إعلان

حين مسح الأستاذ حذاء تلميذه.. موقف نادر للشيخ عبد الله كامل يرويه صديقه بعد الوفاة

11:52 م الخميس 27 أبريل 2023

الفيوم – حسين فتحي:

فاجعة ألمت بمحبي الشيخ عبد الله كامل ابن قرية المشرك في محافظة الفيوم، والذى وافته المنية بولاية نيوجيرسى بالولايات المتحدة الامريكية، أثناء رحلة دينية لإحياء ليالى شهر رمضان بأحد المراكز الإسلامية بالولاية " التوحيد"، حيث كان يؤم المصلين خلال صلاة التراويح والتهجد.

يقول الدكتور إيهاب المقرانى الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الفيوم: "أول لقاء لي به حين كان يستعد للتخرج في السنة الرابعة في كلية دار العلوم بالفيوم (الدراسات العربية والإسلامية) وكانت الكلية أقامت حفلا بمناسبة انتهاء العام الدراسي وختام الأنشطة الطلابية وجاء موعد الفقرة التي يقدمها والتي تتنوع بين قراءة القرآن على وجه لم يسبق لقارئ قط وأداء التواشيح بطريقة لم تتحقق لمؤد قط وكتابة الشعر بإحكام لم يتيسر لشاعر قط".

وتابع: "خرج معه أستاذنا المرحوم أبو القاسم رشوان الذي أصر حينها أن يقف قبالته ويحرك يديه مع كل تحول بين القرآن والتواشيح والشعر على طريقة المايسترو الذي يقود الأوركسترا، ورأيتني مع كل انتقال له أهيم شجنا وطربا، ثم حولت عيني بين الحاضرين الذين اكتظت بهم قاعة الاحتفالات فرأيتهم يتمايلون ويطربون كما لم يطربوا من قبل.

الطالب النابغة تخرج فى كلية دار العلوم عام 2006 وذاع صيته في أركان الأرض قارئا لكتاب الله على وجه فريد لم يتحقق لقارئ غيره بعد أن حصد الجائزة الأولى في المسابقة العالمية (المزمار الذهبي) التي جرت تصفياتها في مكة المكرمة وبعدما أذهل لجنة التحكيم حين أبكاهم وأضحكهم في مجلس واحد.

أضاف الدكتور المقراني: أحد أصدقائي طرح على مسامعي سؤالا طريفا، هل رأيت من قبل أستاذا ينظف حذاء تلميذه؟ فقلت لا فقال أنا رأيت أستاذنا الكريم الدكتور ياسر حشيش ينظف حذاء تلميذه الطالب عبد الله كامل عندما وجد الحذاء أمام مصلى الكلية بعد أن أديا معا صلاة الظهر فالتقط الأستاذ حذاء تلميذه وأزال ما علق به من تراب الطريق؛ فقلت لا يرد هذا الفعل إلا من أستاذ له أخلاق نادرة بحق طالب نادر فكلاهما يمثل شخصا استثنائيا قل أن يجود الزمان بمثله ..

وأوضح: حمل الشيخ عبد الله كامل القارئ الفذ مهمة الذود عن رسالة التوحيد على كاهله فتنقل بين دول العالم المختلفة يقرأ كتاب الله يستدفئ بنوره الموحدون على الثغور وهو الذي كان يستطيع، يصبح مليارديرا في سنوات قلائل، ولا تثريب عليه أن يرتزق بقراءة القرآن كما ارتزق غيره، لكنه أبي تورعا وترفعا وجرد قريحته الشعرية لنصرة التوحيد فذهب شعره كله في غرض واحد ومثال ذلك أنه عندما هاله هجوم الملحدين والمنافقين على اللافتات التي يضعها أصحاب المحال التجارية وتحمل عبارة (هل صليت اليوم على الرسول صلى الله عليه وسلم؟) فكتب وأنشد قصيدته الذائعة (هل صليت اليوم عليه؟) وهي القصيدة التي ذاعت في الٱفاق وتناقلها الموحدون في كل الدنيا ...

وأكمل المقرانى: آخر عهدي به أن التقيته في جنازة أستاذنا الحبيب الدكتور علي عبد التواب الشيخ فسلمت عليه سلاما حارا وسألته عسى أن يكون اللقاء قريبا.

وتابع: في صبيحة هذا اليوم فجعت بخبر رحيله المفاجئ دون سابق إنذار، وها أنا ذا أنعي تلميذي وصديقي وشيخي الحبيب الغالي القارئ الفذ والشاعر الملهم والمنشد المتفرد عبد الله كامل.

واختتم: رحلت أيها الحبيب الغالي وأنت في جهادك لنشر كلمة التوحيد، وغادرت بيتك وزوجك وأهلك نصرة لدين الله فشاءت إرادة الله أن تلبي نداءه في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أممت الناس للصلاة في شهر رمضان الكريم وختمت أعمالك بما نظن أنه أشرفها فإلى رحمة الله الواسعة وأسألك ياعبد الله أن تبعث بالسلام إلى أساتذتنا الأجلاء في دار البقاء الدكتور علي عبد التواب الشيخ والدكتور ياسر حشيش والدكتور أبو القاسم رشوان، والله أسأل أن يكون اللقاء بيننا على حوض نبيه الكريم وأن يجمعنا بمن نحب كي نشرب من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان