"بائع سندوتشات بدرجة دكتوراه".. "عم أحمد" رحلة كفاح مع الدراسات العليا في بورسعيد - فيديو وصور

تقرير - طارق الرفاعي:

على ناصية أحد الشوارع الجانبية من شارع الثلاثيني الشهير بمحافظة بورسعيد، يقف دكتور أحمد شهدة، الحاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم قسم علوم البيئة من جامعة عين شمس، على "بترينة" زجاجية لعمل وبيع السندوتشات للمترددين على حي العرب الشعبي القديم.

بنبرة فخر ونظرة اعتزاز بمسيرته مع العلم والرزق الحلال، بدأ دكتور أحمد حديثه قائلًا: "عندي 59 عامًا، وحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وبدأت رحلتي مع العلم والتعلم من أجل أبنائي لكي أترك لهم مكانة علمية يفتخرون بها، فعقب تخرجي من المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، حصلت على دبلوم تربوي من جامعة بورسعيد، ثم تمهيدى ماجستير من جامعة المنصورة، وأنهيت رحلتي مع البحث العلمي بالحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم البيئة من جامعة عين شمس".

يرى "عم أحمد" أن السعي وراء العلم رسالة غير مرتبطة بمهنة أو عُمر معين أو مستوى معيشي أو حالة اجتماعية بل هو عقلية تدفعها رغبة للبحث عن الحقائق العلمية والعمل على إثباتها أو نفيها.

وتابع حديثه: "رفضت التدريس وفضلت بيع السندوتشات، حيث عُرض علي التدريس بالجامعة بنظام القطعة والحصول على أجر مقابل كل محاضرة، لكنني رفضت الأمر وقررت العمل في بيع السندوتشات، وبالفعل كانت هى المهنة التى ساعدتني كثيرا في تربية أبنائي، ولم أخجل يومًا منها فلقد كانت خير سند لي بجانب الوظيفة الحكومية، حتى أستطيع أن أربي أولادي الأربعة وأنا أعمل على هذه العربة منذ أكثر من 38 عامًا".

وعن روتين حياته اليومي :"أستيقظ من النوم فجرًا وأصلب ثم أتوكل على الله، وأذهب لتحضير السندوتشات من الساعة 5 صباحًا حتى الساعة 2 بعد الظهر، وأذهب إلى منزلى لتناول وجبة الغذاء، وبعدها أتوجه أنا وزوجتى إلى العمل كمصلحين اجتماعيين، فنحن من نقوم بتنفيذ أحكام الرؤية، وعندما يأتي إلينا الزوج والزوجة من أجل تنفيذ الرؤية، نقوم بتوعيتهم ونصحهم".

وأكد على أن زوجته هى شريكة كفاحه، وحصلت على الماجستير والدكتوراه معه في نفس التخصص وعينا أخصائيين اجتماعيين بمديرية الشباب والرياضة، لافتًا أن أبنائهما مؤهلات عليا، حيث حصل اثنان منهم على بكالوريوس الصيدلة والثالث على بكالوريوس تجارة إنجليزي والرابع في كلية تربية رياضية".

واختتم حديثه قائلًا:"الشغل ليس عيبا المهم أنه يكون عمل حلال علشان ربنا فيه ويزيد والعمل عبادة".