أزمة مصنع أبوقرقاص توقف "الديكوفيل".. "قطار البهجة" يغيب عن قرى المنيا لأول مرة منذ 110 سنوات
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
المنيا- جمال محمد:
أكثر من قرن من الزمان لم تعرف عشرات القرى غرب مراكز أبو قرقاص وملوي وديرمواس جنوب محافظة المنيا، غياب قطار القصب أو كما يُطلق عليه "الديكوفيل" عن شوارعها ومحيطها، ذلك القطار الذي كان يرسم البهجة وتتساقط منه عيدان القصب، ويلتف حوله الأطفال بالأغاني والتصفيق محاولين اقتطاف بعض القصب، ولكن ذلك المشهد غاب هذا العام لأول مرة منذ أكثر من 110 سنوات، لتوقف إنتاج السكر من القصب بمصانع أبو قرقاص، وعدم استخدام القطارات هذا الموسم لضعف التوريد غير المسبوق.
في مراكز المنيا الجنوبية أكثر من 35 قرية، عاشت طوال العقود الماضية تعتمد بشكل كبير على نقل محصولها من القصب عقب تكسيره وحصاده إلى مصنع سكر أبو قرقاص، إذ يمثل لهم وسيلة سهلة ومجانية، وتأخذ المحصول من أمام حقولهم إلى داخل المصنع.
مشهد مرور قطار القصب عن القرى غاب هذا الموسم، بعد أن احتلت مكانه السيارات النقل، والعربات الكارو، إذ لجأ المزارعون لتوريد آلاف الأطنان مباشرة إلى التجار "العوادي" وعصارات العسل الأسود، لتحقيق مكاسب مالية مشروعة لهم، ليدخل مصنع السكر في أزمة توقف لضعف التوريد له والذي وصل لأقل من 10 آلاف طن بدلا من المنتظر 350 ألف طن، ويتم تحويل تلك الكميات الضعيفة التي جمعها لمصانع جرجا بسوهاج.
يتحدث محمد حسن، مزارع، يبلغ من العمر 60 عامًا، وأحد أهالي قرية المحرص بمركز ملوي، عن قطارات القصب قائلًا: "منذ أن ولدنا ونرى قطارات القصب تطوف غرب القرى شمالًا وجنوبًا، وتدخل لتحميل القصب في مشهد مبهج، فالوسيلة مجانية وسهلة وتأتي بالقرب من الحقول، ولكن غاب المشهد عن أعيننا هذا العام في مشهد مؤسف بعد رفض المزارعين توريد المحصول للمصنع، وبالتالي توقفت القطارات.
يضيف حسن لـ"مصراوي": عشرات القرى كان يمر فيها قطار القصب هنا في ملوي وديرمواس، أشهرها قرى: المحرص، الروضة، هور، إبشادة، جعوير، تونا الجبل، السواهجة، الأشمونين، بني خالد، قلندول، البرنسة، التابوت، منشأة المغالقة، قلندول، ديروط أم نخلة، عزبة سيف، والشيخ حسين، وعزبة عدلي، ولو توجهنا جنوبا لمركز أبو قرقاص سنجد قرى: اتقا، البركة ، السوالم، قلبا، عجوة، صالح باشا، أبو الصفا، الجمالية، عزبة المكسرات، إتليدم غرب، وسفاي، فيما كان يمر الخط القديم للقطار على قرى البربا والفقاعي وصنيم ويستمر حتى مركز المنيا وقرى بني أحمد وماقوسة وتله.
وأكد المزارع أن قطارات الديكوفيل تمثل جزءًا من هوية مصر، والمزارع البسيط كان ينتظر نقل محصوله بالمجان، متمنيًا تفادي الأزمة العام المقبل، وتحديد أسعار توريد مناسبة للمزارع من قبل الشركة، ويعود المصنع وخطوط القطارات للتشغيل مرة أخرى.
فيما قال محمد صهيب، أحد أهالي قرية الروضة، إن مشهد مرور القطار على حواف ترعة القرية، وبالقرب من المنازل بمسافة لا تزيد عن الثلاثة أمتار، لن ينساه، فرغم الأزمات التي كانت تحدث بسبب مرور القطار لسيره ببطء شديد، وتساقط كميات منه في الطرقات، إلا أنه كان يُطمئن المواطنين بوجود خيرات أراضيهم، ونقلها للمصانع لتعود إليهم في هيئة منتجات مختلفة مرة أخرى.
يذكر أن قطارات الديكوفيل في المنيا تزيد خطوط سيرها عن 50 كيلو مترًا، وتمر في ثلاثة مراكز جنوب المحافظة، قد توقفت هذا العام مع توقف مصنع سكر أبو قرقاص عن إنتاج السكر من القصب لضعف توريد المحصول له، لتعد تلك هي المرة الأولى التي لا تجوب فيها قطارات البهجة القرى والنجوع لتحمل محصول القصب منذ أكثر من قرن.
فيديو قد يعجبك: