أرملة منذ 23 عامًا.. قصة كفاح الحاجة فيروز الأم المثالية في جنوب سيناء - صور

جنوب سيناء - رضا السيد:

أعربت الحاصلة على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة جنوب سيناء، عن سعادتها بحصولها على هذا اللقب، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع ذلك، خاصة أن أبنائها قدموا لها في المسابقة العام الماضي ولم يحالفها الحظ.

فيروز السيد رمضان حسين، تقيم بمنطقة العصلة بمدينة دهب، تبلغ من العمر 56 عامًا، تعمل مديرة مكتب التربية الاجتماعية بالإدارة التعليمية بمدينة دهب، أرملة منذ 23 عامًا، وكافحت لتربية أبنائها والخروج بهم إلى بر الأمان ليتخرجوا جميعًا من الكليات الجامعية.

أوضحت "فيروز"، أنها ولدت وتربت بأسرة ريفية بمحافظة الدقهلية، وهي الابنة الكبرى لأبويها، وأصر الأب على تعليمها، وسعى لتوظيفها خوفًا عليها من المستقبل، قائلة "قصة كفاحي بدأت مبكرًا قبل زواجي، حيث أنني كنت وصية أخواتي البنات "بنتين" بعد وفاة والدي ثم وفاة والدتي بعده بشهرين، وتحملت مسئولية إخوتي بشكل كامل.

وتابعت: "تزوجت وعشت مع زوجي رجب مصطفى عبد الغني يعمل مدرس، وانتقلت معه إلى مدينة دهب للعيش فيها، وكان لدينا طفلين فقط، وكنا نسكن في غرفة وحمام مشترك لمدة 3 سنوات، ثم بعت ذهبي لنشتري منزل من البوص، سكنا به لعدة سنوات، وكافحنا لبناء المنزل، ثم رزقنا الله بطفلين ليصبح لدينا 4 أطفال"، مشيرة إلى أنه كانت تقوم بصناعة الطوب مع زوجها لبناء المنزل.

وأوضحت أن زوجها أصيب بفشل حاد في الجهاز التنفسي، وأنفقت كل ما يملكون على علاجه، وبعد 10 سنوات من الإقامة بمدينة دهب توفي زوجها بعد رحلة علاج استمرت لمدة عام، وكان عمري لا يتجاوز 33 عامًا، وأصبحت وصية على 4 أطفال الكبرى ألاء وكان عمرها لا يتجاوز 15 عامًا، والسيد كان عمره لا يتجاوز 12 عامًا، ومحمد كان عمره لا يتجاوز6 سنوات، والصغرى كان عمرها 3 سنوات"، ورفضت الزواج وتحملت مسئولية أبنائها.

وأشارت إلى أنها بحثت عن مصدر لتحسين دخل الأسرة الاقتصادي ولكن دون جدوى، فاضطرت إلى تأجير جزء من بيتها، لتنفق على تعليم أبنائها، وسعت لتسخير كافة الإمكانيات حتى تخرجت الابنة الكبرى ألاء من كلية العلوم ، وتعمل أخصائي أشعة بمستشفى هب، والابن الثاني السيد، تخرج من كلية الطب تخصص جراحة مخ ويعمل معيد بكلية الطب جامعة الأزهر، والابن الثالث محمد تخرج من كلية التجارة ويعمل محاسب في أحد المستشفيات الخاصة، والابنة الصغرى فيروز تخرجت من كلية التجارة "إنجليزي".

أضافت أن ابنها السيد، هو من فكر في التقديم في مسابقة الأم المثالية، ولكنها كانت تفقد الأمل في الحصول على لقب الأم "المثالية على مستوى المحافظة" لكونها لم تحصل عليه العام الماضي، ولكن ابنها أصر أن يقدم لها هذا العام، وكرمها الله بهذا اللقب، قائلة "أعتز كثيرًا بلقب الأم المثالية، وأشعر بأن الله كلل جهدي ورحلة شقائي مع أخواتي وأبنائي بلقب لم أكن أحلم به".

ووجه أبناء الحاجة "فيروز" التهنئة لوالدتهم، معربين عن فرحتهم بأن الله كافأها على تعبها معهم.