رغم العاصفة دانيال.. "محمد" يخوض أول مغامرة غوص لذوي الهمم بين الآثار الغارقة بالإسكندرية- صور

الإسكندرية - محمد البدري:

ربما تصور من لم يعلم عن قدرتهم شيئًا أن الكرسي المتحرك قد أعاق حركتهم أوقلل من عزيمتهم، إلا أن التجربة وحدها كانت كفيلة أن تثبت العكس لتظهر أشخاصا قادرين على منافسة الأصحاء جسديا.

ذلك ما أظهره المهندس بحري محمد حافظ، صاحب أول تجربة غوص لذوي الهمم فئة الإعاقة الحركية بمياه الأثار الغارقة بالإسكندرية، والذي انطلق بكرسيه المتحرك لخوض مغامرة مختلفة بين كنوز الآثار الغارقة متحررا من قيود الإعاقة، في فعالية نظمتها الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بالإسكندرية التابعة لوزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع الإدارة المركزية للآثار الغارقة.

ذلك الشاب المصري الذي وصل إلى أعماق البحر المتوسط بموقع منارة فاروس القديمة الغارقة بجوار قلعة قايتباي الأثرية، هو مهندس بحري أصيب منذ سنوات في حادث عمل أدى إلى إعاقة حركية، وأبى أن يستسلم للكرسي المتحرك فاختار أن يخوض أول تجربة لغوص ذوي الهمم بين الآثار الغارقة في وقت تزامن مع دخول العاصفة دانيال مصر والتي لم تغير من استقرار البحر رغم تأثيرها الجوي.

صاحب أول غطسة يروى تجربته الفريدة

وروى المهندس بحري محمد حافظ، صاحب أول تجربة غوص لذوي الهمم فئة الإعاقة الحركية بمنطقة الأثار الغارقة بالإسكندرية، أنه كان أصيب في ااعمل منذ 8 سنوات في حادث نتج عنه كدمة في الحبل الشوكي وكسر في فقرات الظهر، جعلته من أصحاب الإعاقات الحركية.

وأضاف حافظ أنه رغم الإصابة إلا أن حلمه رافقه في حب المغامرة وخوض تجارب جديدة ليخوض إحدى رحلات الغوص في مدينة شرم الشيخ من عمق 8 إلى 12 مترا، ويقرر أن تكون أحدث رحلات الغوص له في أهم موقع للآثار الغارقة بالإسكندرية.

وقال المهندس الشاب إنه يشعر بالسعادة والفخر لإتمام أحدث رحلات الغوص له، ورفع علم مصر في أهم مواقع الغوص عالميا بين أحضان تاريخ الأثار الغارقة في قاع بحر عروس البحر المتوسط، بمرافقة المهندس محمد حافظ في الغوص الدكتور هاني عز الدين كبير باحثين في الإدارة المركزية للآثار الغارقة.

الغوض لم يعد حكرا على الأصحاء

وقالت الدكتورة أمل العرجاوي، مدير عام مكاتب هيئة التنشيط السياحي بالإسكندرية التابع لوزارة السياحة والآثار، إن تلك المغامرات والأنشطة السياحية لم تعد حكرا فقط على الأصحاء جسديا، وحان الوقت لنعطي كل من هم "قادرون باختلاف" الفرصة لخوض تجربة جديدة لحياتهم تحقق الدمج المجتمعي.

وأضافت أن تنظيم رحلة الغوص تأتي في إطار مجموعة احتفالات هيئة تنشيط السياحة بيوم السياحة العالمي، وتابعت "نشعر بالفخر أننا للمرة الأولى في الإسكندرية يتم تنظيم رحلة غوص لمهندس شاب سكندري وأحد أبناءنا من ذوي الإعاقة الحركية، وذلك بالتعاون مع الإدارة المركزية للآثار الغارقة لخوض مغامرة مختلفة إلى موقع الأثار الغارقة بأعماق البحار لمشاهدة جانب تاريخي هام لمدينة الإسكندرية".

وأشارت مدير مكاتب التنشيط السياحي إلى أن دعم متحدي الإعاقة وأصحاب الإرادة القوية من أجل تحقيق إنجاز مختلف، يوجه رسالة للجميع أن الدولة المصرية ووزارة السياحة والآثار لديهم إهتمام بجميع فئات المجتمع واهتمام خاص بالفئات من ذوي القدرات الخاصة وعلينا دعمهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم.

مدير الآثار الغارقة: لدينا متحف مفتوح مليء بالكنوز

من جانبه قال الدكتور إسلام سليم رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، إن تجديد الخريطة السياحية السكندرية أمر هام لمزيد من فرص التنشيط السياحي، والإسكندرية محظوظة بمواقع الآثار الغارقة المستقرة في قاع بحرها المتوسط سواء في منطقة أبي قير أو في الميناء الشرقي، وهي مقصد سياحي هام لزائري المدينة من الرحلات الداخلية والخارجية.

وتابع رئيس الإدارة المركزية للأثار الغارقة، أن موقع الأثار الغارقة في الإسكندرية بمثابة متحف مفتوح مليء بالقطع الاثرية الفريدة والتي مازالت محتفظة بهيئتها على الرغم من مرور سنوات طويلة على غمرها بالمياه، و هذا دورنا أن نشجع كل من يرغب في تشجيع سياحة بلادنا والتجديد في أنماط السياحة السكندرية.