لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العمدة صاحب الطاقية المبرومة.. في ذكرى ميلاده: حكاية السطور الأخيرة في حياة عبدالله غيث- صور

10:30 ص الأحد 28 يناير 2024

الشرقية – مصراوي:

يُصادف، اليوم الأحد، الذكرى الرابعة بعد التسعين لميلاد الفنان عبدالله غيث، الذي جاء إلى الدنيا يوم الثلاثاء 28 يناير عام 1930، ورحل عن عالمنا يوم الأربعاء 13 مارس عام 1993 تاركًا سيرة طيبة لواحد من أهل الفن والإنسانية الذي كان محبًا لأهل بلده وعونًا لهم.

تخذلك أروع الكلمات حين تحاول وصفه، يخونك الوصف وتُرهقك محاولات التعبير، ولما لا والموصوف قد اعتبره الغالبية العظمى واحدًا منهم بلسانهم ولكنتهم وأصدق من يعبر عنهم.

انتقلت عدسة "مصراوي" إلى كفر شلشلمون التابع لنطاق ودائرة مركز ومدينة منيا القمح في محافظة الشرقية، مسقط الراحل عبدالله غيث، في محاولة لكشف بعضًا من الأسطر التي ربما لا تزال مجهولة بالنسبة للكثيرون عن الإنسان عبدالله غيث، الذي لم تغيره الشهرة أو يُبعده الفن عن جولاته واهتمامه بأهل قريته ومناقشة وحل المشكلات التي يواجهونها.

"الشهرة مغيرتهوش" عبارة خرجت بتلقائية عفوية على لسان الحاج "وجيه أبو نبيل" أحد أهالي القرية الذين عاصروا الفنان الراحل، ردًا على سؤال مراسل "مصراوي" عن الفنان عبدالله غيث، مشيرًا إلى أنه كان "ابن أصول ولا تخرج منه العيبة"، قبل أن يشير إلى منزل العمودية حيث أهل وأقارب الفنان الراحل.

سبب النجاح في مجلس النواب

داخل المبنى العتيق اجتمع أهالي القرية في بهو المكان المعروف بـ "المضيفة" يتناولون المشروبات ويُساهمون في التبرع بالدم لصالح بنك المستشفى المركزي تحسبًا لأية طواريء أو حوادث قد تشهدها البلدة أو البلاد المجاورة، لكن بين الجموع كانت النائبة مي رشدي غيث، حفيدة الفنان الراحل التي تتقلد حاليًا منصبها الرفيع في عضوية مجلس النواب نيابةً عن أهل قريتها والقرى التابعة لها في مركز منيا القمح، والتي أشارت خلال حديثها لـ "مصراوي" إلى أن جدها الراحل الفنان عبدالله غيث (عم والدها) كان إنسانًا قلما يجود الزمان بمثله، قبل أن تؤكد على أنه قد بدء في مجال الفن دون مساعدة أحد، وأنه قد "شطح" وحده ليخلد تاريخًا من الأعمال الدرامية الخالدة.

"كان بيحب يهزر كتير" تقولها النائبة وهي تحاول جاهدةً تذكر موقفًا جمعها بوجود جدها الراحل الفنان عبدالله غيث، الذي فارق الحياة وهي لا تزل طفلة لم تصل عامها الثامن بعدْ، لافتةً إلى أن ذكرى جدها عبدالله غيث تنحصر في ابتسامته التي كانت دومًا باديةً على وجهه عندما يحضر إلى منزل والدها في القرية، قبل أن تسترسل في الحديث عما عرفته ممن عاصروه من أهلها وأهل القرية: كان عمدة البلد بعد وفاة أخوه (جدي) وفضل عمدة لغاية والدي ما كِبر وتنازل له عن العمودية علشان مشغولياته.. بيته اللي هنا في البلد كان مرتبط بيه جدًا وكان بيقعد على الأرض قصاد البيت وسط الزرع يقابل الناس ويحل مشاكلهم، الله يرحمه سيرته طيبة وياما ساعد ناس وفتح مشروعات لناس وساعد بعضهم في السفر علشان العمل في الخارج.

وأشارت النائبة حفيدة الفنان عبدالله غيث، إلى أن الناس ارتبطوا بجدها الراحل ارتباط كبير:"لما كانوا بيحتاجوه بيلاقوه، وكان متواضع وبيحب يقدم الخير للناس أوي.. قبل أن تتذكر موقفًا ربما كان بين أسباب نجاحها في الفوز خلال الانتخابات والحصول على عضوية مجلس النواب: وأنا داخلة الانتخابات كنت بحاول أعرف الناس بيا إن جدي هو عبدالله غيث، وأثناء طرقي لباب سيدة فتحت لي وكانت بتتفرج بالصدفة على مسلسل من بطولته فشاورت لها على الشاشة قولت لها إنه يبقى جدي، السيدة بكل طيبة وتلقائية أقسمت تنتخبني، ودا كان رد فعل ناس كتير انتخبوني حبًا فيه، والناس لغاية دلوقتي بتعرفني حفيدة عبدالله غيث."

سر ديك البرابر

داخل دوار العمدة كان أحد الجالسين المهندس عادل غيث، شقيق المخرج الراحل علي غيث الذي تبنى موهبته الراحل الفنان عبدالله غيث، أفاد خلال حديثه لـ "مصراوي" بأن سيرة الفنان الكبير من الصعب تلخيصها في كلمات أو مواقف بعينها، إلا أن حُب الناس الذي لا يزل لعمه الراحل منه نصيبًا يؤكد على براعته وإنسانيته قبل نجاحه كفنان لا يتساوى مع غيره من أنجح الناجحين.

"لما راح يمثل كان الفنان الراحل المخرج الفنان نور الدمرداش فيه مسلسل وكان جايب الفنان فريد شوقي واختلفوا، فالفنان نور الدمرداش قال هجيب واحد يعمل الدور وهينجح" يضيف أحد أبناء عمومة الراحل عبدالله غيث: "بالفعل جاب عبدالله غيث عمل دور، كان أول دور له في مسلسل هارب من الأيام والفنان فريد شوقي هناه على نجاح الدور وكانت بداية انطلاقته.

وأردف المهندس عادل غيث متابعًا: "هو ابن شلشلمون وكان يعشق البلد والجلوس مع الفلاحين، وكان عمدة لمدة 13 سنة بعد وفاة شقيقه الحاج أحمد، وفضل في العمودية وهو ممثل وكانت الناس تستناه لما ييجي من القاهرة يقعد معاهم ويحل مشاكلهم، وبصراحة كان بيسأل عن الناس ويؤدي واجباته سواء عزاء أو فرح".

ورغم مرور أكثر من 30 عامًا على عرض فيلم "ديك البرابر" الذي لعب الفنان الرحل عبدالله غيث فيه دور "تايكون الدخاخني" لا يزل "عادل" يذكر حضور الفنان فاروق الفيشاوي رفقة عبدالله غيث إلى القرية؛ حيث كان "غيث" قد أحضره لأجل أن يرى ويتدرب على شخصية "خلف" ذاك الفتى الأبله ابنه في الفيلم: كان في ولد غلبان وطيب هنا في البلد الفنان عبدالله غيث جاب معاه فاروق الفيشاوي علشان يشوفه ويقلد حركاته في الفيلم، وكان لما يصفق بإيده وهو بيقلده ينادي عليه عبدالله غيث ويقول له مش كده يا فاروق" ويصفق يديه بعفوية طالبًا منه تقليد الحركة التي اشتهر بها لتخرج كما جاءت في الفيلم.

الطاقية المبرومة والطلب المنسي

"كان متواضع معانا وعمره ما حسسنا إنه كبير علينا ولا ممثل".. قالها الحاج بيومي يوسف بيومي البحة، أحد أهالي القرية الذي جمعته الأيام يومًا بالفنان الراحل عبدالله غيث، منوهًا بأن عبدالله غيث كان متواضعًا لأبعد حد: "التمثيل والشهرة مغيرهوش".

واستطرد: "كان لما ييجي البلد بيلبس جلابية ويُبرم الطاقية على جنب كده ويمشي عياقة في البلد، قبل أن يضحك وهو يواصل: نسيت أطلب منه يوظف ولادي، هو كان ابن بلد وبيساعد الكل ومكانش يظلم ولا يتجبر على حد، كان يرجع من التمثيل على البلد ويقعد مع الناس ويحل مشاكلهم.. والله الوكيل ميتعوضش".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان