لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

للمرة الأولى منذ 155 عامًا.. توقف مصانع أبو قرقاص بالمنيا عن إنتاج السكر من القصب

02:36 م السبت 13 يناير 2024

المنيا- جمال محمد:

للمرة الأولى منذ إنشاء مصنع سكر أبو قرقاص ووُضعت لبناته وصوامعه عام 1869 ليستقبل القصب، يتوقف المصنع عن عصير المحصول، وتغيب معه مشاهد قطارات الديكوفيل التي تطوف القرى والنجوع ويهتف حولها الأطفال، وتختفي أدخنة عصير السكر التي تشُمها على مسافة كيلومترات فور دخولك للمدينة، ويغيب كذلك مشهد اصطفاف السيارات النقل المحملة بالمحصول، في انتظار توريده للمصنع الذي بلغ عمره هذا العام 155 عامًا.

وفي بيان للديوان العام أعلنت محافظة المنيا توريد شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية بالمنيا، "مصانع سكر أبو قرقاص الجديدة"، محصول القصب المتعاقدة عليه إلى مصانع سكر جرجا بمحافظة سوهاج، وذلك بدءًا من الإثنين المقبل مع تحملها كافة مصاريف النقل، وذلك بسبب انخفاض كميات القصب المتعاقد عليها عن ما يحتاجه المصنع للتشغيل بكامل طاقته.

وقال مصدر في مصنع سكر أبو قرقاص، إن إدارة الشركة التكاملية للسكر فوجئت هذا العام بانخفاض كمية المحصول المتعاقد عليها بشكل غير مسبوق، ووصلت الكميات المتعاقد عليها نحو 6 آلاف طن فقط، وهو محصول 160 فدان تقريبًا ، ولا تكفي لتشغيل المصنع لنحو أسبوع كامل.

أضاف المصدر لـ"مصراوي" أن المصنع كان يستهدف كل عام توريد 300 ألف طن قصب في الموسم الواحد، لينتج ما لا يقل عن 30 ألف طن سكر، ولكن أسعار السوق الموازية هذا العام من قبل المزارعين والتجار كانت كبيرة أسوة بالأسعار التي حددتها الحكومة لتوريد القصب لمصانعها، مشيرًا إلى أنه رغم زيادة سعر توريد القصب 500 جنيه للطن عن العام الماضي، وأصبح سعر التوريد 1500 جنيه بدلا من 1000 جنيه عن العام الماضي، ولكن المزارعون اتجهوا إلى تجار "العوادي" الذين يقومون بشراء المحصول منهم بأسعار تتجاوز الـ 2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، وبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير.

وأعرب المسؤول عن استيائه من توقف خطوط الإنتاج للمرة الأولى منذ إنشاء المصنع في ثمانينات القرن قبل الماضي، عن عصير القصب، والاكتفاء بانتظار وعصر البنجر والذي ينجح المصنع منه نحو مليون طن سنويًا.

من جهته قال الدكتور عمر صفوت وكيل وزارة الزراعة بالمنيا لـ مصراوي، إن المحافظة زرعت نحو 31 ألف فدان قصب في الموسم الأخير، و الإشكالية القائمة ليست أزمة زراعة، ولكنها أزمة توريد للمصنع، بعد أن اتجه المزارعون للتجار لتحقيق مكاسب تكاد تكون مضاعفة بالنسبة لهم.

وأشار صفوت إلى أن الفرق في السعر ليس الميزة الوحيدة التي تدفع المزارعين للجوء إلى التجار، ولكن التاجر يقوم بأخذ الحصة من المزارع دون تكليفه أي مصاريف ويتحمل هو سيارات النقل، متمنيًا عدم تكرار الأزمة مرة أخرى.

ولفت وكيل وزارة الزراعة إلى أن محصول البنجر من أهم المحاصيل في المحافظة والتي تشغل مصنع أبوقرقاص لإنتاج السكر بكميات كبيرة، مشيرًا إلى أن المحافظة تزرع حاليًا نحو 62 ألف فدان بنجر، وينتج الفدان الواحد من 35 إلى 40 طنا من المحصول.

وكان "مصراوي" قضى يوماً داخل مصنع سكر أبو قرقاص، والذي يعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 115 ألف طن في الموسم الواحد خلال موسمي عصير القصب والبنجر، منها 40 ألف طن سكر خلال موسم عصير القصب، و75 ألف طن خلال موسم عصير البنجر، ويغطي ذلك حوالي 34% تقريبًا من إجمالي إنتاج مصر من السكر، إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى، التي يتم استخراجها من عصير قصب السكر، ما بين الكحول النقي، والعلف حيواني، وغيرها.

ويستهدف المصنع نحو 6 آلاف طن قصب / يوم، وإجمالي الكمية التي يتم عصرها سنويا 350 ألف طن قصب، وإجمالي السكر المنتج خلال الموسم 40 ألف طن سكر تمويني تقريباً، كما يضم مصنع سكر أبو قرقاص، مصنع البنجر، والذي تم إنشاءه عام 1999م، ويستهدف 6 آلاف طن بنجر/يوم، وإجمالي الكمية المعصورة سنويًا 550 ألف طن بنجر، وإجمالي المساحة المنزرعة بنجر بالمحافظة 18 ألف فدان، وإجمالي السكر المنتج خلال الموسم 75 ألف طن سكر تمويني، ويضم المصنع كذلك العديد من الصناعات التحويلية، وينتج الكحول الاثيلي الأبيض من المولاس بطاقة 120 ألف لتر يوميًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان