يغوص ويلتقط صور معها.. ناشط بيئي يروي قصته مع أسماك القرش (فيديو وصور)
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
السويس - حسام الدين أحمد:
مؤكد عزيزي القارئ أنك تابعت الأخبار عن هجوم سمكة قرش على سائح بالغردقة، ربما شاهدت فيديو الحادث، أو اكتفيت بمشاهدة التعليقات، قد تكون تعرفت على إرشادات التعامل مع الهجمات، سواء قابلتها بالخوف أو السخرية لكن تتفق معي أن مجرد التفكير في تجربة السباحة مع القروش أمر مخيف.
هشام سمير ناشط بيئي بالسويس، أنت لا تعرفه لكن رأيت الآن صورته قبل قراءة تلك السطور، سيخبرك كيف استمتع بالغوص معها في رحلة لا تخلو من الحذر والخوف حتى وإن بدت مسالمة، وهو يدرك أن حيوانات بحرية أصغر بكثير من القرش تمثل خطرا أكبر على حياتك إن لمستك دون أن تفتح فمها.
يوثق للحياة البحرية
قبل سنوات بدأ هشام سمير توثيق الحياة البرية في السويس، يسجل هجرة الطيور في بلد الغريب وعلى طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر، وانتقل من البر إلى البحر ليرصد حركة الأسماك بين الشعاب المرجانية وتنوعها، ثم مؤخرا يغوص مع القروش في البحر الأحمر وخارج مصر، يصفها بانها كائن هادئ، ولكن يجب الحذر منه.
يقول هشام سمير إن أسماك القرش لا تتعمد مهاجمة الغواصين أو السباحين واللحم البشري ليس ضمن قائمة طعامها، لكن حركة المصطافين تصدر ذبذبات مثل كلب البحر أو الفقمة أو عروس البحر، فتحاول القروش مهاجمته لان تلك الحيوانات ضمن قائمة طعامه.
الغوص مع مفترسات آلفا
"قبل أول مرة أغطس في منطقة القروش مدرب الغوص عرفنا بعض المعلومات المهمة والنصائح عن تعامل القرش نفسه مع الفريسة بهدف تجنب أي هجوم" يقول هشام ويوضح انه من المهم معرفة كيف يفكر القرش عند الهجوم قبل الغوص معه في تجربة فريدة من نوعها حيث يلتقي الانسان مع واحد من أكثر الكائنات البحرية شراسة خلال رحلة سياحية بيئية.
أشار سمير إلى أنه تعرف من مدربي الغوص في البحر الأحمر وخارج مصر في جزر المالديف على عدة معلومات مهمة للغوص بأمان مع القروش أبرزها، أن أسماك القرش في البيئة البحرية تصنف بانها مفترس ألفا فهي على قمة الهرم الغذائي، مثل الأسود والذئاب والتماسيح في الحياة البرية تأكل وتهاجم ونادرا ما تكون هي نفسها فريسة تؤكل من مفترس آخر.
هل تستجيب للضرب؟
وتابع أن بسبب طبيعة المفترس ألفا فإن أي حيوان يدخل في بيئته هو بالنسبة له وجبة محتملة حتى وإن كان غريبا على عالم البحار، كما أن ذلك المفترس صياد انتهازي يفضل الفريسة السهلة، لكنه لا يهاجم فجأة بل يفحص فريسته ليعرف أسلحتها الدفاعية، والانسان بهيئته التي تراها القروش كائن لا يملك فك قوي أو زعانف جانبيه كبيرة أو زيل قوي يضرب به عند الهجوم عليه مثلما تتصدي لها الفرائس الأخرى.
واستطرد أن مدربي الغوص كانوا ينصحوا الغواصين بلكم وضرب القرش في مقدمة الرأس أو دفعه بعنف، حين يقترب منه أو يلتف حوله حتى وإن كان من الأنواع المصنفة بانها مسالمه، ذلك الفعل لا يؤلمه بقوة ولكن يفهم منه القرش أن من يهاجمه ليس فريسة سهله، هو ند له فيترك الغواص وينصرف للبحث عن وجبة أخرى، هو لا يريد فرائس تستنزف طاقته في الهجوم بل يريد فريسة سهله.
وتابع أن القروش أكبر مفترس للأسماك الكبيرة والحيتان النافقة، تلك الجثث الغارقة الطافية بالنسبة لها لحم وهنا تؤدي واحد من أهم أدوارها في البيئة البحرية بحفظ التوزان والتخلص من النفايات البيولوجية.
الأكثر خطورة
أكد هشام أنه بالرغم أن القرش هو المفترس الأشهر هناك أنواع غير مفترسة يجب الحظر منها، بعضها أكثر خطورة من القرش، لا سيما انها تبدو مسالمة مثل السلاحف البحرية، حساب حركة فكيها ربما يحمي الغواص من بتر أصابعه أو أطراف يده، فضلا عن الأسماك الصغيرة مثل سمكة الديك بأشواكها السامة والتي ينجذب لها الغواصين بسبب شكلها الرائع وألوانها الزاهية، وسمكة "ستون ووش" وهي سمكة تشبه الحجر تخرج فجأة من بين الصخور والشُعب المرجانية ولديها نتوءات شوكية حادة للغاية تغطي جسمها يمكن أن تتسبب في جروح غائرة للغواص إن لمسته ودون أن تفتح فمها.
البحر ليس مرحاضا
"البحر مش دورة مياه، رائحة البول مثل الدم تجذب القروش من مسافات بعيدة" يقول هشام إن مدربي الغوص في رحلات السياحة البيئية مع القروش كانوا يحذرون الغواصين من التبول في المياه لان رائحة البول نفاذه وتستفز القروش مثل الدماء وتجذبها من مسافات بعيدة، وتجعلها تتصرف بعنف وتزيد من احتمال هجومها.
وأضاف أن الحلي اللامعة باختلاف نوع المعدن، والعطور ومزيل العرق، تستفز القروش أيضا، ويدفعها ذلك للاقتراب من الغواص، ولا يجب على المصاب بجروح طفيفة أو الحائض نزول أي منطقة تشهد تردد القروش، او الغوص بمنطقة مفتوحة سواء منفردا أو مع مجموعة، مع الابتعاد عن أية منطقة لا يرى فيها الغواص أمامه مسافة كبيرة بمستوى افقي.
وأكد سمير أن سلوكيات بعض القائمين على لنشات النزهة واليخوت السياحية يحاولون جذب أسماك القرش لتحقيق رغبة نزلاء اللانش تحقق له عائد مادي، وذلك عن طريق إلقاء أسماك كبيرة نافقة، خاصة سمكة "البلاميطة" فهي من الطعوم "الزفره" وتحتوي على دماء كثيرة وتجذب القروش بسرعة، ونظرا لنقص المخزون السمكي بعد انتهاء موسم الصيد وتزامن ذلك مع وضع اناث القرش صغارها تستفز السمكة وتبحث بجنون عن ذلك الطعام، وبمرور الوقت يتغير سلوكها.
مياه ضحلة
أكد هشام سمير أن أسماك القرش المصنفة بانها مفترسة مثل قرش النمر والقرش الأبيض وقرش المطرقة والماكو، لا تصل إلى المناطق الضحلة مثل التي شهدت حادث الهجوم على السائح، وقليلا ما تفضل وضع صغارها قرب الشاطئ حيث تلد أسماك القرش مثل الثدييات، مع ذلك تحاول المغادرة سريعا لان تلك الرحلة تشكل خطرا عليها، لا تتنفس بشكل جيد في المياه الضحلة ولا تستطيع السباحة جيدا للوصول للمناطق العميقة بيئتها المفضلة التي تتحمل وزنها.
سياحة القروش في مصر
يقول الناشط البيئي التنوع البيئي في البحر الأحمر وانتشار عدة أنواع من أسماك القرش أغلبها وديع ومسالم، جعلها قبلة الباحثين والهواه الراغبين في التعرف على ذلك الكائن البحري عن قرب، حيث يقبل عليها أفواج من السائحين الأوربيين، خاصة الألمان والايطاليين والفرنسيين والبريطانيين.
وأكد أن مناطق أكثر المناطق التي تشهد تجمعات لانواع متعددة من أسماك القرش فهي منطقة الفنستون القريبة من مرسى علم، ومحمية رأس محمد بشرم الشيخ، والجزر مثل جزر الأخوين قبالة مدينة الُقصير بالبحر الأحمر، مقصد للسائحين سواء الأجانب أو المصريين، لافتا أنه غاص بها عدة مرات شاركه أبنه الأكبر أحمد غطسه من القروش برأس محمد.
وعن الصور المرفقة له مع القروش، فيقول سمير أنها لقروش من نوع "نيرش شارك" وهو قرش مصنف أنه مسالم والتقطها له غواص خلال زيارته لجزر المالديف، وسواء كان القرش مسالم أو مصنف أنه مفترس فإرشادات التعامل مع القروش واحدة لان حتى المسالم يمكن أن يتحول إلى مفترس إذا حدث ما يثيره تحت الماء كمحاولة الإمساك بالسمكة أو شد زعانفها فهي تعتبر ذلك هجوم عليها.
يؤكد الناشط البيئي أنه رغم السمعة السيئة التي الصقت بسمكة القرش بسبب هجماتها، لكن نسبتها ضئيلة ووجود القروش ضروري للحفاظ على التوزان في البيئة البحرية، ويمكن تعظيم الاستفادة منها من خلال رحلات السياحة البيئية.
ووثق سمير عبر مقطع فيديو على صفحته تجربة الغوص مع القروش.
لمشاهدة الفيديو: (اضغط هنا)
فيديو قد يعجبك: