إعلان

سر خفي.. كشف لغز تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في أبو سمبل -صور

12:09 م الإثنين 21 أكتوبر 2024

كتب - فادي الصاوي:

في مشهد يجمع بين سحر الماضي وعظمة الحاضر، شهدت صالات معبد أبو سمبل الفريد، ظاهرة فلكية استثنائية، حيث تعامدت أشعة الشمس مباشرة على وجه الملك رمسيس الثاني في مشهد أسطوري يكرر نفسه كل عام، هذه الظاهرة التي استطاع المصريون القدماء حسابها بدقة منذ آلاف السنين، تؤكد عبقريتهم في علم الفلك والهندسة، وتشهد على عظمة الحضارة المصرية القديمة.

تحدث ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل مرتين في العام، وذلك في يومي:

22 فبراير: يرتبط هذا التاريخ بموسم الفيضان والزراعة في مصر القديمة.

22 أكتوبر: يرتبط هذا التاريخ بموسم الحصاد.

لماذا هذان اليومان بالذات؟

يعود السبب في حدوث هذه الظاهرة في هذين اليومين إلى الدقة الهندسية والفلكية المذهلة التي استخدمها المصريون القدماء في بناء المعبد، وجرى تصميم المعبد بحيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي للمعبد وتصل إلى قدس الأقداس في هذين اليومين بالضبط، لتسقط مباشرة على وجه الملك رمسيس الثاني.

تاريخ اكتشاف معبد أبو سمبل

لم يكتشف العالم عظمة معبد أبو سمبل إلا في القرن التاسع عشر، ففي عام 1813، وخلال رحلة استكشافية لشلالات النيل، عثر الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت على بعض التماثيل الضخمة بارزة من الرمال، ولم يكن يعلم حينها أنه يقف أمام أحد أعظم المعابد التي بناها الفراعنة، وبعد عدة رحلات استكشافية، تمكن الباحثون من الكشف عن مجمع المعابد الضخم الذي كان مدفوناً تحت الرمال لآلاف السنين، وواجهت عمليات التنقيب والترميم العديد من الصعوبات، ولكن بفضل جهود علماء الآثار والمهندسين، تمكن العالم من الاستمتاع بجمال هذا المعبد الفريد.

الأساطير المرتبطة بالظاهرة

تحمل ظاهرة تعامد الشمس في المعابد المصرية القديمة، دلالات رمزية عميقة في المعتقدات الدينية للمصريين القدماء، وارتبطت هذه الظاهرة بإله الشمس رع، الذي كان يُعتبر مصدر الحياة والضوء والنور، وكان المصريون يعتقدون أن تعامد الشمس على وجه الملك داخل المعبد هو دليل على أن الإله رع يبارك هذا الحاكم ويمنحه القوة والحكمة لحكم مصر.

كما كانت هذه الظاهرة مرتبطة بأساطير الموت والبعث، حيث كان المصريون يرون فيها دليلاً على دورة الحياة والموت والولادة من جديد، وكانت الاحتفالات التي تقام بمناسبة تعامد الشمس فرصة للتعبير عن الإيمان بالآلهة وتجديد العهد بها.

تأثير هذه الظاهرة على السياحة

تساهم هذه الظاهرة بشكل كبير في تعزيز السياحة في مصر، وذلك للأسباب التالية:

- جذب السياح: تعد هذه الظاهرة من أهم الأحداث السياحية في مصر، حيث تجذب آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم ليشهدوها بأنفسهم. فهي فرصة فريدة لمشاهدة معجزة هندسية فلكية تعود إلى آلاف السنين.

- الترويج لمصر: تساهم هذه الظاهرة في الترويج لمصر كوجهة سياحية عالمية، حيث يتم تغطيتها بشكل واسع في وسائل الإعلام العالمية، مما يزيد من شهرة مصر وآثارها الفرعونية.

- تنشيط السياحة في أسوان: بشكل خاص، تستفيد محافظة أسوان بشكل كبير من هذه الظاهرة، حيث تشهد زيادة ملحوظة في أعداد السياح خلال فترة حدوثها، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي.

- تأكيد القيمة التاريخية: تؤكد هذه الظاهرة على القيمة التاريخية والثقافية لمصر، وعلى عظمة الحضارة المصرية القديمة، مما يدفع السياح إلى زيارة المزيد من المواقع الأثرية في مصر.

- تنوع المنتجات السياحية: تساهم هذه الظاهرة في تنويع المنتجات السياحية التي تقدمها مصر، مما يجذب شرائح مختلفة من السياح.

اقرأ أيضًا:

غدًا الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بمعبده الكبير في أبو سمبل

صيانة كاملة وخدمات متميزة.. استعدادات مكثفة في أبو سمبل لاستقبال ظاهرة تعامد الشمس

فيديو قد يعجبك: