إيد بإيد.. ملحمة الأهالي مع الحماية المدنية لإخماد حريق مصنع الملابس في السويس - صور

السويس - حسام الدين أحمد:

رغم خطورة الموقف وامتداد ألسنة اللهب التي تتلاعب بها الرياح، إلا أن أهالي حي الأربعين في السويس ضربوا نموذجا في البسالة والعزيمة لمكافحة الحريق الذي اندلع في مصنع للملابس الجاهزة وسط منازل السويس.

مع تصاعد ألسنة اللهب هرول الأهالي لدخول المصنع لإخراج العاملين، إلا أن الأدخنة الكثيف المتصاعدة من المخازن منعتهم من ذلك.

وصل رجال الدفاع المدني وتتابعت سيارات الإطفاء على موقع الحريق، وفرضت الشرطة طوقًا أمنيًا في محيط المصنع الذي نشبت فيه النيران، إلا أن ذلك لم يمنع الأهالي من مد يد العون وتقديم المساعدة معنويا وبدنيا لدعم جهود إخماد الحريق.

"الله اكبر.. الله اكبر".. على التكبيرات اجتمع الأهالي، بعدها تسابق الشباب والرجال في حمل خراطيم المياه الثقيلة ومدها مع رجال الأمن الصناعي بشركات البترول المشاركة لدفع المياه إلى داخل المصنع.

قدم بعضهم زجاجات المياه للمشاركين في إخماد الحريق، فالرياح كما تنقل النيران تجمع الدخان من فوقها ثم تفرقه تارة أخرى على المتواجدين خارج المصنع وفي مقدمتهم رجال الإطفاء.

لم يكتف الأهالي بذلك، بل تطوع منهم من لديه خبره من عمله بالتعامل مع الحرائق وامسك بمدفع المياه وثبته بجسده، ممسكًا به على سور المصنع يسلط فوهة المياه شديدة الدفع تجاه النيران لإخمادها.

صورة جديدة للبطولة قدمها أهالي الأربعين وهم يحمون مدينتهم وبيوتهم من النيران التي قاربت أن تأكلها المياه وتخمد داخل المصنع.

وأسفر الحريق عن إصابة 10 عاملين، باختناق بينهم عامل مصاب بحروق من الدرجة الثانية، وقال الدكتور إسماعيل الحفناوي وكيل وزارة الصحة إن جميع المصابين حالتهم مستقرة وليس بينهم إصابات خطرة.

وكان مرفق إسعاف السويس تلقى بلاغا يفيد بالحريق ودفع مرفق الإسعاف 15 سيارة لموقع المصنع، لتقديم التأمين الطبي ونقل المصابين إلى المستشفى.

وانتقل اللواء عبد الرحمن هريدي مدير أمن السويس يرافقه اللواء أيمن عبد الحميد مساعد مدير الأمن، وقاد مدير الأمن جهود مكافحة الحريق وتمكنت عناصر الأمن من إخلاء المصنع من العاملين بالتنسيق مع رجال الاسعاف.

ووجه اللواء عبدالمجيد صقر محافظ السويس قيادات الجهاز التنفيذى برئاسة خالد سعداوي السكرتير العام واللواء هشام الشيمى رئيس حي الأربعين ب لمقر الحريق واستخدام كافة أجهزة المحافظة وتفعيل إدارة الأزمات.

قال شهود عيان من العاملين بالمصنع إن النيران نشبت بأحد المخازن المجاورة للسور ومع الرياح الشديدة انتقلت للورش والمخازن الأخرى بباقي المصنع، وساعدت قصاصات الملابس بمخزن الهالك في انتشار النيران.