طعام ودواء.. "الهيج" يكسو مخرات السيول باللون الأخضر في جنوب سيناء

جنوب سيناء – رضا السيد:

تكتسي مناطق مخرات السيول داخل صحراء جنوب سيناء في هذه الفترة باللون الأخضر، نتيجة نمو النباتات الطبيعية الطبية والعطرية فيها.

ويحرص أبناء القبائل البدوية على جني هذه النباتات خاصة التي يعتمدون عليها في التداوي من بعض الأمراض.

قال المهندس أشرف النمر، رئيس إدارة الموارد المائية بجنوب سيناء، إن الفرحة تعم أهالي جنوب سيناء من القبائل البدوية عند سقوط أمطار على المحافظة، وتزداد هذه الفرحة بحدوث السيول، كونهم يعتمدون على هذه المياه في الأغراض المختلفة "الشرب، الزراعة"، إضافة إلى أن جميع أنوع النباتات الطبية والعطرية تنمو بكثرة في مخرات السيول.

وأوضح، رئيس إدارة الموارد المائية في تصريح اليوم، أن بذور النباتات التي تنقلها الرياح توجد بكثرة فوق القمم الجبلية وعلى الجبال وتحت سفح الجبال، وفي حالة تساقط السيول تسير هذه البذور مع الطفلة "تربة ناعمة خصبة" التي تتركها السيول، وهذه الطفلة تكون غنية بالأملاح والفيتامينات المفيدة لنمو النباتات، والتي تعد مصدر رزق لسكان المناطق الجبلية "الوديان، التجمعات البدوية".

وأكد أن سكان هذه المناطق ينتشرون في المناطق السهلية وتحديدًا مخرات السيول عقب نمو هذه النباتات الطبية، لعدة أغراض لإحداهما جني النباتات الطبية والعطرية لاستخدامها في التداوي، إضافة إلى تجفيفها وبيعها للسائحين، ثم استخدامها كمرعى طبيعي للحيوانات، بعد أن يقيمون بيت الشعر "الخيمة" والاستقرار في المكان حتى ترعى الماعز والأغنام في هذه النباتات، وحين انتهائها ينتقلون إلى مكان آخر.

وأشار إلى أن نبات الجرجير الصحراوي أو كما يطلق عليه البدو "الهيج"، من أهم النباتات الطبيعية التي تنمو في مخرات السيول بكثرة، ويقوم الآن المواطنين سواء من البدو أو غيرهم بحصاده، لكون مفيد للكلى وتفتيت الحصوات، حيث يتم جني "الهيج" وغسله جيدًا ووضعه في الخلاط مع خلط الزنجبيل، الثوم، خل التفاح، وزيت الزيتون عليه حتى يصبح عصير، ثم يجري تناوله لكونه يعمل على تنشيط الدورة الدموية، وينظم الكولسترول.

ولفت إلى أن التعايش مع البدو أكسبت المواطنين العاديين خبرة من خلال تجربة هذه الأعشاب في التداوي، حيث يمكن استخدام عصير "الهيج" في التدليك لـ"تسليك الشرايين" وتنشيط الدورة الدموية، إضافة إلى كونه يمكن تناوله مع الطعام مثل الجرجير والنباتات الورقية الأخرى.