لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محام ومحاسب بدرجة عمال بناء.. رحلة عائلة "عبدالحميد" من الصعيد لبورسعيد تنتهي تحت الأنقاض

04:06 م الثلاثاء 21 نوفمبر 2023

عبد الحميد وأبنائه

بورسعيد - طارق الرفاعي:

"عبدالحميد" عامل بناء في محافظة سوهاج، من أسرة محدودة الدخل، رزقه الله بالطفلين "ياسين وعبد الرحمن"، ولضيق الحال ومع رغبته في مستقبل أفضل لأطفاله قرر البحث عن الرزق في محافظة أخرى فانتقل إلى بورسعيد تاركهما رفق زوجته وأسرته.

حرم "عبدالحميد" نفسه من كل شئ كان يحبه، كان يوفر من طعامه ويكتفي بوجبة واحدة ليوفر "حياة كريمة" لأسرته، حتى تحقق حلمه وتخرج "ياسين" صاحب الـ 21 عامًا من كلية التجارة قسم محاسبة، وسبقه الابن الأكبر "عبد الرحمن" 24 عامًا من كلية الحقوق، لكن مسيرته لم تتوقف وقرر الاستمرار في العمل حتى يقف ابنيه على قدميهما ويجدان وظيفة مناسبة تكفل لهما الحياة التي حلم بها طيلة حياته وضحى بشبابها من أجلها.

هنا ظهر أصل ومعدن أبنائه الطيب.. اللذان رفضا ترك والدهما والتخلي عنه، وقرر "عبد الرحمن" وشقيقه "ياسين" التخلي عن حلمهما لبعض الوقت في أن يعملا بمهنتي المحاماة والمحاسبة ويسافرا إلى بورسعيد لمساعدة والدهما في أعمال البناء.

أشهر قليلة مرت على خطواتهما الأولى في بورسعيد، ولم يكن يخطر ببال أحد أنها خطوات نحو النهاية، استقبلهما لحظتها والدهما بكل نظرة فخر واعتزاز بهما، رفض في البداية تلك الخطوة مطالبهما بالعمل بشهادتهما، ولكنهما نجحا في إقناعه أن مساعدته في البناء ستكون بجانب عملهما في المحاماة والمحاسبة وأنهما سيبحثان عن عمل في بورسعيد.

واصل الشقيقين عملهما في البناء بكل جد لمساعدة والدهما، دون أن يشتكيا يوما أو يملا، حتى جاء مساء يوم الأحد 19 نوفمبر 2023، حيث كان يجلس "عبد الحميد" مع أبنائه داخل عقار نطاق حي الشرق يعملوا على ترميمه، وكانوا يستعدون وقتها لمشاهدة مباراة منتخب مصر الأول لكرة القدم أمام نظيره منتخب سيراليون، مرت لحظات من اللهفة لبداية المباراة ومع صافرة الحكم في تمام الساعة السادسة مساء بدأوا يشعروا باهتزاز وبدء العقار في الانهيار.

أسرع "عبد الحميد" وابنيه في محاولة للهرب من الباب الخلفي للعقار، لكنهم فشلوا وانهار العقار فوقهم وهم ممسكون ببعضهم البعض، حيث عُثر عليهم في نفس المنطقة أسفل الأنقاض بعد 8 ساعات من البحث.

8 ساعات كان الصمت يسيطر على زملائهم من أفراد أسرتهم الذين كانوا متعلقون بأمل العثور عليهم أحياء، متسائلون:"نتصل على هواتفهم ولا يجيبون علينا، من المؤكد أن الهواتف لا يستطيعون الوصول إليها"، ولا يكسر هذا الصمت سوى صراخ وبكاء عدد من السيدات في موقع الحادث.

وفي تمام الساعة الثانية صباحا من يوم الاثنين كان قد انتهى رجال الشرطة والحماية المدنية وجهاز الإنقاذ والطوارئ بمحافظة بورسعيد، في انتشال 4 ضحايا بينهم "عبد الحميد" وأبنائه، لتنتهي رحلتهم من سوهاج إلى بورسعيد تحت أنقاض عقار منهار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان