إعلان

أرواح ضائعة.. كيف يتلاعب السائقون بنتائج تحليل المخدرات؟" -صور

11:59 ص الخميس 17 أكتوبر 2024

كتب - فادي الصاوي:

تشهد مصر ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات حوادث الطرق، الأمر الذي يمثل تهديدًا حقيقيًا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، هذه الحوادث المرورية لم تعد مجرد أرقام في الإحصائيات، بل تحولت إلى كارثة حقيقية تؤرق المجتمع المصري وتستدعي تدخلًا عاجلًا وحلولًا جذرية.

وتتعدد أسباب هذه الحوادث وتتنوع بين العوامل البشرية كالإهمال والتسرع وعدم الالتزام بقواعد المرور، والعوامل المادية كسوء حالة الطرق وتقادم الأساطيل، بالإضافة إلى عامل خطير لا يقل أهمية عن غيره وهو تعاطي المخدرات من قبل السائقين.

وفي هذا التقرير، سنتناول بالتفصيل أبعاد هذه المشكلة الخطيرة، وسنسلط الضوء على الأسباب الكامنة وراء تكرار حوادث الطرق، وسنستعرض أحدث الإحصائيات حول الخسائر البشرية الناجمة عنها، كما سنتطرق إلى دور المخدرات في زيادة حدة هذه المشكلة، وطرح الحلول المناسبة لها.

حصيلة 4 أيام

وفى وقت سابق اليوم الخميس، تلقت غرفة العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام محافظة كفر الشيخ، إخطارًا بوقوع حادث انقلاب أتوبيس في الأراضي الزراعية على طريق النمرة البياض في نطاق قسم بيلا، ما تسبب فى إصابة 5 أشخاص جرى نقلهم إلى مستشفى بيلا المركزي لتلقيهم العلاج.

وفي القليوبية اصطدمت سيارة مسرعة بطالبة تدعى بعبور "س.ش" الطالبة بالصف الثاني الثانوي، أثناء عبورها الشارع الجديد بشبرا الخيمة، فلقيت مصرعها في الحال، وجرى نقل الجثة إلى مستشفى ناصر العام وتحرر محضر بالواقعة.

وفى سياق متصل، أصيب 10 أشخاص، في حادث انقلاب ميكروباص على الطريق الزراعي أمام قرية قصر بولاد التابعة لمركز أبو حمص بمحافظة البحيرة، وانتقلت 8 سيارات إسعاف لموقع الحادث ونقل المصابين إلى مستشفى دمنهور التعليمي لتلقي العلاج اللازم.

وكانت محافظة البحيرة شهدت أمس الأربعاء، إصابة 5 تلاميذ تتراوح أعمارهم من بين 10 إلى 12 عامًا، بإصابات طفيفة جراء انقلاب أتوبيس في ترعة بقرية إدفينا التابعة لمركز رشيد، بمحافظة البحيرة.

وأمس الأربعاء، تلقت مديرية أمن الشرقية إخطارا بوقوع حادث تصادم بين سيارة ملاكي وتروسيكل ما أدى إلى إصابة أم وأبنائها الثلاثة فيما توفى اثنين آخرين من أشقائهم بناحية أبو سمران-بلببس، وجرى نقل جميع الضحايا إلى مستشفى بلبيس المركزي.

كما أصيب 9 أشخاص آخرين في حادث انقلاب سيارة ميكروباص، بمدخل قرية الحمدية التابعة لمركز دشنا شمالي قنا.

وشهد الطريق الإقليمي قبل كارتة الخطاطبة الاتجاه القادم من أكتوبر بنطاق محافظة المنوفية، حادث مروع مساء أمس الأربعاء، ما أسفر عن إصابة 20 شخصًا جري توزيعهم على مستشفيات المنوفية.

وفي بنى سويف، أصيب أمس 3 أشخاص بإصابات مختلفة، في حادث انقلاب سيارة أجرة "كبوت"، في نطاق مركز اهناسيا.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، شهدت محافظة الاسماعيلية، حادث تصادم أتوبيس نقل عمال مع سيارة نقل بطريق "الإسماعيلية- السويس" الصحراوي، ما تسبب في مصرع وإصابة ١٠ أشخاص جميعهم من العمال.

وفي يوم الاثنين الماضي، شهد طريق "الجلالة- السخنة" انقلاب أتوبيس عند مفارق الطريق أمام محطة تموين السيارات، وهي منطقة محورية للمتجهين على السخنة وإلى طريق القطامية وطريق الزعفرانة من الجلالة، ما تسبب في مصرع 12 طالبا من طلاب جامعة الجلالة، وإصابة 36 آخرين كانوا في طريق العودة إلى مقر سكنهم المؤقت بمنطقة بورتو.

وفي الوادي الجديد أصيب 27 عاملًا زراعيا فى حوادث سير مختلفة خلال الأسبوع الجاري، أثناء عودتهم من المزارع التي يعملون بها، حيث اعتاد أصحاب المزارع نقل العمال إلي عملهم بأعداد كبيرة وبسيارات النقل المكشوفة الغير مؤمنه ترشيدا للنفقات، الأمر الذي دفع المحافظة إلى إصدار قرار أمس الأربعاء بحظر استقلال الركاب السيارات أو وسائل النقل في غير الكابينة المخصصة للركوب.

أرقام صادمة

وتشير الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى ارتفاع ملحوظ في عدد حوادث الطرق خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد إصابات حوادث الطرق 71016 إصابة عام 2023 مقابل 55991 عام 2022 بنسبة ارتفاع 27 %، وسجلت محافظة الدقهلية، أعلى عدد إصابات على مستوى المحافظات، بواقع 14192 إصابة، فيما سجلت محافظة الإسماعيلية بواقع 170 إصابة فى عام 2023، وبالنسبة للشهور يعتبر شهر أكتوبر أعلى شهود السنة من حيث عدد الإصابات، بواقع 6723، بينما فبراير أقل الشهور حيث بلغ 4690 إصابة. وبلغ عدد إصابات الذكور 57198 مصابًا عام 2023 بينما بلغ عدد إصابات الإناث 13531 في العام ذاته.

فيما بلغ عدد المتوفين 5861 متوفيًا عام 2023 مقابل 7762 عام 2022 بنسبة انخفاض 24.5 %، وسجلت محافظة القاهرة أعلى عدد وفيات بواقع 718 متوفيًا وفيما سجلت شمال سيناء 18 حالة وفاة فقط فى نفس العام، بلغ عدد وفيات الذكور 4902 حالة، فيما بلغت وفيات الإناث 959 حالة فى عام 2023، ويعد شهري يناير وأبريل أعلى شهور السنة من حيث وفيات حوادث الطرق، حيث بلغا 540 متوفيًا بينما شهر ديسمبر أقل معدل وفيات بواقع 431 حالة.

القيادة تحت تأثير المخدرات

وتعتبر القيادة تحت تأثير المخدرات من أخطر المخالفات المرورية، إذ تؤدي إلى فقدان السائق السيطرة على المركبة وتقليل ردود أفعاله، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث، وكشفت العديد من الدراسات أن تعاطي المخدرات يؤثر سلباً على التركيز والانتباه والتنسيق الحركي، كما يسبب النعاس والدوخة والهلوسة، مما يجعل السائق عرضة لاتخاذ قرارات خاطئة في لحظات حرجة.

شهادات حية

يروي "سعيد.ع" ، أحد سائقي الشاحنات لمسافات طويلة، قصته مؤكداً أنه لجأ إلى تعاطي المواد المخدرة بسبب طبيعة عمله الشاقة.

ويقول لـ"مصراوي": "أشعر بالنعاس الشديد أثناء القيادة لمسافات طويلة، خاصة في ساعات الليل المتأخرة، لا أجد وقتاً كافياً للراحة، وأضطر إلى تناول بعض المواد المنبهة لأبقى يقظاً، حتى وإن كانت هذه المواد مضرة بصحتي".

فى السياق ذاته، كشف "أحمد. ي"، سائق ميكروباص، عن تفاصيل صادمة حول عالم السائقين، مؤكدًا أن تعاطي المخدرات أصبح ظاهرة شائعة بينهم، خاصة بين سائقي المسافات الطويلة. يقول السائق: "الضغط الشديد، وساعات العمل الطويلة، وقلة الراحة، كلها عوامل تدفعنا إلى البحث عن أي شيء يبقينا مستيقظين. المخدرات توفر لنا الطاقة التي نحتاجها، ولكنها في الوقت نفسه تضع حياتنا وحياة الآخرين في خطر."

وعن كيفية التلاعب بنتائج تحليل المخدرات، قال السائق: "هناك العديد من الطرق التي يستخدمها السائقون للتهرب من اكتشاف تعاطيهم للمخدرات. البعض يشرب كميات كبيرة من الماء قبل إجراء التحليل، والبعض الآخر يستخدم أدوية معينة لإخفاء آثار المخدرات، وهناك من يلجأ إلى شراء عينات بول نظيفة من أشخاص آخرين."

وأضاف السائق أن هناك شبكات تقوم بتوفير هذه المواد والخدمات للسائقين، مما يسهل عليهم التلاعب بنتائج التحليل والهروب من العقاب.

أسباب اللجوء إلى المخدرات

طبيعة العمل: يعاني سائقو الشاحنات والسيارات العامة من ضغوط عمل كبيرة، وأوقات عمل طويلة، وقلة الراحة، مما يدفعهم إلى البحث عن حلول سريعة لزيادة اليقظة والتركيز.

عدم توفر أماكن راحة كافية: يعاني الكثير من السائقين من نقص في أماكن الراحة الآمنة على الطرق، مما يضطرهم إلى القيادة لفترات طويلة دون توقف.

الضغوط الاقتصادية: يسعى العديد من السائقين إلى زيادة دخلهم من خلال العمل لساعات أطول، مما يزيد من تعرضهم للإرهاق والتعب.

سهولة الحصول على المخدرات: تتوفر المواد المخدرة بسهولة في العديد من المناطق، مما يجعل من السهل على السائقين الحصول عليها.

بدائل آمنة

توفير أماكن راحة كافية: يجب على الجهات المعنية توفير أماكن راحة مجهزة بشكل جيد على طول الطرق، تضمن للسائقين الحصول على قسط كاف من الراحة والأمان.

توعية السائقين: يجب تنظيم حملات توعية واسعة النطاق تستهدف السائقين، لتوعيتهم بمخاطر القيادة تحت تأثير المخدرات، وتشجيعهم على اتباع عادات قيادة آمنة.

توفير بدائل طبيعية: يمكن تقديم بدائل طبيعية آمنة للمنبهات، مثل المشروبات التي تحتوي على الكافيين، ولكن بكميات محددة.

تشديد الرقابة: يجب تشديد الرقابة على الطرق، والقيام بحملات مكثفة لضبط السائقين الذين يقودون تحت تأثير المخدرات.

توفير برامج تأهيل: يجب تقديم برامج تأهيل للسائقين الذين يعانون من الإدمان على المخدرات، لمساعدتهم على التخلص من هذه العادة الضارة.

اقرأ أيضًا:

لتحليل المخدرات.. وصول سائق أتوبيس جامعة الجلالة إلى مستشفى السويس

بينهم طفلة.. إصابة 5 سيدات في حادث تصادم بكفر الشيخ

نجاة الأم و3 أبناء.. التصريح بدفن جثتي شقيقين لقيا مصرعهما في حادث تصادم بالشرقية

"7 عربيات دخلوا في بعض".. 20 مصابا في حادث تصادم جماعي بالطريق الإقليمي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان