إعلان

رحلة إلى قلب التاريخ.. أسرار معابد الفيروز في سرابيط الخادم -فيديو وصور

04:15 م الأحد 13 أكتوبر 2024

جنوب سيناء – رضا السيد:

في أعماق صحراء سيناء، حيث تلتقي الرمال الساخنة بسماء اللازورد، تكمن أسرار مدفونة منذ آلاف السنين، في منطقة سرابيط الخادم، اكتشف علماء الآثار كنوزاً فرعونية فريدة، تحكي قصة صراع الإنسان مع الطبيعة بحثًا عن الثروة والمعرفة، فما هي أسرار هذه المنطقة الغامضة؟ وما الذي يجعلها واحدة من أهم المواقع الأثرية في مصر؟"

الدكتور مصطفى محمد نور الدين، كبير باحثين بآثار جنوب سيناء، أكد أن منطقة سرابيط الخادم بمدينة أبوزنيمة من المقاصد السياحية الواعدة بجنوب سيناء، لما تتميز به من آثار وثروات طبيعية تحتاج إلى المزيد من الدعاية، كونها تضم معبد حتحور الذي يعد أحد أهم الآثار المصرية القديمة بالمنطقة، وجرى تشيده في هذا المكان البعيد والمعزول وعلى قمة جبلية شاهقة الارتفاع، للحصول على الفيروز هذا الحجر المقدس بلون السماء ذو الاستخدامات الدينية والدنيوية، موضحًا أنه عثر حول معبد "حتحور" على 28 مغارة لاستخراج الفيروز.

وأكد كبير الباحثين بآثار جنوب سيناء، أنه عثر بالقرب منه على معسكر خاص بعمال التنقيب عن الفيروز على يمين مغارات الفيروز، وبه بقايا أكواخ لعمال التعدين من المصريين القدماء، إضافة إلى وجود معسكر آخر يسمى معسكر الأسيويين، لافتًا إلى أن معسكر العمال يتميز بخلفية خاصة كونه يوجد في أعلى قمة جبلية في المنطقة، وهو جبل أم الرجليين.

وأشار إلى أن مغارة "الطليحة" تعد من أهم مغارات التي توجد بمنطقة سرابيط الخادم، كونها تتميز بوجود أكثر من نقش يروتوسينائي بداخلها، ولها أكثر من مدخل وفتحات من أعلى ومن الأجناب، مؤكدًا أنه يوجد بجانبها ما يعرف بمعسكر العمال الآسيويين الذي كان يقيم فيه عمال الرتنو الأسيويين، حيث أشرك المصريين القدماء الآسيويين في بعثات التعدين خلال عصر الدولة الوسطى، كسياسة متسامحة من ملوكها في تشغيل الأسيويين.

وأشار إلى اكتشاف خبيئة داخل مغارة "الطليحة" بها حوالي 40 قالب من الطين لصب الأدوات المعدنية المستخدمة في التعدين، كالبلط والإزميل والسكاكين، والفؤوس والمرايا ، بعضها سليم ومعظمها محطم، مؤكدًا أن هذه الخبيئة تعد من أكبر الخبايا الأثرية من تلك القوالب.

وأوضح أن سيناء تعد مصدرًا غنيًا بالثروات الطبيعية، وحرص القدماء المصريين على استغلال مناجم النحاس والفيروز التي توجد بمنطقة سربيط الخادم منذ عصر ما قبل وبداية الأسرات، مؤكدًا أنه عثر على نقوش للملوك " تعر، مر، جر، جت"، مشيرًا إلى أن المنطقة وما حولها تتميز بوجود مناجم الفيروز، وخامات المنجنيز والكاولين، ورمل الزجاج، وغيرها.

وأضاف أن سيناء عرفت في النصوص المصرية القديمة باسم "تــا مفكـات" أي أرض الفيروز، و "ختيـو مفكـات" أي مدرجات الفيروز، و"خاسـت مفكـات" أي صحراء الفيروز، كما عرفت باسم "تـا شمـــمت"أي أرض المعادن، موضحًا أن اسم سيناء مشتق من اسم إله القمر لدى الساميين، والذي عرف باسم "سين" على اعتبار ما كان للقمر من أهمية خلال السير ليلًا في سيناء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان