محمود انتصر في الجولة الأولى.. قصة دكتور جامعة الأزهر مع سرطان العظام - صور

الغربية - مروة شاهين:
تمسك بالحياة رغم شبح الموت الذي يتراقص أمام عينيه صباح كل يوم، إذ يعلم الدكتور محمود وهبة، أكثر من غيره في ذلك المستشفى أين تقوده إحصائيات النجاة من مرض السرطان الذي ضرب عظامه قبل شهور.
لكن ضوء في نهاية نفق مظلم طمأن قلبه، وأنار روحه فأتم رسالة الدكتوراه في علم الإحصاء، وهو على سرير المرض داخل مستشفى سيد جلال، وتحولت غرفته التي تملأها العقاقير وتُصفر فيها أجهزة مراقبة مؤشراته الحيوية، إلى منصة لمناقشة رسالة دكتوراه أجازتها اللجنة وأقرت حصوله على درجة الدكتوراه.
يقطع طبيب المشهد الاحتفالي ليذكر محمود - وهو لا ينسى - بميعاد جرعة علاج، لا يعلم متى تنتهي ولا مصير رحلة علاجه، لكن عقيدة التفاؤل تدفعه للاستمرار والسعي، ربما تحدث معجزة ويستجيب جسده المريض للعلاج بنسبة أكبر، ربما ينتصر في حربه على المرض، ويتبع سيرا على قدميه مرة أخرى ذلك الضوء في النفق المعتم.
الدكتور محمود وهبة، مدرس مساعد في كلية التجارة بجامعة الأزهر بالقاهرة، ابن منطقة الكفور القبلية بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، خرج من أسرة بسيطة ولديه شقيق واحد يدعى محمد وهبة يعمل إمام وخطيب.
رغم معاناته مع المرض كلما التقت أنفاسه أثناء تواجده داخل المستشفى سعي إلى الانتهاء من رسالة الدكتوراه التي كان يعدها قبل دخوله للمستشفي، بمساعدة شقيقه، حتى تمكن من الانتهاء منها، وتقدم بطلب المناقشة، ولكن ظروفه الصحية كانت لا تسمح له بالخروج من المستشفى.
مفاجأة الدكتور محمود، كانت بموافقة مجلس الكلية على الطلب المقدم منه لمناقشة رسالته داخل المستشفى، وبدأت الاستعدادات الخاصة بالمناقشة في حضور عائلته و أصدقاءه ولفيف من الدكاترة في كلية التجارة بجامعة الأزهر ومدير المستشفي.
يقول محمد وهدان، أحد سكان منطقة الكفور القبلية، إن الدكتور محمود مشهود له بالاخلاق والسيرة الطيبة، وعلى الرغم من المرات القليلة التي يظهر بها ولكن الابتسامة لا تفارق وجه أبدا ويبدأ دائما بالسلام على كل من مر عليه، مشيراً إلى أنه تحمل المرض منذ فترة كبيرة ورغم ذلك حقق نجاحاً كبير وحتي وصل إلي مدرس مساعد بكلية التجارة.
وأضاف أنه منذ يناير الماضي وتدهورت حالته الصحية وأصبح يمكث بالمستشفى برفقة أسرته ويقوم أهل المنطقة بالاطمئنان لما تتمتع به الأسرة من مودة وسيرة طيبة في المنطقة.
رسالة الدكتور محمود وهبة ناقشها: عميد الكلية الدكتور عادل ممدوح غريب ومدير الكلية يسري رشدي الصواف ولجنة المناقشة والحكم، والدكتور عبد الحميد محمد ربيع غيضان- عميد الكلية الأسبق مشرف ورئيس اللجنة،و الدكتور محمد الدسوقي حبيب- وكيل الكلية الأسبق عضو من الداخل،و الدكتور السيد أحمد الشربيني- وكيل كلية الدراسات والبحوث الإحصائية السابق عضو من الخارج.
كما حضور لفيف من أعضاء هيئة التدريس بكلية التجارة بنين جامعة الأزهر، وبعد أن اجتمع مجلس الكلية وبموافقة الجامعة على إجراء مناقشة رسالة الدكتوراه في المستشفى المقيم بها الباحث.
وناقشت اللجنة الرسالة المقدمة من الباحث وتم منحه رسالة الدكتوراة في الإحصاء، وأشاد الحضور بالإجماع بدوره الفعال خلال الفترة الماضية وما قدمه من مجهود كبير ومتميز في العملية التعليمية، سائلين المولى عز وجل أن يمن عليه بالشفاء العاجل وأن يعينه علي المزيد من التوفيق والترقي.