لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحدت إعاقتها ووصلت الثانية على الدفعة.. "آية" تروي قصة كفاحها لتحقيق حلم الدراسات العليا

12:19 م الثلاثاء 09 يناير 2024

جنوب سيناء – رضا السيد:

مشوار طويل من الكفاح سارت فيه آية صفوت البالغة من العمر 30 عامًا، ابنة مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، لتحقق حلمها الذي ليس له حدود في تحصيل العلم ونهل المعرفة، على الرغم من إعاقتها بسبب نقص الأوكسجين عند الولادة ما أدى إلى تلف في أجزاء من المخ، أثر على حركتها وطريقة نطقها.

"اعتدت على إعاقتي منذ الصغر وأصبحنا أصدقاء"، كهذا بدأت "آية" حديثها لـ"مصراوي"، مؤكدة أنها لم تكن تعي إعاقتها عندما كانت صغيرة، وكانت تعتقد أنه مجرد مرض ستشفى منه مع الوقت، ولكنها صدمت بحقيقة إعاقتها عندما أتمت تعليمها بالمرحلة الابتدائية في المدارس العادية، ورفضت المدارس استقبالها في المرحلة الإعدادية، وجرى تحويلها إلى المدرسة الفكرية، على الرغم من أن اختبارات الذكاء الخاص بها كانت تؤكد قدرتها على استكمال مراحل التعليم المختلفة في المدارس العادية.

وأوضحت أنها قضت 4 سنوات في المدرسة الفكرية استفادت خلالها تعليم التطريز والمشغولات اليدوية على الرغم من إعاقتها الحركية في يدها، مشيرة إلى أنه عقب فترة انتهاء دراستها بالمدرسة الفكرية شعرت بالملل، واقترح عليها بعض المقربين منها الحصول على دورات تدريبية في مجال الكمبيوتر، لكنها رفضت في بداية الأمر لكون إعاقتها في أصابع يدها، ولن تسطيع الكتابة والتحكم في لوحة المفاتيح، ولكن وسط تشجيع المقربين منها خاضت التجربة، قائلة "كنت اعتمد في التحصيل خلال الدورات التدريبية على الذاكرة السمعية، لكوني لم أعرف التحكم في الكتابة"، وبالفعل حصلت على العديد من الدورات منها " windows، Word، Excel، ICDL" حتى أجادت أعمال الكمبيوتر.

وأضافت "جرى تعييني ضمن الـ 5% بمديرية الصحة، وكنت أوقع حضور وانصراف في دفتر العمال، فراودتني فكرة استكمال مراحل التعليم والحصول على شهادة جامعية، ومن هنا بدأت أواجه العديد من العقبات، بدايتها أني صدمت بأن شهادة المدرسة الفكرية تعادل شهادة محو أمية، فقررت الالتحاق بالمرحلة الإعدادية لكوني حاصلة على الشهادة الابتدائية بالفعل، وكان في ذلك الوقت بدأ تطبيق مشروع دمج الحالات الخاصة في المدارس العادية".

وتابعت "ومن هنا بدأت رحلة السير في الطريق الصعب، كوني كنت أذهب لعملي صباحًا، وبعد العودة تبدأ مسيرة الدروس الخصوصية، وكنت أستعين بوالدتي لتحضر معي حصص الدروس لتكتبها لي كي أعرف استذكر دروسي، حتى حصلت على الشهادة الإعدادية، وأصرت على الالتحاق بالتعليم الثانوي العام لأثبت للجميع أنني أستطيع إحراز النجاح كالأشخاص العاديين، إضافة إلى تحقيق حلمي في الالتحاق في كلية هندسة إلكترونيات بعد أن أصبحت أجيد العمل على الكمبيوتر، ومن هنا بدأت أشعر بإحباط شديد بعد أن علمت أنه غير متاح لذوي القدرات الخاصة الالتحاق بالأقسام العلمية، والمتاح لهم الشعبة الأدبية فقط، ورغم حبي الشديد لمجال الإلكترونيات، إلا أنني قررت استكمال تعليمي وحصلت على شهادة الثانوية العامة بنسبة 84%".

وأكدت أنها بعد أن حصلت على شهادة الثانوية العامة، بدأت في مواجهة عدة صدمات أخرى، إحداهما أن الجامعات المتاحة لذوي القدرات الخاصة هي التجارة والآداب قسم "مكتبات" فقط، وقررت الالتحاق بكلية الآداب قسم المكتبات بالإسماعلية، بعدها واجهت مشكلة المدينة الجامعية لكون سنها كان قد تجاوز الـ 25 عامًا، وبعد تدخل اللواء دكتور خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، جرى قبولها بالمدينة الجامعية.

ولفتت إلى أن العقبات لم تتوقف، حيث واجهت مشكلة كيفية تقنين وضعها في العمل بمديرية الصحة، خاصة أن دراستها الجامعية كانت تستدعي إقامتها في الإسماعلية، قائلة "كنت بين اختيارين كلاهما أصعب من الآخر، وهما إما أن استكمل تعليمي الجامعي وأستقيل من عملي، أو أظل في عملي ولم أحقق حلمي"، مشيرة إلى أنها كانت تحتاج إلى راتبها لاستكمال تعليمها الجامعي الذي كان يتكلف الكثير لكونها تدرس في محافظة أخرى.

وأكدت أن محافظ جنوب سيناء تدخل للمرة الثانية وقرر أن تكون أيام دارستي في الجامعة مأمورية، وكانت تقضي ثلاث أيام في الإسماعيلية ويومين في العمل، واستمر الحال على ذلك لمدة أربع سنوات، قائلة: "4 سنوات من مشقة السفر في شدة الحر وبرودة الطقس، وكنت بسقط في الطريق من شدة التعب، بجانب التكلفة المالية حتى حصلت في النهاية على الشهادة الجامعية"، مؤكدة أنها لم تحصل على النجاح فقط، بل كانت متفوقة لكونها حاصلة على المركز الثاني على الدفعة.

وأوضحت أن تفوقها شجعها على أن تكون معيدة في الجامعة، ولكن لم يحالفها الحظ، لذا فهي تستعد للالتحاق بالدراسات العليا.

وعن المؤثرين في مشوار كفاحها، قالت "آية"، "والدتي هي أكثر من عانى معي، فهي كانت تحضر معي الدروس الخصوصية لتكتبها لي لكوني لم أستطيع الكتابة، وكانت تحضر الامتحانات لتكتب لي، ووالدي الذي كان يدعمني ويشجعني دائمًا، إضافة إلى اللواء دكتور خالد فودة، الذي يعد بمثابة الأب الروحي لي، ووقف بجانبي في كل مراحل رحلتي، ولم أغفل دور الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل لذوي الاحتياجات الخاصة قيمة في المجتمع، من خلال دمجهم في التعليم، وتوفير كافة الخدمات".

وعن هويتها، أوضحت أنها تهوى الكمبيوتر والبرمجيات، وتحلم بأن تكون مصممة جرافيك، إضافة إلى أنها تؤلف قصص قصيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان