابقة تحدث شريف قائلا "الوقت الذي استغرقه في إلتقاط الصورة لا يمكن احتسابه" وعلق أنه لا يملك الأدوات التي تساعد في خروج الصورة بتلك الاحترافية، وكان لابد من استخدام تقنيات أخري للتصوير مع عدسة تقريبية يتم تقديرها مع حجم الحشرة والمسافة بينها والعدسة والإضاءة المستخدمة أيضًا.
ولكي تظهر الصورة بالتفاصيل الكاملة كان لابد من التركيز خلال التصوير على كل تفاصيل الحشرة وتحريك الكاميرا يدويا بثبات مع التقاط العديد الصور وتجميع كافة التفاصيل التي تخدم تصنيف تلك الحشرة في النهاية، وعقب: "كل ذلك يحتاج إلى جهد بدني وثبات وصبر"
وأضاف أن المعدات التي يستخدمها بعض المصورين خارج مصر يمكنها تخفيف الكثير من الجهد واختصار الوقت التي يستغرقه المصور المصري، لكن تلك المعدات والتقنيات المستخدمة تكلفتها مرتفعة للغاية وغير متوفرة في مصر.
وأضاف أنه شارك بالصورة في المسابقة العالمية هذا العام ضمن حوالي 2000 مشترك وتم اختياره ضمن 20 فائز وكان خبر فوزه مفاجأة كبيرة.
وأشار باحث الدكتوراه إنه يقوم بتصوير سلسلة من صور الطيور وتصوير الحشرات التي يستخدمها الباحثين في البحث العلمي، مع التقاط صور تساعد على تصنيف ووصف الحشرات ليتسنى للعلماء معرفة كيف يمكن الاستفادة منها.
فيديو قد يعجبك: